أزمة جديدة في بلغراد: اتهام الحكومة الصربية بالتنصت على الرئيس اليوغوسلافي والمطالبة باقتحام مكاتبها

TT

اتهم مستشارو الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتوينتسا رئيس الوزراء الصربي زوران دجنجيتش بالتنصت على الرئيس كوشتوينتسا، وطالبوا الاستخبارات العسكرية اليوغوسلافية باقتحام مكتب اتصالات حكومة صربيا.

وقال الجنرال الكسندر واسيليافيتش الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية اليوغوسلافية إنه حضر الاجتماع الذي طلب فيه مستشارو الرئيس كوشتوينتسا من الاستخبارات العسكرية اقتحام مكتب اتصالات الحكومة الصربية التي يقودها رئيس الوزراء زوران دجنجيتش بحجة أنه تم تركيب أجهزة تنصت قادرة على التقاط مكالمات الرئيس كوشتوينتسا.

وأضاف «فوجئت بذلك الأمر، لأنه لم تكن هناك أية دلائل تؤكد تلك الادعاءات»، وتابع «آمل أن يتم تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في هذه القضية» وقال إنه مستعد للإدلاء بشهادته في هذه القضية، مشيرا إلى أن هناك ضباطا آخرين لا يزالون داخل المؤسسة العسكرية اليوغوسلافية ولا يمكنهم الإدلاء بشهاداتهم بدون إذن من القيادة العسكرية العليا.

ومن جهته أكد الجنرال بيوتشا بافكوفيتش رئيس أركان الجيش اليوغوسلافي الذي أقاله كوشتوينتسا مؤخرا ولا يزال يرفض الانصياع للأمر ما صرح به الجنرال واسيليافيتش، وقال «جميع الجنرالات قالوا الحقيقة لوسائل الإعلام». وانضم إلى الاثنين جنرالان آخران، هما الجنرال ميلان جاكيتش الرئيس السابق لجهاز أمن الجيش اليوغوسلافي والجنرال ميلان سيجيتش رئيس جهاز الشؤون المعنوية بالجيش، وكانا ضمن من حضروا الاجتماع الذي دعا إليه مستشارو الرئيس كوشتونيتسا قبل الإقالات التي تعرضت لها كوادر الجيش اليوغوسلافي.

وكان الرئيس كوشتوينتسا قد أقال قائد الجيش الجنرال بافكوفيتش وعددا آخر من الجنرالات الذين ينتظرون القرار النهائي من المجلس العسكري الأعلى المكون من رئيسي كل من صربيا والجبل الأسود بالإضافة للرئيس اليوغوسلافي.

وكان الجنرال بافكوفيتش قد رفض قرار عزله من قبل كوشتوينتسا معتبرا أنه غير دستوري وقرار منفرد ويحاول الجنرالات المقالون إثبات أن أسباب إقالتهم هي عدم انصياعهم لأوامر كوشتوينتسا التي تصب في خدمة أهداف حزبه وليس يوغوسلافيا كما يقولون.

ويخشى المراقبون من أن تتحول الصراعات الحزبية في يوغوسلافيا من مجرد صراعات حزبية إلى حرب أهلية تغري المجموعات العرقية المتبقية في البلاد بالمطالبة بالاستقلال أو الانضمام إلى الدول التي كانت تاريخيا جزءا منها، لا سيما سكان «فوفودينا» الذين يطالبون بالالتحاق بالمجر والسنجق الذي يقول سكانه إنهم جزء لا يتجزأ من البوسنة والهرسك.