خلافات بين مصر وإسرائيل على المستقبل السياسي للرئيس عرفات

بن اليعزر: عرضت على مبارك خطة مبدئية للتهدئة ونطالب القاهرة بالتدخل لوقف التصعيد ومبارك مرتاح لمبادرة سلام حزب العمل

TT

سيطر المستقبل السياسي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على المباحثات التي عقدها أمس بالاسكندرية الرئيس المصري حسني مبارك ووزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر بحضور وزير الدفاع المصري المشير حسين طنطاوي، وحسب مصادر مصرية فان بن اليعزر حاول خلال الاجتماع اثبات ان الرئيس عرفات لم يعد شريكا في السلام وان انطلاق العملية السلمية على المسار الفلسطيني يستدعي تجاوزه وهو ما رفضه الرئيس مبارك بشدة، وأكد عليه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده منفردا بعد الاجتماع بقوله «نستطيع التوصل الى اسلوب يساعد على الحل دون المساس بعرفات». وقال مبارك «نحن لا نغير جلدنا وما نقوله نلتزم به لذلك نحن نعتبر ان الرئيس عرفات هو الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني».

ولم يخف بن اليعزر في المؤتمر الصحافي الذي عقده منفردا بعد انتهاء المؤتمر الصحافي للرئيس مبارك، الخلافات مع مصر حول دور عرفات، وأعاد تأكيد وجهة النظر الاسرائيلية الرافضة للتعامل مع الرئيس الفلسطيني، وقال «عرفات زعيم من الماضي وهو المسؤول عن كل ما حدث لشعبه»، مشيرا الى ان 72 في المائة من الاسرائيليين «يؤيدون منح المزيد من الاراضي للفلسطينيين، لكنهم لا يريدون التعامل مع القيادة الفلسطينية الحالية».

وأشار بن اليعزر الى ان رئيس الوزراء السابق ايهود باراك وافق على إعادة 97 في المائة من الأراضي للفلسطينيين وطرح حلولا لمعظم المشاكل لكن عرفات رفضها.

ورغم الخلاف حول دور عرفات ومستقبله السياسي فان خطة حزب العمل للتسوية حظيت بجانب مهم من المناقشة، وقال مبارك انها بناءة ويمكن ان تؤدي الى حل، مشيرا الى انها يمكن ان توضع على مائدة المفاوضات، ومع بعض التنازلات من الجانبين يمكن أن تنطلق العملية السلمية.

ووصف مبارك مباحثاته مع بن اليعزر بأنها كانت بناءة واتفقنا على امكانية تحقيق السلام، وأضاف مبارك في حديثه مع وسائل الاعلام الاسرائيلية نحن نشعر بالمعاناة التي تحدث للفلسطينيين وبالتالي لا بد من وقفها عن طريق تحقيق السلام. وشدد الرئيس مبارك على أهمية اعطاء الأمل للفلسطينيين.

وأكد مبارك انه اتفق مع بن اليعزر على الاستمرار في الاتصالات، وقال: نحن متفقون على ان مبدأ القوة لا يحل المشكلة ولا يوجد في العالم من يقول بان استخدام القوة يحقق السلام، موضحا ان هذا الاسلوب يعمق الاحقاد والتي قد تأخذ وقتا أكثر مما نتصور. واضاف الرئيس مبارك ان المسألة تحتاج لصبر وطول بال واصرار على السلام.

وردا على سؤال يتعلق بعدم اتصال الرئيس مبارك برئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قال مبارك: لقد تحدثت مع شارون دقيقة ونصف وانتهى الأمر وعندما اتكلم أحب أن نأخذ ونعطي.

واكد بن اليعزر ان اسرائيل لا تحارب الفلسطينيين وإنما تحارب «الارهاب» وانه لا يمكن الحديث عن الأمن الاقليمي، دون التحكم في عمليات حزب الله على حد قوله.

وقال ان زيارته لمصر مهمة لما تقوم به من دور كبير في اقناع دول عربية أخرى من أجل بذل كل الجهود لتحقيق السلام وان مصر يمكن ان تفعل الكثير بالنسبة للتأثير على السلطة الفلسطينية.

واضاف لقد اوضحت للرئيس مبارك انه وفقا لما نعتقده فان عرفات كان وما يزال هو المشكلة الرئيسية، وأكدت للرئيس مبارك انه بدون القضاء على الارهاب لا يمكن تحقيق أية خطوة ايجابية للأمام.

وزعم بن اليعزر بان العمليات في المناطق الفلسطينية هي للدفاع عن اسرائيل.

وزعم ايضا بان «الرئيس مبارك قبل تقريبا تحليلنا» وقد وافق على مساندة ومعاونة الاطراف على تحريك المسيرة السلمية وربما كان هذا هو الانجاز الرئيسي.