سيف الإسلام القذافي: نعارض الحكم بالوراثة في الجماهيرية ونريد أحزابا وصحافة حرة

نجل الزعيم الليبي لـ«الشرق الأوسط»: ما زلت صغيرا على الزواج.. وصوتي جميل في الغناء * لا يوجد أجمل من المرأة اللبنانية في المنطقة * معجبة أميركية ظنت أنني سأتزوج فهددت بالانتحار * أعاني من حساسية في وجهي تمنعني من إطلاق لحيتي

TT

يقولون عن سيف الاسلام، وهو نجل الزعيم الليبي، العقيد معمر القذافي، ورئيس جمعية القذافي العالمية للجمعيات الخيرية، إنه محبوب في الجماهيرية، لا لأنه ابن «الأخ القائد» بل لأنه من النوع الذي لا يتعالى على الناس، وهو متواضع وصريح وشفاف «وسيفاجئك اذا ما حدثته، لأنه كنز ثمين للصحافيين» وفق تعبير زميل ليبي بلندن.

اتصلت بالمهندس سيف الاسلام، فرد عبر الهاتف من طرابلس الغرب، وتحدثنا لأكثر من ساعة. سألته عن أمور شخصية، كمصروفه الشهري ومن أين يأتي بالمال، وعن المجهول من علاقته بوالديه، وعن الحب والزواج، وعما يوجد الآن من ألبسة في خزانة ثيابه بالبيت، وعن موسى الصدر ورأيه بما يقال عن تصفيته في ليبيا، كما سألته عن الكتاب الأخضر ورأيه فيه، وأيضا عن امكانية «وراثته» للحكم عن أبيه العقيد.

تحدثنا خلال «الدردشة الصحافية» عن الأميركيين واسامة بن لادن أيضا، وكذلك عن نمرين بنغاليين، كانت وفاة أحدهما أكثر ما أثار الحزن في نفس الشاب، المعارض لبعض الأوضاع في ليبيا، الى درجة أنه قرر اصدار مجلة سياسية، كأول مطبوعة خاصة في الجماهيرية.

كل هذه الموضوعات، وغيرها الحساس الكثير، تحدث عنها سيف الاسلام بطريقة مشبعة بالشفافية وبمرح كبير، حتى أنه كان يضحك من طرابلس الغرب عندما كان يسمع سؤالا لم يطرحه عليه أحد قبل الآن، لأن المقابلة أسعدته كما يبدو، ففيها اكتشف أنه تحدث بأمور لم يتحدث بها لأحد ولا مرة في حياته، كما قال، ربما لأن أحدا لم يكن «يجرؤ» على سؤاله عنها.

اجاب سيف الاسلام بصدر واسع، خصوصا انه فنان ورسام وممارس لرياضات متنوعة ومهندس واقتصادي وملم بلغات وسياسي ومتعاطف كبير مع الناس، وكذلك مع الحيوانات، وصاحب شخصية تجعله يقول ما يرد على اللسان من دون أن يأبه للتوابع.. «لا لشيء، انما لأنها طبيعتي، والأمان لكل من يسأل.. وأنت أولهم».

* يعني، نسأل ما نشاء؟

ـ بالتأكيد.

* كم تصرف بالشهر؟

ـ مصروفي محدود، والليبيون يعرفون ذلك. لكنه ليس ثابتا، لأنه يتغيّر أحيانا..

* يعني، معدله بحدود 15 ألف دولار؟

ـ تقريبا، وأحيانا أكثر.

* من أين لك المال؟

ـ منذ 1998 وأنا أعتمد على نفسي. يعني، لا أتقاضى ولا فلسا من الوالد القائد، ولا من أي جهة أو جهاز في الدولة. عندي شغلي الخاص، كأي شخص آخر.

* ما هو شغلك الخاص؟

ـ أنا شريك في مكتب هندسي بالعاصمة وأملك مزرعتين صغيرتين قربها، واحدة للخضار والفاكهة والثانية لتربية الأسماك. نقوم بالبيع داخل ليبيا، وأحقق ربحا يكفي.

