مجمّع سكني في فلوريدا يرفض تأجير شقة لطالب سعودي

TT

رفض مجمّع سكني في الولايات المتحدة تأجير شقة لطالب سعودي أوفى الشروط، رغم ان الطالب أبلغ سمساراً مصرياً استعداده لدفع مقدم الايجار سلفا عن سنة كاملة، الا أن السمسار تلقى الجواب جارحا: «نحن لا نريد هؤلاء القوم بيننا، فليبحث عن مكان آخر».

والقصة تتعلق بالطالب سعد المثنى، الذي يطالب الآن بتعويضات واعتذار رسمي عبر الشركة التي قامت بتأمين شقة له في المجمّع ليستأجرها.

وقد اتصلت «الشرق الأوسط» أمس بالسمسار المصري، أسامة العبيدي، وهو من القاهرة وهاجر الى الولايات المتحدة منذ سنوات، وفيها يقيم بصورة شرعية، فقال بالهاتف من مكتب الشركة بميامي إن الطالب السعودي، سعد المثنى، البالغ من العمر 27 سنة «طلب من شركتنا، التي أعمل فيها موظفا، شقة مفروشة من غرفتين ليستأجرها، فبحثنا له عن واحدة قريبة من حيث يدرس الانجليزية في كلية بالمدينة، وعثرنا على المناسبة له في مارس (آذار) الماضي في مجمّع سكني قريب من شاطئ هوليوود بالمدينة، فملأ استمارة الطلب كأي راغب بالاستئجار، وفيها أوفى كل الشروط المطلوبة وأكثر، بل زاد عليها حين أعلن عن استعداده لدفع الايجار سلفا عن مدة العقد، وهي سنة كاملة، أي تقريبا 16 ألفا و800 دولار. الا أن الجواب كان عنصريا بالمرة كما ترى» وفق تعبيره.

وشرح العبيدي، ان المثنى بقي 3 أشهر نزيلا في فندق قريب ينتظر الموافقة «ولما تأخرت، ذهبت بنفسي الى المسؤول عن المجمّع، وهو كبير السن، ففاجأني برفض الطلب، خصوصا أنه كان مرفقا بالأوراق الثبوتية للمثنى، ومنها تأشيرته القانونية واقامته الشرعية كطالب في البلاد، ثم قال مبررا الرفض: لا نريد هؤلاء القوم بيننا في العمارة».

* بماذا أجبته ؟

- قلت له: إنهم قوم مثلي ومثلك.

* بعدها؟

- سحبت نفسي وأسرعنا منذ يومين الى تقديم احتجاج للادارة الأميركية الاتحادية للاسكان، ومعه احتجاج مماثل للادارة المحلية بالمدينة، وطلبنا تعويضات مع اعتذار.

* كم طلبت من تعويضات ؟

- التعويضات ليست مهمة، فهي من 4 آلاف دولار فقط. المهم هو طلب الاعتذار.

* لماذا 4 آلاف دولار فقط؟

- لأن سعد المثنى بقي كل هذه المدة في الفندق بانتظار الموافقة على الطلب، ونقدر مصاريفه بثلاثة آلاف دولار. منها 500 لسمسارة بحثت عن الشقة حتى وجدتها، والباقي للشركة كمصاريف دفعتها.

* لماذا يريد المثنى شقة غالية الايجار، كالتي عثرتم له عليها؟

- ليست غالية، فالحي من الأرقى بميامي، وقيمة الشقة 300 ألف دولار تقريبا، وهو يريدها لأنها قريبة من حيث يدرس. على أي حال كل انسان حر باستئجار ما يريد.

وشرح العبيدي أن المشرف على المجمّع أنكر فيما بعد ما قاله عن عدم الرغبة بوجود سكان عرب أو مسلمين كمستأجرين في المجمّع، زاعما أن الطالب السعودي لم يف بالشروط المطلوبة في الاستمارة «وهذا غير صحيح بالمرة، لأنني زرته بعد يومين مع السمسارة التي عثرت لشركتنا على الشقة، ولامها على شهادتها لصالحنا، ثم عرض أن تدفع ادارة المجمّع ألفي دولار كتعويضات، لكنه رفض كتابة رسالة اعتذار، فرفضنا عرضه»، وفق تعبيره.

وبرر المشرف على المجمع موقف ادارة المجمّع بأن الحكومة الأميركية تنبه مواطنيها بأن يكونوا حذرين دائما «لذلك لم أكن سوى حذر» وفق ما قاله لمحطة تلفزيون محلية بميامي حين سألته عن أصل المشكلة مع السمسار المصري والطالب السعودي.

وذكر العبيدي أنه هو نفسه تعرض للكثير من المضايقات في ميامي «بسبب اسمي الأول، وهو أسامة، لذلك لجأت الى تغييره، فوضعت على بطاقة عملي «يو.اس. العبيدي» بدلا من أسامة العبيدي، منعا للسلبيات على أنواعها» على حد تعبيره.

وقال العبيدي إن الطالب السعودي، سعد المثنى، لم يعد في فندق الآن، بل استأجر شقة غيرها.