واشنطن تكرم أربع مسلمات ناشطات في مجالات حقوق الانسان في إيران والجزائر وأوزبكستان والصومال

TT

افرجت السلطات الايرانية خريف العام الماضي عن ناشطة مكافحة التمييز ضد النساء مهرانجيز كار بعد ان ظلت رهن الحبس منذ ربيع عام 2000 بتهمة العمل ضد مصالح الأمن القومي للبلاد. فقد افرج عن مهرانجيز كار، التي تعاني من مرض السرطان، بكفالة وسمح لها بالسفر الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج. وكان الكونغرس الاميركي قد كرم الصحافية والمحامية وناشطة الدفاع عن حقوق النساء مهرانجيز كار الى جانب ثلاث نساء اخريات في مقره بالكابيتول هيل حيث شاركت السيدة الاولى لورا بوش الى جانب اعضاء في الكونغرس في الاحتفال الذي اقامه «الصندوق القومي لدعم الديمقراطية» لتكريم النساء الاربع على مساهمتهن في الديمقراطية والدفاع عن الحقوق في العالم الاسلامي. وكرمت في الاحتفال ايضا الجزائرية نجاة بودا والاوزبكستانية موبوراك تاشبولاتوفا والصومالية مريم حسين محمد على نشاطهن في دول غالبيتها من المسلمين. وبدأ نشاط الجزائرية بودا عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها لدى انضمامها الى «تجمع عمل الشباب» ،وهو منظمة غير حكومية تعمل وسط الشباب الجزائري، وعند سن العشرين ترأست المجموعة. وتعمل نجاة الآن، وهي في الثالثة والعشرين من العمر، مع منظمة «اس.او.اس.ديسباروس» التي تعمل لمصلحة الجزائريين الذين «اختفوا» خلال النزاع المسلح في الجزائر. وقالت نجاة بودا ان الجائزة التي منحت لا تقتصر على الاعتراف بعملها هي، وانما بنشاط كل الجزائريين الذين يناضلون يوميا من اجل الحرية والديمقراطية. كما قالت حول عمل النساء الاخريات اللائي كرمن معها ان «معركتهن واحدة» واعربت عن ارتياحها ازاء مشاركتها النساء الثلاث الاخريات في الجائزة السنوية للصندوق. وتقود مريم حسين محمد «منظمة اسماعيل جميل لحقوق الانسان»، التي تعد من ابرز مجموعات الدفاع عن حقوق الانسان في الصومال، كما شاركت ايضا في تأسيس «شبكة السلام وحقوق الانسان» التي تضم 24 من مجموعات الحقوق المدنية ولا تزال تعمل في العاصمة الصومالية مقديشو التي دمرتها الحرب. اما موبوراك تاشبولاتوفا، فتترأس «مركز طشقند للتعليم العام»، الذي ينتج كتبا دراسية حول التعليم المدني وتدريس الحقوق المدنية، كما عقدت لقاءات ومنابر لأولياء الامور والطلاب وقادة الحكومة. الجدير بالذكر ان «الصندوق القومي لدعم الديمقراطية» مجموعة خاصة غير ربحية تعمل من اجل تعزيز المؤسسات الديمقراطية وينشط في 90 دولة. وكان الرئيس المكسيكي فيسينتي فوكس هو الشخص الوحيد الذي فاز بجائزة الصندوق السنوية العام الماضي. وبالنسبة للايرانية مهرانجيز كار، فإن المعركة لا تزال مستمرة. فزوجها سياماك بورزاند، وهو صحافي وواحد من المنتقدين لسياسات الحكومة الايرانية، القي القبض عليه من قبل الاصوليين المتشددين ولا يعرف مكان اعتقاله. وحول هذا الجانب علقت مهرانجيز قائلة: «لا اعرف ماذا افعل ازاء زوجي، ولا اعرف ماذا افعل لنفسي ولاسرتي، فكل شيء مظلم ولا شيء واضح»، بيد ان نظرتها لايران لا تزال واضحة وغير معتمة، فبعض الحركات في ايران بدأت تعمل، مثل حركات حقوق النساء وحركات الشباب وحركة طلاب الجامعات وحركة الصحافة وحركة المثقفين. واضافت مهرانجيز ان هذه الحركات بدأت تظهر قوتها ونفسها امام الحكومة، كما تحاول هذه الحركات، حسبما تعتقد، «إسماع صوتها للحكومة».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»