هدايت كانت لديه وظيفة مرموقة في مصر وسافر لتحقيق حلمه في العيش بأميركا

TT

وُلد هشام هدايت في مصر يوم 4 يونيو (حزيران) سنة 1961، وينتمي الى عائلة معتدلة سياسيا ودينيا، تقيم في منطقة العباسية بالقاهرة، وهناك تابع هدايت دراسته في مدرسة سانت جورج الخاصة قبل حصوله على شهادة من كلية التجارة في جامعة عين شمس بالقاهرة سنة .1984 وكان والد هدايت وعمه من الضباط الكبار في الجيش المصري، واعفي هو من الخدمة العسكرية لأنه الابن الوحيد للاسرة، ليبدأ بدلا من ذلك بمهنة واعدة بمستقبل جيد، اذ عمل في بنك مصر ـ ايران. وعند بلوغه سن الثلاثين تم تعيينه رئيسا لشعبة الضمانات والقروض، ومنصب كهذا لا يحصل عليه الا أولئك الموظفون الذي تجاوزوا سن الأربعين، حسب ما ذكره بعض من أقاربه.

وعند أخذ كل هذا النجاح الوظيفي في الاعتبار يصبح قرار هدايت بالانتقال الى الولايات المتحدة عسيرا على التبرير. وبرر بوب ملستيد أحد معارف هدايت الأميركيين ذلك الى تدهور عمله في البنك: «كان عليه أن يغادر مصر بسبب بعض المشاكل التي تورط فيها والمتعلقة بالحسابات... وقال لي انه كان في وضع صعب».

لكن عائلة هدايت تنكر أن يكون لديه أي مشاكل مع البنك، إذ بدلا من ذلك تقول العائلة ان سبب تركه للعمل في مصر هو حبه المتنامي للعيش في الولايات المتحدة، التي قام بزيارتها لأول مرة سنة 1981 وقدم آنذاك طلبا للحصول على بطاقة الضمان الاجتماعي على الرغم من ان تأشيرة دخوله لا تسمح له بالحصول عليها.

وقال قريبه عماد العبد، 45 سنة: «منذ أن كان في الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة وهو يريد الذهاب الى الولايات المتحدة. كان يردد دائما انها بلد جميل... انه مثل أي فتى يحلم بالحياة الرغيدة في الولايات المتحدة».

وقابل هدايت الفتاة التي ستصبح زوجته في البنك مكان عمله، فوالد هالة العوادلي يمتلك مصنع ملابس وكانت تودع بشكل منتظم الصكوك في ذلك البنك. وفي حدود سنة 1985 تزوج الشابان لينتقلا الى شقة أسرتها بانتظار انتهاء شقة كان هدايت قد اشتراها في مكان آخر من العاصمة.

ووُلد سنة 1990 الابن البكر، عمر. وقال قريبه عماد العبد ان هدايت سافر الى الولايات المتحدة بعد عامين من ولادة ابنه، سعيا لتحقيق حلمه وبنصيحة من مدير في البنك مولود هناك. وبعد مضي أشهر قليلة على سفره ارسل الى زوجته وطفله ليلحقا به. وقال عماد العبد: «كان سفره الى الولايات المتحدة هو من أجل العمل فقط. كان يريد أن يرى كيف تسير الأمور هناك. ولم تكن هناك أي ضرورة لذهابه الى الولايات المتحدة لأن وضعه المالي في القاهرة مضمون جدا. لماذا يذهب الشخص اذا لم يكن هناك أي سبب للذهاب؟ كان لديه عمل جيد ولو أنه بقي فيه لوصل الآن الى موقع وظيفي عال في البنك».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»