«الشرق الأوسط» تكشف مضمون رسالة سرية من الرئيس الأميركي إلى خاتمي: بدون علمكم هناك معسكرات لتدريب الإرهابيين في إيران

TT

كشف مصدر قريب من الرئاسة الايرانية لـ«الشرق الأوسط» عن مضمون رسالة بعث بها الرئيس الاميركي جورج بوش الى الرئيس الايراني محمد خاتمي قبل بيان البيت الابيض الاخير حول تطورات ايران والذي اشاد خلاله بوش بالاصلاحيين ونضال الطلبة والشعب الايراني في سبيل الديمقراطية والمجتمع المدني. فيما اشار الى محاولات اقلية غير منتخبة تتحكم بشؤون الشعب الايراني وتعرقل مسيرة الاصلاحات.

وأفاد المصدر بأن خاتمي تسلم رسالة بوش في الاسبوع الماضي بواسطة دبلوماسي اوروبي يترأس بعثة بلاده في طهران. وقد أشار بوش في رسالته حسب المصدر الى ان الولايات المتحدة تقدر مساعي خاتمي وزملائه الاصلاحيين في سبيل تطبيق الاصلاحات وبسط الديمقراطية والابتعاد عن الارهاب، غير ان هناك معلومات لدى الاجهزة المسؤولة بالولايات المتحدة تؤكد استمرار دعم بعض الجهات في ايران من دون علم رئيس الجمهورية للمنظمات والتنظيمات الارهابية.

وتحدث بوش في رسالته عن معسكرات يجري فيها تدريب الارهابيين ومن ضمنها معسكر في محافظة مازندران المطلة على بحر قزوين، مؤكداً بأنه على ثقة كاملة بعدم معرفة خاتمي بذلك. وبعد وصول الرسالة بيومين اصدر الرئيس الاميركي بياناً حول احداث ايران اثار ردوداً غاضبة لدى المحافظين وأوساط مرشد النظام علي خامنئي، فيما كانت ردود الاصلاحيين معتدلة لا سيما حيال الجزء الذي خصصه جورج بوش لاعلان دعمه للطلبة والاصلاحيين.

وقد اورد الرئيس الاميركي في بيانه، «كما كنا شاهداً في الايام الاخيرة، يطالب الشعب الايراني بتطبيق ورعاية حقوق الانسان والديمقراطية والفرص المتوفرة لبقية شعوب العالم. ويتعين على الحكومة الايرانية الاخذ بعين الاعتبار اهتمامات الشعب الايراني».

واضاف بوش قائلاً: خلال الانتخابات الرئاسية في الدورتين الاخيرتين والانتخابات البرلمانية والمجالس المحلية، صوتت الغالبية العظمى للشعب الايراني للاصلاحات السياسية والاقتصادية ورغم ذلك فان جمعاً من الحكام غير المنتخبين يتحكمون بمصير الشعب الايراني. وهؤلاء لا ينصتون لصوت الشعب ويواصلون سياساتهم المخربة والراديكالية مما تسبب في عدم حصول تغيير لافت في حياة الشعب الايراني.

وأشاد بوش بالطلبة والصحافيين ونواب البرلمان الايرانيين ممن يواجهون الحبس والملاحقة بسبب مواقفهم المؤيدة للاصلاحات وانتقاداتهم للنظام. وتحدث عن توقيف الصحف المستقلة وانعدام فرص العمل وسوء استغلال السلطة وبيت المال من قبل الأقلية غير المنتخبة.

وفي ختام بيانه اشاد بوش بحضارة ايران وتاريخها، مؤكداً ان الصداقة التاريخية بين الشعبين الايراني والاميركي ستستمر والشعب الايراني لن يجد صديقاً افضل من الولايات المتحدة.

ورداً على بيان الرئيس الاميركي، قال خاتمي عقب اجتماع لمجلس الوزراء مساء اول من امس، ان الحكومة الاميركية السابقة كانت اكثر واقعية وانصافاً في تعاملها مع الامور. ولو ان الحكومة الاميركية واصلت هذا الطريق لكان ادى الى المزيد من التقارب بين الشعبين. وأبدى خاتمي اسفه لسياسة بعض المتطرفين في الادارة الاميركية الذين لم يعدلوا عن سياسة ادارة كلينتون فحسب بل ان العالم وايران تعرضا للتهديد. واكد ان جميع اركان الحكومة في ايران سواء مرشد النظام أو القطاعات الاخرى ينتخبون بواسطة اصوات الشعب... علماً ان خاتمي نفسه سبق ان ابدى مراراً شكواه من المراكز الخاضعة لمن يتولون المسؤولية بالتنصيب وليس بالانتخاب المباشر.