قوة أمنية فلسطينية و«عصبة الأنصار» تفاوض «عصبة النور» لتسليم «أبو عبيدة»

الجيش اللبناني يدفع بوحداته الخاصة إلى محيط المخيم الفلسطيني في عين الحلوة

TT

لا يفصل مقر الكفاح المسلح الفلسطيني عند مدخل مخيم عين الحلوة ومسجد الصفصاف الذي يقيم فيه الشيخ عبد الله شريدي ومساعده الشيخ اسامة الشهابي المتهمان بتوفير الحماية الامنية لقاتل العسكريين اللبنانيين الثلاثة بديع حماده الملقب بـ «ابو عبيدة» اكثر من 500 متر. لكن هذه المسافة بدت امس اطول بكثير. فحركة المفاوضين المكلفين من اللجنة الامنية الفلسطينية وهما الشيخ ابو طارق السعدي وابو شريف عقل المسؤولان في «عصبة الانصار» التي انشق عنها الشريدي، كانت لافتة اذ خاضا مفاوضات لاقناع الشريدي والشهابي بضرورة تسليم «ابو عبيدة» وتجنيب المخيم خضة امنية واراقة دماء في هذه اللحظة الحرجة التي تمر بها الساحة الفلسطينية.

ولعل ما ميز يوم امس مجموعة من التطورات بدأت صباحاً مع استدعاء مقاتلين الى مقر الكفاح المسلح، في ما يشبه استدعاء الاحتياط، ليكونوا القوة الامنية التي اتفقت لجنة المتابعة على تشكيلها من اجل تكليفها مهمة القبض على «ابو عبيدة»، ومنذ العاشرة من قبل الظهر بدأ المقاتلون يصلون على دفعات متتالية. وبدا واضحاً ان مقاتلي «فتح» شكلوا العمود الفقري لهذه القوة اضافة الى عناصر من التحالف الفلسطيني، فيما وافقت حركتا «حماس» و«الجهاد» على وثيقة اعدت حول الموضوع وتبنتا كل ما ورد فيها من ضرورة القاء القبض على القاتل بكل الطرق، ولكنهما لم تشاركا في ارسال مقاتلين لظروف خاصة ولعدم توافر العدد المطلوب، وبدا واضحاً ان «عصبة الانصار»، كان لها دور لافت على المستوى السياسي والتفاوضي، فاضحت «القوة الامنية» قائمة على حضور عسكري اساسي لحركة «فتح» وغطاء سياسي من «عصبة الانصار» ومن القوى الاسلامية مما حدا بالمراقبين الى الاشارة الى ان «عصبة الانصار»، المتهمة بعشرات الحوادث المخلة بالامن، لعبت امس دور الحكم والحاكم فيما دورها في المرحلة الماضية كان اشعال الفتيل في المخيم جراء ممارساتها وقد شككت اوساط عدة بالدور الذي تقوم به العصبة لان هذه، في رأيهم، وان اختلفت مع «عصبة النور» المنشقة عنها فقد لا ترغب في تسليم القاتل «ابو عبيدة» خشية ان يشكل ذلك سابقة تنسحب على اعضائها لاحقا.

وبدا المخيم امس في سباق مع الوقت، فالجيش اللبناني ضغط ميدانيا بارساله افواجاً من «التدخل السريع» (القوات الخاصة) الى محيط المخيم حيث انتشرت عشرات الآليات عند مستديرة «الالطي» ومبنى «حسبة صيدا الجديدة». والاجراءات المتخذة عند المداخل جعلت الدخول الى المخيم مسألة عسيرة بسبب التفتيش والتدقيق في الهويات.

اما في الداخل فاجتماعات وحركة رسل ومقاتلون يتوافدون ويسيرون دوريات داخل المخيم دون القيام بمداهمات، و بدا ان المقاتلين الذين قدر عددهم بين 150 و200 عنصر اتفقت جميع المنظمات على تشكيلها وضعت بعهدة قائد الكفاح المسلح ابو علي طانيوس. وقد زود افرادها بأسلحة اتوماتيكية وقاذفات صواريخ ورشاشات متوسطة.

وقال احد المسلحين ويدعى «احمد الموسى» لـ «الشرق الاوسط»: «ابلغنا المعلم ويقصد مسؤوله العسكري، بأنه يجب علينا الانخراط في هذه القوة لندافع عن المخيم ونطرد العابثين بالامن منه». واضاف: «نحن لا نريد عصابات خارجة على القانون داخل المخيم». وتمنى ان «يستجيب من يحمي القاتل لطلب تسليمه لان لا مانع من تنفيذ اوامر القيادة في جلبه بالقوة.

وقد حضر مندوبون من «عصبة الانصار» من جامع الصفصاف والتحقوا بالمجتمعين في مقر الكفاح المسلح ملتزمين الصمت. لكن مصادر اللجنة الامنية قالت ان الحل سيأتي خلال ساعات وان البوادر ايجابية جداً وسيطوى هذا الملف دون ان تشير الى ماهية هذا الحل.

اما المتحدث باسم «عصبة الانصار» ،ابو شريف عقل ، الذي يتولى عملية المفاوضات اضافة الى ابو طارق، فقد قال للاعلاميين: «انها الفرصة الاخيرة وسننقل لهم وجهة نظر المجتمعين. واتوقع ان تعطي الاتصالات نتائج». واضاف: «آخر الدواء الكي. وعصبة الانصار شأنها شأن اي طرف في المخيم ستعمل بكل الوسائل من اجل تسليم المتهم».

اما العقيد منير المقدح المسؤول العسكري لفتح فقال: «ان شاء الله نحن امام حل يرضي الجميع خلال 24 ساعة». واشار الى ان «ابو عبيدة ربما كان خارج المخيم ونترك الامر للجنة الامنية لاخذ دورها». اما ابو وليد العشي، وهو قائد عسكري في القوة الامنية، فقال ان العمل جار «لحصر مكان وجوده (ابو عبيدة) ونحن نراقب الاماكن ونتابع الامور. ولا اقدر ان اجزم اذا كان ابو عبيدة في المخيم».