* تقوم بالتصدير؟

ـ قمت بتصدير كمية سمك لأول مرة في المدة الأخيرة الى تونس، عبر وسيط ليبي.

* مصروفك ، أليس كبيرا بعض الشيء؟

ـ معظمه ليس مصروفا لي، فقسم كبير يذهب كخدمات.

* يعني؟

ـ يعني أشخاص يأتون ليطلبوا ما يلبي الاحتياجات.. لفلان مبلغ كذا، ولآخر مثله.

* من أين جاءك هذا الميل للعطاء؟

ـ من الوالدة، فقد كنت وأنا طفل صغير أراها تحن على الجميع ولا ترد طالبا، فورثت منها ما أنا فخور به حقيقة.

* كم قيمة ما تملك تقريبا؟

ـ المال النقدي قليل جدا. هناك أصول فقط، أي المزرعتين بشكل خاص. وليس عندي شقة، فأنا ما زلت أسكن في بيت العائلة.

* يعني، تساوي مليون دولار؟

ـ الأصول تساوي مليونا، أو أكثر بقليل، لكنها لم تصبح لي بعد، فقد اشتريت المزرعتين بقرض من البنك بطرابلس الغرب، وما زالت هناك أقساط.

* بكم مدين للبنك؟

ـ لا أعرف تماما، فالرقم ليس عندي الآن. اذا أحببت أزودك بالكشوفات فيما بعد.

* كلامك يكفي.. تعرف أنك اذا لم تدفع، فسيلاحقونك بالحجز، فهل أنت محتاط؟

ـ قمت بدراسة لوضعي المالي وبرمجته وفقا لطاقتي، وكل شيء يسير طبيعيا.

* عندك شركاء في المزرعتين؟

ـ عندي. إنهم أصدقاء من زمن الدراسة ويعملون أيضا، واشترينا في المدة الأخيرة ثلاجة تبريد وتخمير للتمور والمواد الغذائية والفاكهة، وستبدأ قريبا.

* سيف الرسام

* معروف أيضا عن نجل الزعيم الليبي أنه رسام تشكيلي وتجريدي، وصاحب معرض متنقل عبر القارات للوحاته ورسومات لفنانين ليبيين آخرين، باسم «الصحراء ليست صامتة» وهي لوحات تضمها «مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية» التي يرأسها، وعن بعض لوحاته فاز بالميدالية الذهبية التذكارية لمعهد العالم العربي في باريس في فبراير (شباط) الماضي.

وكان ذلك المعرض، الذي افتتحه سيف الاسلام وضم مع اللوحات قطعا أثرية تم العثور عليها في ليبيا كمجسمات لأشخاص تاريخيين معروفين، اضافة لأوان وفسيفساءات صغيرة، أول معرض تقيمه المؤسسة، الناشطة بالأعمال الخيرية والدفاع عن حقوق الانسان وعن سجناء الحروب وسواهم على مستوى دولي، ومثل فيه سيف الاسلام واحدا من «جيل الحصار» الذي فرضته الولايات المتحدة على ليبيا، وهو جيل يضم معه فنانين آخرين، كفوزي عمر سواي وصلاح الدين شقرون. الا أن سيف الاسلام، الذي شاهد الكثيرون معرضه في برلين أيضا، كما يأمل أن يشاهدوه في اليابان بعد معرض سيقيمه في 24 الجاري بلندن، يقول: «الرسم عندي هواية، ليس حرفة».

* من أين ميلك للرسم؟

ـ تعلمته منذ الابتدائية، وبعدها دخلت كلية الهندسة بجامعة الفاتح في طرابلس الغرب، وتعزز الميل أكثر فيها، ثم أصبحت هواية.

* كم لوحة رسمت، وأين تحتفظ بها؟

ـ حوالي 30 لوحة الى الآن. وكانت دائما في طرابلس قبل المعرض الجوال، وهي الآن عندي في البيت، تمهيدا لعرضها في لندن بعد أسبوع.

