في خامس حكم يصدره القضاء المصري في قضايا تعذيب مواطنين حتى الموت داخل أقسام الشرطة، عاقبت محكمة مصرية أمس أميني شرطة ومجنداً بالأشغال الشاقة لمدة خمس سنوات لادانتهم بتعذيب مواطن حتى الموت داخل مركز لشرطة "الوايلي" لإجباره على الارشاد عن مكان شقيقه المسجل كمجرم خطير. وناشدت محكمة جنايات القاهرة التي اصدرت الحكم رجال الشرطة بحسن معاملة المواطنين.
وترجع وقائع القضية الى عشرة أشهر مضت عندما قام أمينا الشرطة حمدي متولي وحامد محمد والمجند بالشرطة عصام عبد العزيز بإلقاء القبض على المواطن احمد طه داخل منزله واقتياده الى قسم الشرطة واحتجازه وتناوبوا الاعتداء عليه بالضرب المبرح بالأحذية والعصي حتى سقط مغشيا عليه ثم فارق الحياة، وذلك لاجباره على الارشاد عن مكان شقيقه المتهم في إحدى القضايا.
وتم اخطار النيابة بالحادث التي أمرت بحبس المتهمين، وقامت باستدعاء طبيب شرعي لتحديد سبب الوفاة. وقدمت النيابة المتهمين الى المحاكمة حيث تداولت القضية واستمعت الى شهادة المحتجزين الآخرين بقسم الشرطة إلا ان المفاجأة جاءت في شهادة الطبيب الشرعي الذي قال ان اصابات المجني عليه لا تؤدي الى الوفاة، وانه لا يستطيع تحديد السبب الحقيقي للوفاة. ولكن المحكمة كانت قد اطمأنت الى الشهود الآخرين والى قيام المتهمين بتعذيب المواطن واعترافهم بذلك فأصدرت حكمها المتقدم.
يذكر ان رئيس المباحث السابق في قسم شرطة "الوايلي" المقدم خالد الغريب وأمين الشرطة محمد السيد عبد الظاهر يقضيان حاليا عقوبة السجن 10 سنوات مع الشغل والنفاذ بينما يقضي مساعد الشرطة احمد حمد داوود عقوبة السجن ثلاث سنوات لاتهامهم بتعذيب المواطنة صباح محمد عبد المجيد حتى الموت داخل حجز القسم لاجبارها على الارشاد عن أحد أقاربها المتهمين في إحدى القضايا.
وسبق للقضاء المصري ان عاقب خلال هذا العام أكثر من 4 من ضباط الشرطة بأحكام متفاوتة لاتهامهم بتعذيب مواطنين كان أبرزها اتهام رئيس مباحث قسم شرطة امبابة المقدم سيد محمد البغدادي بتعذيب مواطن حتى الموت داخل حجز القسم، وكذلك اتهام رئيس مباحث مدينة نصر المقدم حازم الدربي ومعاونه النقيب سيد جوهر بتعذيب مواطن حتى الموت داخل حجز القسم لاجباره على الاعتراف بسرقة سيارات الحي. وآخر هذه الاحكام كانت الاسبوع الماضي ضد المقدم محمود فراج رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة بالحبس ستة أشهر مع الشغل والنفاذ لاتهامه بتعذيب مواطنة للارشاد عن مطلقها الهارب والمتهم بإحدى القضايا.