مصر: القيادي في تنظيم «الجهاد» عبود الزمر يعلن من سجنه تمسكه بمبادرة وقف العنف وترحيبه بالمراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية

TT

أكد عبود الزمر القيادي في تنظيم «الجهاد الاسلامي» بمصر، تمسكه بمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة الاسلامية، واعلن ترحيبه بالمراجعات الفكرية التي كتبها قادة الجماعة الاسلامية أخيرا. وقال الزمر في لقاء مع منتصر الزيات محامي الجماعات الاصولية في مصر الذي زاره في سجنه بمزرعة طرة أمس، انه يرحب بالمبادرة وبالكتب الاربعة التي تضمنت المراجعات الفكرية للجماعة الاسلامية. وأكد الزمر انه شارك في البحث الأول لمبادرة وقف العنف، ونوه بأن كتب المراجعات الفكرية «لم تخرج عن عقيدة أهل السنة والجماعة».

وأبلغ الزيات «الشرق الاوسط» ان الزمر يتمتع بصحة جيدة وانه حريص على تكاتف كل الجهود ضد مخاطر العولمة والاختراقات الأخلاقية، وأكد تمسكه بمبادرة وقف العنف ورحب بالمراجعات الفكرية، نافيا ما تردد عن وجود خلافات بينه وبين القادة التاريخيين للجماعة الاسلامية حول مبادرة وقف العنف أو المراجعات الفكرية.

وأشار الزيات في تصريحاته لـ»الشرق الاوسط» الى ان البعض ربط بين نقل عبود الزمر من سجن طرة الى أبوزعبل وبين ما تردد عن اعتراضه على كتب المراجعات الفكرية إلا ان حديثه معه حسم كل ذلك. وقال الزيات أن زيارته إلى الزمر في محبسه استغرقت مايقرب من 95 دقيقة وأنها تأتي في اطار الزيارات الدورية التي يقوم بها الزيات للزمر باعتباره محاميه إلا أن زيارة أمس تمت بناء على طلب الزمر نفسه.

يشار الى ان عبود الزمر (56 عاما) كان ضابطا بالمخابرات العسكرية قبل اتهامه في قضية الجهاد عام 1981 اثر اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات ولازال يقضي عقوبة السجن المؤبد في هذه القضية، وهو المتهم الثاني فيها بعد الدكتور عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الاسلامية الذي برأته المحكمة في هذه القضية، ويقضي حاليا عقوبة السجن مدى الحياة في اميركا وقد شملت القضية 302 متهمين.

وكان الزمر قد جند للجهاد عام 1978رغم انه كان ضابطا بالمخابرات العسكرية المصرية، برتبة مقدم، وذلك عن طريق ابن عمه طارق الزمر. وترجع مكانة عبود الزمر لدى اعضاء تنظيمه «الجهاد» وكذلك اعضاء الجماعة الاسلامية الى شهرته الواسعة بعد ان ذكره الرئيس السادات في احدى خطبه بالاسم حين قال «انه لن يترك الولد عبود ده». وهو ما اعطاه شهرة واسعة واعتبر من وقتها زعيما روحيا للتنظيميين حتى انفصلا عن الجهاد عام 1991، ليخلفه في زعامة الجهاد بعد ذلك أيمن الظواهري الزعيم الحالي والحليف الأول لأسامة بن لادن، ولكن كما يؤكد عدد من الاصوليين فإن هناك خلافا بين الزمر والظواهري في الفترة الماضية، التي أعقبت موافقة عبود على وقف العنف. وظهر هذا الخلاف متسترا في كتاب أيمن الظواهري الأخير «فرسان تحت راية النبي» الذي انفردت «الشرق الأوسط» بنشره عندما تجاهل الظواهري في كتابه ذكر اسم عبود الزمر في تنظيم «الجهاد».