* تبيع لوحات أحيانا؟

ـ أنا أرفض مبدأ البيع أساسا.. هناك أشخاص كثيرون يطلبون الشراء، لكني لا أبيع.

* رسمت العقيد؟

ـ لوحة واحدة.

* أعجبته؟

ـ لم يعلق عليها.

* ماذا رسمت مما له علاقة بك أيضا؟

ـ رسمت نمرا كنت أربيه..

* صحيح.. منذ 4 سنوات أثرت ضجة في العالم، وبالنمسا بشكل خاص، حين ذهبت لتدرس هناك وحملت معك نمرين بنغاليين. ما كانت القصة تماما؟

ـ إنهما نمران شقيقان اشتريتهما وربيتهما بعناية في ليبيا، وعندما قررت الدراسة في فيينا حملتهما معي، لأني أحبهما، وهناك حدثت اشكالات حول اقامتي.

* يومها رفضوا منحك الاقامة على ما أعتقد، وكادت ليبيا تقطع العلاقات مع النمسا..

ـ مشكلة الغرب أنه غير مفهوم معظم الأحيان، فقد رفضوا منحي الاقامة في البداية، ومنحوها للنمرين..

* ما اسم النمران؟

ـ بارني وفريدو.. المهم أنهما أخذوهما الى حديقة حيوانات، وهناك أصبحا محط الأنظار، والعناية بهما كانت فائقة. أما أنا فكانت اقامتي موضع جدل، حتى حصلت عليها وأقمت الى أن تخرجت بالاقتصاد وادارة الأعمال.. للأسف الحيوان أهم من الانسان في أوروبا أحيانا.. ربما منحوهما الاقامة لأنهما بيضاوان وعيونهما زرقاء على خضراء. أما أنا فأسمر بعينين سوداوين، فانظر كيف هي الأمور في الغرب.. شيء مؤسف حقيقة.

* أين النمران الآن؟

ـ بارني مات منذ مدة.

* كم كان عمره؟

ـ مات بعمر 5 سنوات، وحزنت عليه أشد الحزن لأني ربيته وتعودت عليه، فقد كان رائعا. والآن لم يبق سوى شقيقه فريدو.. إنه عندي في المزرعة.

* أين دفنت بارني؟

ـ لم أدفنه، بل حنطته، وجثمانه عندي، لأن تحنيطه يبقيه دائما.

* الوالد القائد، أصابه حزن عليه أيضا؟

ـ بالعكس.. استغرب حزني، وطالتني منه بعض السخرية لشدة تأثري عليه.

* لا بد أن شقيقه فريدو يشعر بأسى.

ـ قبل مدة أحضرت نمرة أنثى من الهند لتكون معه وتواسيه، ولعلها تأتي بمواليد بعد التخصيب.

* ما اسمها؟

ـ اسمها صعب.. إنه اسم هندي، ولا أريد تغييره، غدا أزودك به اذا أردت.

* وسارت الأمور بينها وبين فريدو كما أردت؟

ـ ما زالت الأمور صعبة، فهما لم يتقاربا، لأن أحدهما يكره الآخر في المزرعة، ونحن نحاول المستحيل.. عندما كان بارني حيا لم يكن على خلاف مع فريدو، لأنهما شقيقان. أما مع الهندية فالأمور اختلفت بعض الشيء.

* ربما لأنه ما زال حزينا. ألا تحضر جثمان بارني اليه، ولو لتخدعه على الأقل، بحيث يرى شقيقه؟

ـ ما نفعله حاليا هو احتفاظنا بجثمان بارني في القفص محنطا، ثم نأتي بفريدو لنرى ما تكون ردة فعله: هل سيهاجمه أم سيقفز فرحا به، لا ندري. ونحن سنلجأ بعدها الى تصوير كل ما يجري على فيلم، لنقوم بدراسة تصرفه في مثل هذه الحالة.

* على ذكر النمسا، يقولون إن بينك وبين زعيمها اليميني، يورغ هايدر، صداقة قوية.

