أعلن في واشنطن امس توصل الحكومة الاميركية الى صفقة اقر بموجبها الاميركي الطالباني جون ووكر ليند بذنبه في تهمتين وهما: العمل جندياً في صفوف حركة طالبان، وتهمة حمل متفجرات اثناء الخدمة مع طالبان. وبموجب هذا الاقرار بالذنب سيمضي عقوبة بالسجن لمدة عشرين عاماً، عشر سنوات عن كل جريمة.
وبموجب الصفقة/ الاتفاق، فانه لن يتم الافراج عن ليند قبل ان يمضي كامل فترة العقوبة، كما وافق على ان تقوم الحكومة الاميركية، بعد اتمام عقوبته، باعتقاله ومحاكمته اذا تورط في اي نشاط او عمل معاد للحكومة وللأمن القومي الاميركي.
وقال مسؤولون في الحكومة الاميركية ان الرئيس جورج بوش ووزير العدل الاميركي جون اشكروفت ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد كانوا على اطلاع ومتابعة للمفاوضات التي ادت الى الصفقة. واضاف المسؤولون: ان الرئيس بوش اعرب عن سروره وارتياحه بعد اطلاعه على التوصل الى الاتفاق/ الصفقة.
واعرب بول ماكينلتي ممثل الادعاء العام (الحكومة الاميركية) في مؤتمر صحافي امس ان الصفقة التي تم التوصل اليها مهمة وذات قيمة كبيرة في الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة ضد الارهاب. وقال: ان ليند وافق على التعاون الكامل مع السلطات الاميركية وتقديم كل معلومة يعرفها عن حركة طالبان وشبكة «القاعدة» التي يتزعمها اسامة بن لادن.
وأكد ذلك ايضاً محامي ليند ان موكله توصل الى اتفاق مع السلطات الاميركية، اعترف بموجبها بتهمتين مقابل اسقاط تهم اخرى ضده، كان مقرراً ان توجه ضده الشهر المقبل حيث كان من المتوقع ان تبدأ محاكمته، ولو تمت المحاكمة دون هذه الصفقة، فانه كان متوقعاً ان يحكم عليه بالسجن مدى الحياة خصوصاً اذا ادين بتهمة التآمر لقتل اميركيين.
يذكر ان ليند البالغ من العمر 21 سنة تم القبض عليه في شمال افغانستان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وفي بداية الحرب التي قادتها واشنطن ضد حركة طالبان وشبكة القاعدة في افغانستان. واعتقل مع عشرات من مقاتلي حركة طالبان وانصار القاعدة، وتم نقله الى سجن في شمال ولاية فرجينيا، ليحاكم امام محكمة مدنية، بينما لا تزال الولايات المتحدة تعتقل بضع مئات من مقاتلي طالبان و«القاعدة» في قاعدة غوانتانامو في جزيرة كوبا.
وجاء الاعلان عن التوصل الى الصفقة/ الاتفاق، امس، حيث كان مقرراً للمحكمة ان تعقد جلسة استماع اولية في اطار النظر في قضية ليند، الذي كان قد حضر امس للمثول امامها.
يذكر ان المحكمة التي انهت قضية ليند، هي نفس المحكمة التي تنظر في قضية زكريا موساوي، المواطن الفرنسي من اصل مغربي، والمقرر ان تبدأ محاكمته في الرابع عشر من اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.