الحريري: أركان السلطة اللبنانية متفقون في العمق والخلافات القائمة بسيطة وعابرة لا تفسد الجوهر

TT

اكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ان اركان السلطة اللبنانية «متفقون في العمق على كل القضايا الاساسية». واعتبر ان الخلافات القائمة بينهم «هي خلافات بسيطة وعابرة ولا تفسد الجوهر». وابدى تفاؤله بازدهار الموسم السياحي في لبنان حالياً، مشيراً الى ان الاستثمارات ازدادت فيه بنسبة 20 في المائة عما كانت العام الماضي.

ونقل نقيب محرري الصحافة اللبنانية ملحم كرم عن الحريري قوله اثناء لقائه به امس مع مجلس النقابة: «ليس هناك ترويكا رئاسية ولكن هناك تلاقياً لتبادل وجهات النظر في امور كثيرة. وتم الاتفاق (بينه وبين رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري) على تعاون دائم». ورداً على سؤال عن قضية مقتل العسكريين اللبنانيين الثلاثة في منطقة صيدا الاسبوع الماضي على يد بديع حمادة الملقب «ابو عبيدة» المتواري في مخيم عين الحلوة، والاتصالات الجارية مع قيادات المخيم لتسليمه، افاد الحريري: «اذا لم يسلم الفلسطينيون الشخص المطلوب فسيكون ذلك خطأ فادحاً وكبيراً جداً اكثر مما يعتقدون. والعبرة بالنتائج. انها خسارة معنوية كبرى لهم اذا لم يتعاونوا مع الدولة اكثر مما يعتقدون، فلبنان دولة صديقة للفلسطينيين ودولة تضع كل اثقالها لخدمة القضية الفلسطينية. وهذا ما يعرض قضية الفلسطينيين لأذى كبير معنوياً واعلامياً وسياسياً وفي كل المجالات. من هنا اعود فأقول ان على الفلسطينيين ان يعيدوا النظر في كل شيء لنصل الى الصيغة التي تؤمن لنا تسلم الشخص المطلوب».واضاف: «ان هذه القضية لن يكون فيها تهاون. ولا نريد الاذى السياسي لاحد في هذه المرحلة وخصوصاً لأخواننا الفلسطينيين. ونحن موضوعون هنا في مواجهة بين القانون، من جهة، وموجب الدولة، من جهة ثانية. ويجب ان يفهمنا الجميع».

وعن زيارة رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الاميركي بوب غراهام للبنان والمنطقة اخيراً وما اعلنه بعدها من مواقف تتهم لبنان وسورية بدعم الارهاب، قال الحريري انه لم يتطرق خلال المحادثات التي جرت بينهما الى موضوع المخيمات الفلسطينية ومعسكرات التدريب التي تحدث عنها المسؤول الاميركي لاحقاً.

وعن قضية تخصيص الهاتف الخليوي، قال الحريري: «ان المادة الثامنة التي الغيت من مرسوم تنظيم عملية تخصيص الهاتف الخليوي بالمزايدة والمناقصة تمت مناقشتها في مجلس الوزراء. وابدى وزير الاتصالات جان لوي قرداحي رأيه خلال الجلسة وتم التوصل في مجلس الوزراء الى صيغة اتفق عليها، وقدّم رأي الوزير الى الامانة العامة للمجلس. والوزير هو نفسه الذي اقترح التوقيت والتاريخ وطرح المزايدة والمناقصة وتسليم الشركتين (ليبانسيل وسيليس) قطاع الهاتف الخليوي للدولة في 31 اغسطس (آب) المقبل».

واضاف: «حول الادارة المؤقتة للشركتين (للقطاع) القانون لا يتضمن هذا النص. ... ولا مصلحة للدولة في التمديد».

وسئل الحريري عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الفرنسي جاك شيراك اول من امس، فقال: «هذا من اعمال اليمين المتطرف. ونحن ضد التطرف، التطرف الاسلامي والتطرف المسيحي. نحن مع الاعتدال».

وعن مؤتمر «باريس-2» الذي يعمل الرئيس شيراك لعقده من اجل مساعدة لبنان على خفض خدمة ديونه والعجز في موازنته، افاد الحريري: «هذا المؤتمر هو محاولة من الرئيس شيراك ومن فرنسا لمساعدة لبنان، اذا وقف لبنان مع نفسه. وان عرقلة التخصيص هي عرقلة لباريس-2 لان كل الامور متماسكة ومرتبطة الواحد بالآخر. لذلك يجب ان نحرص على ان لا ننشىء عراقيل قد تفسد علينا جنى ومردود باريس ـ 2».

وعن قضية وقف الحافلات الصغيرة (الفانات) العاملة على المازوت، قال الحريري: «هذه الحافلات وضع في شأنها قانون. وهذا القانون سينفذ بحذافيره». واعلن الحريري: «لا اوافق الرأي القائل ان هناك تيارين في خطاب اهل الحكم، فنحن متفقون على كل القضايا الاساسية...الخطاب السياسي لاهل الحكم لا خلاف عليه، لا في السياسة الخارجية ولا في العلاقة مع سورية ولا في الموقف من المقاومة ولا في الموقف من مزارع شبعا (المحتلة) ولا في السياسة الاقتصادية. قد تكون هناك خلافات بسيطة الا انها عابرة ولا تفسد الجوهر».

ولاحظ الحريري «ان السياحة في ازدهار وتنام وشهر عسل قائم ... يعني في اختصار ان الوضع في لبنان على الصعيدين الاقتصادي والسياحي هو وضع سليم. وعلى صعيد تفاهم اهل الحكم هو وضع اسلم». واكد: «ان التجاذبات مستمرة ولكنها لا تؤثر في افساد الجوهر».

ولفت الحريري الى انه «في الاشهر الخمسة الاخيرة ازدادت الاستثمارات ورؤوس الاموال التي تحوّل الى لبنان، وازدادت الاستثمارات بنسبة 20 في المائة عما كانت العام الماضي».