ـ صحيح. أعتقد أن الذي جمعنا هو كرهنا المشترك للحزب الاشتراكي الحاكم هناك.. إنه صديق قديم، ولديه ميولي السياسية والاجتماعية نفسها، وكنا تعارفنا منذ دراستي بالجامعة في فيينا، عبر الأساتذة والطلاب، ثم تطورت العلاقة وهذا طبيعي، وهايدر شخص رائع حقيقة.

* يقولون عنك إنك وسيم وأنيق، واحدى الممثلات المصريات تسألك لماذا لم تتزوج الى الآن، وقد أتممت من العمر 30 سنة منذ شهر؟ ـ ما زلت صغيرا على الزواج، وأنا أيضا غارق في بحر من المشاغل، وعندي مسؤوليات سياسية واجتماعية.. أريد قبلها انهاء بعض ما يحتاج من الوقت الكامل، وبعدها الزواج.

* يعني، ألم تقع عيناك بعد على واحدة؟

ـ هناك واحدة في الأفق، لكن الوقت ما زال مبكرا.

* هل أحببت مرة؟

ـ طبعا، ولكن..

* وما زلت تحبها؟

ـ لن أهرب من الاجابة على هذا السؤال، ولكني أجيبك عنه شخصيا حين نلتقي في لندن خلال المعرض، أو حين نزوركم في «الشرق الأوسط» هناك.

* غريبة من طرفك أن ترتدي دائما بدلات بلون غامق وأنت أسمر، لماذا؟

ـ الغامق رسمي ورصين ومحافظ، وأنا لي هذه الميول تقريبا. أحب ارتداء البدلات ذات اللون الأسود أو الأزرق الغامق، فهما يوحيان برصانة الشخص المحافظ تقريبا.

* واللون الأخضر؟

ـ الأخضر.. الأخضر لون أحب أن أراه في الحدائق فقط.

* حلاق لبناني في لندن يسألك لماذا تقص شعرك على الصفر تقريبا؟

ـ والله، المشكلة حقيقة هي الصلع، فأنا أصلع كما ترى وأخشى اذا ما أطلت شعري أن يظهر الصلع أكثر، لذلك أتحايل عليه وأقص بطريقة تضيع معها الأمور.

* ألا تلجأ لمعالجات وما شابه؟

ـ لا تنفع، وليس هناك وقت تقريبا.

* يمكنك القيام بعملية زرع شعر، فقد أثبتت جدواها مع الكثيرين.

ـ الوالد القائد يقول إن شكلي مناسب بشعر قصير، وأنا اجمالا لا أرغب بالزرع، مع أني لا أرى أن شكلي يعجبني.

* على فكرة هل تأتيك رسائل غزل من معجبات في المنطقة العربية أو من هنا وهناك؟

ـ تأتي بالعشرات، ولكن من أوروبا والولايات المتحدة بشكل خاص.

* هل هناك واحدة مميزة عن سواها؟

ـ مرة، وكان ذلك حين نشر خبر عن قرب زواج أخي الساعدي قبل أشهر، تسلمت رسالة بالبريد الالكتروني من فتاة أميركية، اعتادت اغراقي بالرسائل عبر عنواننا في مؤسسة القذافي العالمية.. يومها ظنت أن المقبل على الزواج هو أنا، فهددت بقتل نفسها، وكانت جادة فعلا، الا أنها عدلت عما كانت تنويه حين اقنعناها بأن الذي سيتزوج هو الساعدي، وليس سيف الاسلام.

* ما مواصفات المرأة المثالية لتتزوجها؟

ـ هذا أيضا سر..

* تعرف الطبخ؟

ـ أكره ما أكرهه هو الطبخ والطب. أرجوك لا تسألني.

* أنت معجب بأية نساء عربيات؟

ـ الحقيقة أن جمال المرأة اللبنانية يعجبني، فلا يوجد أجمل منها في المنطقة العربية.

