«ليلى» جزيرة البقدونس.. صخرة متنازع عليها يحبها الرعاة

TT

بليونس (شمال المغرب) ـ رويترز: عندما تسأل سائق سيارة أجرة في قرية بليونس المغربية ان يأخذك الى جزيرة ليلى الصغيرة المتنازع عليها مع اسبانيا والتي نشر بها المغرب قوات الاسبوع الماضي فلن يأخذك الى اي مكان.

فلا يعرف الكثير من سائقي الاجرة كيف يصلون الى هذه الجزيرة الصخرية التي تزعم اسبانيا السيادة عليها والقريبة من مدينة سبتة الذي تسيطر عليها اسبانيا. لكن الكثيرين مستعدون لان يجدوا لك من يعرف الطريق.

وبعد بحث عرف احد سكان قرية بليونس الساحلية اي طريق صخري ينتهي قبالة الجزيرة التي يترجم اسمها الى «جزيرة البقدونس" وان كان المغاربة يعرفونها باسم «ليلى».

وقف جندي مغربي واحد في دورية حراسة على الطريق اول من امس بينما اختفت ليلى نفسها وراء قمة تل. ولا يبدو عمله شديد المشقة. فأمامه مياه البحر المتوسط الزرقاء، ويلوح جبل طارق في الافق من بعيد.وعلى القرب تقف بارجة يفترض انها مغربية في دورية حراسة.

عندما تقع عين المرء اخيرا على «بيرخيل» أو «ليلى» فان المشهد غير مؤثرعلى الاطلاق حيث تبرز صخور عارية ضاربة الى البياض من البحر وتعلو سطحها شجيرات رفيعة. وتبدو لا تستحق عناء نقل الماعز للرعي هناك كما يقول السكان المحليون انهم ما زالوا يفعلون.

وتختفي قوات الجيش المغربي التي اثار وصولها غضب اسبانيا الاسبوع الماضي في الطرف البعيد من الجزيرة محتجبة عن اعين الناظرين من الساحل المغربي.

ومع ذلك يمكن للزوار ان يروا مدخل الكهف الذي يتردد انه كان جنة قوارب المهربين المحملة بالمهربات سواء كانت اشخاصا او مخدرات.

وبحلول صباح امس منع الصحافيون الاجانب حتى من هذا المشهد المحدود لجزيرة « ليلى» واعادهم الحراس المغاربة الى نقطة تفتيش على الطريق من بليونس.

وقال رئيس الحرس المدني الاسباني سنتياجو لوبيز فالديفيلسو لصحيفة «ال بويبلو دي سبتة « يوم الجمعة إن الجزيرة كانت «نقطة دخول وخروج ونقطة اتصال لجلب المخدرات».

وقال مسؤولون في الحكومة المغربية ان هذا هو سبب قرارهم باقامة موقع مراقبة لمطاردة المهربين باستخدام قاعدة على جانب اخر من الجزيرة.

ويقول سكان من المنطقة ان للجيش المغربي موقع مراقبة على الجانب الاخر من الساحل منذ 1993 قبالة برجيل في منطقة يقولون انها شهدت في السنوات الاخيرة عمليات تهريب واسعة النطاق للمخدرات والمهاجرين.

وبدا الجنود المغاربة في موقع المراقبة على الجانب الاخر في حالة استرخاء وهم مرتدون الملابس المدنية وبدون أن يظهر العلم المغربي في الافق.

وقال راع مسن من بليونس ان القرويين اعتادوا أخذ أغنامهم الى ليلى للرعي. وأضاف ان «الاغنام تحب البقدونس. لكنه قل كثيرا عن ذي قبل.