بويز يطالب بعدم السماح بقيام «دويلات» في المخيمات الفلسطينية في لبنان

TT

دعا وزير الخارجية اللبناني السابق النائب فارس بويز، عقب زيارته البطريرك الماروني نصر الله صفير امس، الدولة الى «عدم السماح باستغلال المخيمات (الفلسطينية) لقيام دويلات وجزر امنية» معتبراً ان الظروف الاستثنائية الراهنة «تستوجب قيام حكومة استثنائية».

وقال بويز انه عرض والبطريرك صفير «وضع ما يسمى الحوار الداخلي المتوقف والاحداث الاخيرة التي حصلت في مدينة صيدا. ونحن نعتبر ان على المسؤولين في المخيمات تسليم المرتكبين فوراً، وان على الدولة اللبنانية على الاقل ان تتخذ الاجراءات الضرورية لعدم السماح بقيام دويلات وجزر امنية خصوصاً في ظل هذه الظروف الاقليمية المشحونة حيث هناك اكثر من فريق مستعد لاستعمال ولاستثمار واقع المخيمات. ومن هنا لا بد للدولة ان تتخذ، بحزم كبير، الاجراءات اللازمة بعد ان تكون قد فتحت المجال امام المسؤولين في هذه المخيمات لتسليم المرتكبين، لان تكرار هذا الامر بغياب موقف واضح وحازم للسلطة في لبنان سيفتح حتماً المجال وسيشجع عدداً كبيراً من القوى الاقليمية على اعادة استعمال الساحة اللبنانية لاهداف ولاغراض خاصة بها. وهذا لا نقبله ونحذر منه».

واضاف: «بالنسبة الى ما يحصل على المستوى الداخلي، من الواضح ان الحوار الداخلي موضوع متوقف الآن. هناك عقبات اساسية يصطدم بها هذا الحوار. وهي اولاً عدم قابلية الدولة للتعاطي فعلاً مع المواضيع الاساسية، مواضيع القرار الذاتي ومواضيع المشاركة الحقيقية. وثانياً عدم قدرة هذه الحكومة».

واعتبر بويز «ان لبنان مقبل، كما المنطقة، على حالة دقيقة للغاية، حالة عواصف وزلازل اقليمية». وقال: «هذه الحكومة هي حكومة اقل من عادية بظرف اكثر من استثنائي. والآن وصلنا الى هذا الواقع فلا نعتقد ان هذه الحكومة تستطيع فعلاً ان تحاور اياً كان ولا تستطيع ان تتعاطى مع متطلبات المرحلة. اننا نعتقد ان المشاركة الحقيقية تتحقق بالتوازن السياسي في حكومة اقطاب استثنائية تكون بداية حوار مع قوى لها مطالب محقة وطنية من نوع ممارسة القرار الذاتي للدولة وعدالة اكثر في المشاركة السياسي والانمائية والاقتصادية في البلاد. وانني اشكك في قدرتنا على الاستمرار في هذه الازمة الاقليمية والسياسية والاقتصادية الداخلية وفي ظل هذا الغياب التام للدولة التي هي فعلاً لا تراهن حتى الساعة الا على كسب بعض الايام».