* نعارض الحكم بالوراثة

* ويقول المهندس الحاصل على الماجستير بالاقتصاد، والملم بالعربية والألمانية والانجليزية، إنه حصل على موافقة من احدى الجامعات في لندن قبل مدة، ليكون طالبا فيها حيث سيدرس للدكتوراه وإنه يفضل بريطانيا عن سواها، لأنه يريد تنمية علاقاته الدولية ومعارفه وتنويع مناخات الاقامة والدراسة، لذلك لم يدرس في فيينا ثانية، ولا اختار باريس التي سبق ان كانت له اشكالات فيها على صعيد الاقامة أيضا. وذكر سيف الاسلام أنه لا يكتب الشعر «لكني أحفظه وأقرأ للكثيرين، خصوصا الشعراء النبطيين الشعبيين».

* ألا يعجبك أحد من الشعراء الآخرين؟

ـ المفضل عندي هو الراحل نزار قباني، فعنده فلسفة ومعان جميلة.

* وأدونيس، تراه معقدا؟

ـ أحيانا أراه كذلك بالفعل.

* علاقتك بالوالد منذ الصغر، هل كانت طبيعية؟

ـ اطلاقا، فظروفنا كانت دائما صعبة على الصعيد العائلي.. أنا لم أشعر مثلا أن لي أبا يشاركني همومي المدرسية. لم أشعر بأب أذهب معه سويا الى السينما أو المسرح وغيرهما، أو حتى نلعب كما يلعب الأبناء مع آبائهم، لأني لم أكن أراه، فظروفه صعبة، وهو يقود أمة بأسرها، وهناك المواجهات مع أميركا والحصار.

* هل ضربك وأنت صغير مرة؟

ـ أبدا. الوالد القائد كان عنيدا وصارما معنا دائما، لكنه لا يحب الضرب.

* يعني، تربيت من دون أن ينالك أي عقاب منه؟

ـ لا. كان يعاقب طبعا، ولكن ليس بالضرب.. كان اذا أغضبه شيء مني لا يتكلم معي ولا يقبل أن يراني طوال شهر كامل، لذلك كان عقابه النفسي أقوى من الجسدي.

* كم مرة قرأت الكتاب الأخضر، وهل تنتقده؟

ـ مرات كثيرة. وأنا عندي كتاب سأصدره قريبا، بعنوان «محطات على طريق السلف» وفيه شروحات كثيرة لبعض الأفكار. والكتاب الأخضر مشكلته أن قراءه يفسرونه تفسيرات عدة ومتناقضة، خصوصا مبدأ «البيت لمن يسكنه» فنحن مثلا نعاني من أزمة سكن في ليبيا، مما يعني أن الأمور ليست مثالية كما يظن البعض، الا أن الكتاب رائع وفيه الكثير من المضامين، والوالد القائد ليس معصوما أو غير قابل للخطأ، ونحن نحاوره ويحاورنا ويتقبل منا كل نقاش.

* أحيانا يتصرف بطريقة مثيرة للجدل، كنقله بالطائرة ناقتين ليتناول حليبهما حين زار يوغوسلافيا في احدى المرات، فهل تقلده بهذا أيضا؟

ـ أعرف ذلك، أعرف. أنا أولا لا أحب لبن الناقة، لذلك لا أفعلها. أما الوالد القائد فيحمل ناقة معه أحيانا، لا لأنه يحتاج الى لبنها، انما ليقدم رسالة في كيفية التواضع وأشياء أخرى. نحن متواضعون اجمالا. أنا مثلا أقود سيارتي بنفسي، وليس عندي حراس، بل ليس عندي هاتف جوال. واذا ما سافرت للخارج وعدت للبيت فاني أقبل يديّ الوالد والوالدة، وأنا أصلي 5 مرات وأصوم ولا أدخن، وما أن يقرر الوالد التوجه الى العتبات المقدسة للحج، الا وسأكون معه إن شاء الله.

* تحدثت عن المواجهات مع أميركا.. أين كنت حين قصفت الطائرات الأميركية ليبيا، وأنت بعمر 14 سنة، وماذا فعلت تلك الليلة؟

ـ تلك الليلة كانت عصيبة.. كنت نائما، والقصف بدأ على مسافة 40 كيلومترا منا تقريبا، فكنت أول المستيقظين وأسرعت الى أختي..

