قاعدة الأزرق الجوية الأردنية تفتح أبوابها للصحافيين لتأكيد عدم وجود قوات أميركية فيها

TT

بعد أن كثر الحديث عن وجود قوات أميركية وقواعد عسكرية في منطقة الأزرق (90 كيلومترا شمال شرقي العاصمة الاردنية)، وبالرغم من التصريحات الرسمية النافية لهذا الأمر، والتي جاءت على لسان كل من رئيس الوزراء ووزير الاعلام ووزير الخارجية اكثر من مرة، ولان الظرف السياسي الذي تعيشه المنطقة لا يحتمل مثل هذه الإشاعات، ارتأت الحكومة الأردنية أن تنظم زيارة خاصة لمراسلي الصحافة الأجنبية والعربية إلى اكبر قاعدة عسكرية جوية في الأردن للاطلاع على ارض الواقع، ومشاهدة كافة النشاطات العسكرية والتدريبات اليومية الاعتيادية لكوادر القاعدة التي تضم طائرات اف 16 وميراج وغيرها.

وانطلقت الحافلة العسكرية التي تقل الصحافيين من عمان عبر الصحراء إلى منطقة الأزرق، التي تبعد 50 كيلو مترا شمال الحدود السعودية ـ الأردنية، وتبعد نحو 60 كيلومترا عن الحدود السورية ـ الأردنية إضافة الى أنها تقع على الطريق الدولي المؤدي إلى العراق، وتبعد عن الحدود العراقية حوالي 280 كيلومترا، بينما يتطلب وصول طائرة اف 16 الى الحدود العراقية، حوالي 13 دقيقة من الطيران.

وعند الوصول إلى مدخل قاعدة الشهيد الطيار موفق السلطي الجوية طلب من المصورين عدم التصوير داخل القاعدة ذلك أن إدارة التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، ستقوم بالتصوير وتزويد المراسلين بشريط مصور عن الرحلة ولدى الوصول إلى نادي الضباط في مداخل القاعدة، وجد الصحافيون في استقبالهم، قائد القاعدة الجوية العميد الركن الطيار محمد أمين القرعان، الذي قدم شرحا وافيا عن القاعدة التي بدأ العمل فيها عام .1970 وتم افتتاحها رسميا من قبل الملك الراحل الحسين بن طلال عام .1981 وتم اختيار هذه القاعدة لزيارتها من قبل الصحافيين لأن اسمها تداولته وسائل الإعلام، كما انها تعتبر اكبر قاعدة جوية في الاردن. وقال العميد القرعان «إننا نشعر بالاسى والاحباط لما ينشر في بعض وسائل الإعلام أن هناك قواعد عسكرية أجنبية موجودة لضرب العراق حيث أكد أن الأردن لم يشارك في ضرب العراق عندما شارك الآخرون في ضربه فكيف نفعلها الآن».

وقال «انه لاول مرة، وتعتبر سابقة من الحكومات الأردنية، أن تسمح للمراسلين الأجانب والصحافيين بزيارة قواعدها الجوية والتجول فيها للتأكد مما يشاع وينشر بين الحين والآخر. إلا أننا واثقون من أنفسنا لانه لا يوجد على الأراضي الأردنية أية قواعد أميركية أو أجنبية متركزة من اجل ضرب العراق، وأننا لن نسمح لأي جهة كانت باستخدام اراضينا ومجالنا الجوي لضربه».

وأضاف «يبدو أن البعض يخلط بين التمركز وبين إجراء تدريبات أو مناورات مشتركة بين قواتنا وقوات صديقة، فقد اجرينا تدريبات مشتركة مع القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية والمصرية والبحرينية والتركية ولكن هذه التدريبات تكون معدة مسبقا ومتفق على موعدها والعدد الذي يشارك في التدريب.

أشار إلى «أن الاعداد في العادة لا تتجاوز 200 رجل في الأغلب كما أن هناك بعض الخبراء الأميركيين يحضرون إلى الأردن لفترة قصيرة لمدة اسبوع أو أسبوعين من اجل تدريب كوادرنا على صيانة الطائرات أو الأمور الهندسية وعادة يكون هؤلاء من المدنيين».

وقام الوفد الصحافي برفقة قائد القاعدة العميد القرعان بجولة شملت مرافقها حيث زار الوفد المدرسة التدريبية، التي يوجد بها الطيران التشبيهي والوسائل التدريبية على الطائرات وخاصة الميراج اف 1 الفرنسية الصنع، واف 16 الاميركية الصنع، حيث شاهد الوفد عمليات الطيران التشبيهي وكيفية تدريب الطيارين وكذلك تدريب الفنيين والمهندسين المختصين بصيانة الطائرات.

تم توجه الوفد إلى ملاجئ الطائرات لمعاينة طائرات الميراج اف 16 وقد رسمت عليها الأعلام الاردنية، إضافة إلى مستودعات الذخيرة وعمليات فحص الذخائر والصواريخ وعنابر صيانة الطائرات وعمليات الصيانة اليومية.

كما زار الوفد قيادة السرب الأول والسرب الثاني واطلع على الحياة اليومية والتدريبات العملية التي ينفذها الطيارون وقد وصلت الحافلة التي تقل الصحافيين إلى مدرج الطائرات وشاهدوا عمليات الاقلاع والهبوط والتدريبات العملية التي يقوم بها الطيارون.

وأشار العميد القرعان الى أن سلاح الجو الملكي الأردني يقوم بمهام المراقبة الجوية حيث يقوم باعتراض أية طائرة تدخل المجال الجوي الأردني من غير إذن رسمي أو «أن تكون فقدت الاتصال حيث اجبرنا اكثر من مرة طائرات على الهبوط بعد أن دخلت المجال الجوي الأردني».

وأعاد التذكير بعملية إنزال الطائرة الإيطالية التي دخلت المجال الجوي الأردني من العراق بدون إذن مسبق قبل سنتين.

وبعد جولة استمرت ثلاث ساعات في أركان القاعدة قال العميد القرعان «أرجو أن تكونوا قد شاهدتم الحقيقة ونقلها كما هي».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول آخر تدريبات جرت بين القوات الأردنية والقوات الصديقة، قال العميد القرعان إن هناك تدريبات جرت بين قوات مصرية وبحرينية وبريطانية وفرنسية قبل فترة دون تحديد موعدها. يذكر أن القوات الأميركية أقامت في هذه القاعدة اكثر من شهرين عام 1996، وقامت ببناء بنياتها التحتية، ووسعت مدرجاتها لاستقبال الطائرات اف 16 عندما قدمت الولايات المتحدة 16 طائرة من هذا النوع ضمن المساعدات العسكرية التي تقدمها إلى الأردن والبالغة هذا العام 450 مليون دولار.