المعشر لـ«الشرق الأوسط»: اجتماع المجموعة الرباعية في نيويورك ليس بديلا عن لقاء يجمع جميع أعضاء لجنة المبادرة العربية

TT

اكد وزير الخارجية الاردني مروان المعشر اهمية استمرار الحوار بين لجنة المبادرة العربية للسلام واللجنة الرباعية، بهدف وضع خطة عمل وخطة تنفيذ لإحداث التقدم المطلوب في التسوية السياسية بين العرب واسرائيل.

وقال المعشر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ان زيارة العاهل الاردني المتوقعة نهاية يوليو (تموز) الجاري الى واشنطن تأتي في اطار الجهود التي بذلتها كل من مصر والسعودية لاحداث تغيير في المواقف الاميركية لصالح السلام.

* هل خطة العمل العربية في المرحلة الحالية هي التنسيق والعمل مع اللجنة الرباعية؟

ـ بدون شك نحن لا ننظر الى هذا الاجتماع وكأنه اجتماع وحيد، وانما نريد ان نطور آلية العمل المستقبلي وان تعقد اجتماعات متكررة للجنة الرباعية ولجنة المبادرة العربية.

* لجنة المبادرة العربية للسلام اكدت أنه لا بديل سوى المبادرة العربية. هل معنى ذلك ان اللجنة رفضت المبادرة الاميركية؟

ـ لم نرفض المبادرة الاميركية ولكن الرئيس جورج بوش لم يشر الى كل المبادىء التي وردت في خطابه، وبالتالي لم نرفض مبادرة بوش وانما اعتمدنا سياسة ملء الفراغات. على سبيل المثال ان الرئيس بوش تحدث عن الاحتلال الاسرائيلي ونحن قلنا نعم ونريد ان تقام الدولة الفلسطينية على حدود 1967. الرئيس بوش تحدث عن اطار زمني مرن ونحن قلنا يجب ان يتم ذلك في وقت اقل من ثلاث سنوات واكدنا المبادرة العربية وشمولية الحل. أما بالنسبة للموضوع الفلسطيني فهو شأن داخلي ويترك للشعب الفلسطيني اختيار قيادته. اذن نحن لم نرفض المبادرة ونريد التعامل معها بايجابية، كما ان كل ردود الفعل العربية التي صدرت عن المبادرة لم تكن سلبية وتحدث الجميع عن التعامل والبناء مع الايجابيات الموجودة.

* ذكرت أن الاجتماع الرباعي في نيويورك لن يكون الاخير، معنى ذلك ان الاجتماع القادم يمكن ان تنضم اليه كل من سورية ولبنان والامين العام لجامعة الدول العربية؟

ـ بداية ان الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي تقدم بطلب لعقد اجتماع بين اعضاء اللجنة الرباعية واعضاء لجنة المبادرة العربية، وبناء عليه سيعقد اللقاء الاول مع اللجنة الرباعية. وقيل لنا ان هذا الاجتماع ليس بديلا عن الاجتماع بكل اعضاء اللجنة، ونحن سوف نطلب الاجتماع مستقبلا بكل اعضاء اللجنة، وبمشاركة الامين العام باعتباره عضوا في لجنة المبادرة العربية.

* هل هناك حساسية من عدم مشاركة سورية ولبنان في هذا الاجتماع، خاصة ان دمشق ترأس الدورة الحالية لمجلس الامن، ولبنان رئيس القمة العربية، اضافة لكونهما معنيين مباشرة بالسلام مع اسرائيل؟

ـ اولا لم نلحظ البتة اية حساسية، وسورية في كلمتها امام الاجتماع لم تشر الى مثل هذه الحساسية على الاطلاق. وكما ذكرت فنحن نحاول ان تشمل الاجتماعات القادمة مشاركة سورية ولبنان واعضاء لجنة المبادرة.

* هل هناك طرح محدد سيتم عرضه في الاجتماع؟

ـ اجتماع واشنطن مكمل لاجتماع نيويورك لأننا سنعقد اجتماعين، واحداً في نيويورك والثاني في واشنطن، وذلك بسبب وجود تضارب في المواعيد لأن كل اعضاء اللجنة من الجانبين لن يتمكنوا من المشاركة في اجتماع نيويورك، ولذلك سيعقد اجتماع آخر في واشنطن استكمالا للأول.

* ماذا بعد الاجتماع الرباعي في نيويورك؟

ـ الاجتماع الرباعي لن يحل المشكلة وانما هو ضمن عملية نأمل ان تستمر من اجل الاتفاق على خطة عمل وترجمة الرؤية السياسية العامة الى إطار عمل زمني والتزامات معروفة للجميع وان يتم الحكم من خلالها على تقدم العملية السلمية حتى لا نبقى نتحدث فقط عن مبادئ هامة، وانما لا بد من وضع خطة عمل وخطة تنفيذ.

* يتردد أن ضغط كل من واشنطن وتل ابيب في مسألة عدم التعامل مع عرفات هو لإحداث فراغ سياسي في فلسطين وتعطيل العملية السلمية. ما هو ردكم على ذلك؟

ـ اذا تم الاتفاق على خطة الاصلاح في الاراضي المحتلة بشكل واضح وتم تنفيذها بشكل جدي، وهو ما نعتقد انه يتم حاليا من قبل الجانب الفلسطيني، فسيكون التركيز على الاصلاحات وانهاء الاحتلال وليس تغيير القيادة الفلسطينية.

* هل سيكون من ضمن اهداف زيارة العاهل الاردني التحذير من السير في اتجاه ضرب العراق؟

ـ الملك عبد الله الثاني يدافع عن العراق ويحذر من مغبة توجيه اي ضربة وذلك في كل الزيارات، وقد اعلنا عن ذلك ولا نقوله في الغرف المغلقة، وانما نتحدث دائما مع اركان الادارة الاميركية في العلن، وليس هناك من جديد في هذه الزيارة بالنسبة لهذا الموضوع سوى اعادة التأكيد على ضرورة عدم ضرب العراق والتحذير من ذلك، اضافة الى موضوع هام جدا وهو العملية السلمية والتحرك المستقبلي والاتفاق على خطة العمل التي ستحكم التحرك العربي والدولي.

* ما هي نتائج الحوار بين الامم المتحدة والعراق، وهل حدث تقدم في هذه الجولة؟

ـ انتهت هذه الجولة من الحوار بين العراق والام المتحدة بدون الوصول الى اتفاق، ولكن الموقف الاردني لا يختلف عن الموقف العربي الذي تم اعلانه في قمة بيروت وهو عدم اللجوء الى فرض الحل العسكري. وطبقا لذلك فنحن نشجع الحوار القائم بين العراق والامم المتحدة ونأمل ان يؤدي ذلك الى تطبيق العراق لقرارات الامم المتحدة وعدم اعطاء اي ذريعة لأي جهة كانت ان تستخدمها من اجل ضرب العراق.

* هل يمكن للجانب العربي ان يحدث تغييرا في المواقف الاميركية والاسرائيلية؟

ـ هناك جهد عربي كبير قام به العاهل الاردني والامير عبد الله ولي العهد السعودي والرئيس المصري حسني مبارك، وقد ادت هذه الجهود الى نتائج ايجابية لم نكن نشهدها في السابق، خاصة ان الموقف الاميركي كان يتحدث عن جوانب امنية فقط في القضية الفلسطينية والممثلة في تنفيذ تفهمات تنيت وميتشل، لكن الحديث يدور الآن حول اقامة دولة فلسطين وانهاء الاحتلال، ولذلك اتوقع ان تشهد المرحلة المقبلة المزيد من التنسيق والعمل العربي.