قطر تواجه مأزقا بسبب علاقاتها الحميمة مع أميركا وتهديد واشنطن للعراق

مسؤولون قطريون: سنكون محرجين إذا قدم طلب لاستخدام أراضينا

TT

الدوحة ـ رويترز: قال مسؤولون ودبلوماسيون أمس ان قطر تعارض اي هجوم على العراق ولكنها تخشى ان يضر رفضها لطلب اميركي محتمل باستخدام اراضيها كقاعدة لهجوم بعلاقاتها مع واشنطن.

واضافوا ان السياسة المعلنة للدول الخليجية هي عدم السماح باستخدام اراضيها لشن هجمات ضد اي دولة مسلمة او عربية. ولكنهم اشاروا الى انه اذا ما مارست الولايات المتحدة ضغوطا كبيرة فانه سيكون من الصعب على قطر والامارات المجاورة في منطقة الخليج المقاومة لان المنطقة تعتمد على واشنطن في حمايتها.

وقال دبلوماسي عربي بارز «برغم المقت الشديد للسياسة الاميركية في الشرق الاوسط التي تنحاز لاسرائيل بوقاحة وتفتقر للحياد، تنظر دول الخليج للولايات المتحدة باعتبارها الضامن الوحيد لامنها واستقرارها ولن تود استعداء هذا الحليف القوي».

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش تعهد باستخدام «كل الوسائل» للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين الذي تتهمه واشنطن بمحاولة إعادة بناء اسلحة للدمار الشامل.

وصرح مسؤولون قطريون بان الدوحة لم تتلق بعد اي طلب من الولايات المتحدة لاستخدام اراضيها. واردف احد المسؤولين «ولكن اذا ما حدث ستكون لحظة حرجة للغاية للقيادة ان تقبل او ترفض الطلب».

وكانت واشنطن اول دولة تعترف بالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اميرا على قطر بعد عزله لوالده في انقلاب ابيض منذ سبع سنوات. وقال المسؤول «العراق دولة عربية شقيقة يشاركها الشعب القطري التاريخ والروابط الثقافية. قد يحدث رد فعل شعبي معاكس اذا ما استخدمت الولايات المتحدة الاراضي القطرية في مهاجمة العراق». واضاف «لكن في الوقت نفسه الولايات المتحدة حليف سياسي واقتصادي وعسكري مهم تربطه بقطر العديد من الاتفاقيات الثنائية ومن الصعب تعريض هذه الاتفاقيات للخطر».

واوضح دبلوماسيون ان احدى هذه الاتفاقيات امنية تنص على السماح للولايات المتحدة باستخدام القواعد الجوية والبحرية في قطر المجاورة للبحرين التي يتمركز بها الاسطول الاميركي الخامس.

كما تستضيف قطر عددا كبيرا من مستودعات الجيش الاميركي، حيث تحتفظ واشنطن بكميات من الاسلحة والمعدات الثقيلة التي يمكن ان يستخدمها لواء آلي كامل.

وقال المسؤولون القطريون ان قرار بلادهم في ما يتعلق بالسماح للقوات الاميركية بالانطلاق لشن هجمات من قطر سيعتمد على المواقف التي يتخذها الشركاء في مجلس التعاون الخليجي. واضاف احدهم «رغم ان جميعنا مرتبط باتفاقيات ثنائية مع الولايات المتحدة فان اتجاها منسقا ويناقش بعناية سيكون لصالح كل الاطراف».

وللولايات المتحدة 25 الف جندي في قواعد جوية في الكويت والسعودية والبحرين وقطر وعمان. ولعبت دول مجلس التعاون دورا رئيسيا في حرب الخليج لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991 ولكنها عارضت بعد ذلك اي هجمات على العراق.