* تقصد التي كان الوالد القائد تبناها وقضت بالقصف؟

ـ لا، انما شقيقتي نفسها.. يومها أسرعت وأنا صغير، وأيقظت الجميع، وأخذتهم واحدا واحدا الى ملجأ، وبعدها وصل القصف الى حيث كنا نسكن، ولو لم أفعل ما فعلت، ما أدري ماذا كان سيحدث.

* تعقدت من الحادثة؟

ـ كانت فترة طويلة من الكره للأميركيين. بعد الغارة مررنا بظروف صعبة، فقد كنا نستبدل مكان اقامتنا مرات عدة، وانتابتني وساوس استمرت طويلا من أنهم قد يكررون الغارات.

* وما زلت تكره الأميركيين؟

ـ لا. ما حدث قد مضى. لكني بت أفهم الآن ما حدث. بت أعرف أن أميركا دولة كبرى ولها مصالح واختيارات متنوعة. لكني في المقابل ضد العنف من أي مصدر جاء.

* وعمليات الفلسطينيين؟

ـ هذه مختلفة. أنا ضد العنف كما ذكرت، لكني أتفهم أوضاع الفلسطينيين، فاسرائيل حشرتهم في زاوية، لم يعد لهم معها أي خيار.

* يعني، تشجع العمليات؟

ـ لا أشجع، ولا أدين. وأشدد على أنني ضد العنف.

* ما رأيك بابن لادن؟

ـ الحقيقة أنا لا أعرفه شخصيا، ولا أعرف اذا كان الذي يقال عنه حقيقيا أصلا، ولا أفكر بهذا الموضوع.

* ماذا تسأله اذا ما التقيته صدفة الآن؟

ـ سأسأله: يا أخي، اين كنت مختفيا طوال هذه المدة؟

* في مايو (أيار) الماضي أعطيت مقابلة لصحافي اسرائيلي، ألا تراها غريبة من نجل قائد ثورة الفاتح؟

ـ لم تكن مقابلة، والشاب كان صغيرا بالعمر وهو اسرائيلي صحيح، وكنت يومها خارجا من قاعة محكمة رفعت فيها دعوى على صحيفة بريطانية في لندن، وربحتها يومها، وكان هو يريد الكتابة عنها، فالتقاني صدفة وأنا خارج، وطرح عليّ سؤالين، أجبته عليهما ونشر ما قلت تماما، والباقي كتبه هو عن الدعوى ومجرياتها.

* على ذكر الصحافة، فعندكم لا توجد الا صحافة رسمية، ألا تسعى مثلا لاصدار جريدة؟

ـ نحن نريد صحافة خاصة في ليبيا وأحزابا، أنا مثلا سأصدر مجلة سياسية أسبوعية آخر العام، وستكون البداية، والصحافة الحرة ضرورية، وكذلك تعدد الأحزاب، فهي تساعد على تفادي الأخطاء قبل أن تقع.

* ماذا ستسميها؟

ـ هانيبعل.

* هانيبعل الفينيقي، الذي ولد في قرطاجة بتونس؟

ـ نعم هانيبعل. إنه عربي، وحارب الامبراطورية الرومانية من تونس ولبنان وليبيا، وأنا معجب به حقيقة.

* يتحدثون عنك كوريث طبيعي للحكم، هل تطمع به؟

ـ والله، أولا نحن متواضعون ولا نقبل استغلال المراكز، وهكذا علمنا الوالد القائد، والخلافة موضوع بعيد بالنسبة لي، نحن نعارض الحكم بالوراثة في ليبيا، فالجماهيرية بلاد ديمقراطيات ودستور، ولا يوجد في بالي هذا الموضوع بالمرة.

* منذ مدة نادى العقيد القذافي بايجاد منصب رئيس في ليبيا، ألا ترضى اذا انتخبوك؟

ـ القيادة الشعبية الاشتراكية العامة هي الأعلى في البلاد، يعني كأنها الرئيس. أما عن المنصب والانتخاب له، اذا كان هذا ممكنا بالمستقبل، فلا مانع، اذا ما تم بصورة ديمقراطية.

