عرض مسرحي عن الكنيسة يثير قلقا في مصر

TT

وسط جو يسوده القلق من احتمالات اعتراض الكنيسة المصرية تجرى الآن الاستعدادات الخاصة بمسرحية «صورة لمريم العذراء»، وهي مسرحية مترجمة عن رواية للاديب الانجليزي تينسي وليامز بعنوان «بورتريه السيدة العذراء»، وذلك تمهيدا لتقديمها على مسرح الهناجر بالقاهرة في سبتمبر (ايلول) المقبل.

وتعود اسباب القلق والترقب التي تسيطر على اجواء العمل الى ان المسرحية تحمل بين طياتها نقدا صريحا للكنيسة الانجليزية مع بدايات القرن العشرين في ظل الممارسات التي حدثت في ذلك الوقت وانعكست بشكل مباشر على شخصية المسرحية الرئيسية مدام كولين.

وقال مخرج المسرحية عادل سعيد لـ «الشرق الاوسط» ان شخصية مدام كولين عاشت في فترة كانت الكنيسة فيها عاملاً اساسياً لتربية الفرد وان التربية الدينية كانت محوراً مهماً لتكوين شخصية الانسان ومع مرور الوقت تكتشف مدام كولين وبعد مرور 20 عاما انها اضاعت عمرها كلها بلا فائدة في مجتمع لا يعترف بالقيم والمبادىء وتشعر انها كالسيدة العذراء التي باعت القوانين الدنيوية والبشرية للوصول لقمة القوانين الآلهية والتقرب الى الله.

وحول تجسيد السيدة العذراء على المسرح قال عادل سعيد: ان حياة كولين ستكون مثل حياة السيدة العذراء صورة منها، تنتظر أملاً يخرجها من الظلمة والمجتمع الظالم الى النور مثلما اخرج السيد المسيح مريم العذراء للنور، ولكن هذا ليس معناه انني سأجسد السيدة العذراء تجسيدا كليا على خشبة المسرح، وذلك لسببين اساسيين اولهما ان التجسيد المباشر تقليد مسرحي قديم ومعالجة كلاسيكية قديمة، اما السبب الثاني فهو قدسية الشخصية نفسها التي تدخل في نطاق الانبياء والرسل على الرغم من ان شخصيات دينية وانبياء قدمت من قبل في القرون الوسطى على المسرح مثل السيد المسيح، ومع ذلك ونحن نحترم رؤية الاخرين ولكني سأقدم السيدة العذراء على المسرح بشكل آخر، حيث سأقدمها بشكل ايحائي كامل ليس فيه مباشرة باستخدام اضاءة معينة وخلفيات محددة تعمل على تحريك مشاعر الجمهور كأن السيدة العذراء موجودة على المسرح، وسأعتمد على اسلوب حديث للعرض وانا اولا واخيرا اعتبر هذا العمل انسانياً في المقام الاول وان الدين هو الخلاص والحل المباشر لانقاذ البشر من مشاكلهم الدنيوية وعندما قدمت المسرحية في ايطاليا بنفس الطريقة التي كتبها بها تينسي وليامز كانت النهاية تعتمد على ان الدين والتزمت الديني والكنيسة هي التي ادت الى اختلال عقل مدام كولين، لكنني عندما سأقدمها سأغير النهاية لتكون العلاقة ما بين الدين والانسان هي علاقة ايجابية تنقذه من براثن المشاكل والتركيبة المعقدة للنفس البشرية وليست علاقة سلبية مثلما قدمها تينسي وليامز.

الجدير بالذكر ان الفنانة دلال عبد العزيز هي التي ستقوم بدور مدام كولين على المسرح، وقالت لـ «الشرق الاوسط»: ان الدور اكثر من رائع وسيعتبر نقلة فنية كبيرة لي وهذا النوع من «المونو دراما» لم اقدمه من قبل حيث يعتمد على التركيز على الانفعالات النفسية للشخصية بشكل كبير واتمنى بالفعل ان اقدم هذا العمل بكل خبرتي وطاقتي الفنية على المسرح.