* موسى الصدر

* ويقول سيف الاسلام القذافي، الذي تعلم لعبة الشطرنج من والده وهو صغير ويمارس السباحة والتنس والجري والغطس، إنه لا يحب مشاهدة الرياضة بقدر ما يهوى ممارستها، بل لا يفضل فريقا على فريق بكرة القدم أو سواها. وقال إنه يغني أحيانا في الحمام، وأحيانا في تجمع من الأصدقاء، ويرى أن صوته جميل فعلا «الا أنني استغرب من معظم أصدقائي، فهم يفاجئونني ويقولون إن صوتي ليس جميلا بالقدر الذي أظنه» وفق تعبيره.

أما عن أناقته، فيقول إنه يملك أقل من 10 قمصان في خزانة ملابسه، وأكثر من 5 أحذية، وتقريبا 8 بدلات، لكنه لا يعرف تماما ثمن الواحدة «والسبب أنني لم أشتر بدلة منذ عامين تقريبا».

* كنت تشتريها جاهزة، أم يفصلها لك خياط؟

ـ الحقيقة، أفضل تفصيل البدلات عند الخياط، فهذا أفضل وتكون البدلة مناسبة أكثر.

* عند أي خياط تفصلها؟

ـ عند واحد ايطالي.

* مشهور؟

ـ اعتقد.. اسمه إيدّي بونيتي، وعملت معه اتفاقا بأن يخيط البدلات، وأن يتقاضى سعرا أقل من دون أن يضع (التيكيت) باسمه على البدلة، فوافق وربحنا معا. وكشف في ما يخص قضية موسى الصدر إن الحكومة الايرانية اتصلت به مرات عدة تطلب منه التوسط عبر مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية لكشف ملابسات هذه القضية المعقدة «وهذا ما اكشفه لأول مرة الآن» على حد تعبيره.

ويقول مثلا إن قضية الصدر قديمة وفيها اشكالات «واعتقد أنه اذا حدث ذلك له في ليبيا، فقد يكون ما حدث تم على أيدى نافذين أو جماعات أو أفراد كانوا موجودين في البلد، من دون أن تدري بها الجهات العليا، وقد حدثت هذه الأمور عندنا قبل الآن، فرئيس المخابرات القديم في السبعينات،ارتكب جرائم قتل متنوعة في الجماهيرية ثم فر الى ألمانيا آنذاك» كما قال.

وذكر أنه يقوم باعداد ملف تحقيقي مفصل سينتهي قبل نهاية العام الجاري، بالتعاون مع لبنانيين وايطاليين وليبيين «وأنا على استعداد لتسليم نسخة كاملة عن هذا الملف للسلطات اللبنانية». وقال إن ليبيا تؤكد أن الصدر سافر الى ايطاليا، حيث أكد أشخاص هناك أنهم شاهدوه «لكني لا أعرف ما اذا كان هذا حقيقيا، لكني أؤكد أنه اذا كان الصدر قد قتل لا سمح الله في ليبيا أو خارجها، أو أنه ما زال حيا، فانه خارج الأراضي الليبية الآن بالتأكيد» كما قال.

أما لماذا لا يطلق سيف الاسلام لحيته، كما يفعل شقيقه الساعدي «فالسبب هو أني أعاني من الحساسية في جلد وجهي، ولولا ذلك لرأيتني بلحية». وقال سيف الاسلام إنه لم يحضر زفاف العاهل المغربي الأسبوع الماضي لأنه كان في لندن يحاول الحصول على موافقة من الجامعة التي سيدرس فيها «وقد قام شقيقي الساعدي على أي حال بتمثيل العائلة هناك وحضر الزفاف». وذكر أن صورة وزعتها وكالات الأنباء لشقيقه وهو في الحفل، وبجانبه جلست شابة تلبس فستانا أسود «وقد شاهدت تلك الصورة، الا أني لا أعرف حقيقة من تكون تلك الفتاة..، المراسم في المغرب يعرفونها، فهم الذين وزعوا المدعوين على المقاعد التي جلسوا عليها».

=