شهدت سراييفو امس لقاء قمة جمع مجلس الرئاسة البوسني ورؤساء كل من كرواتيا ويوغوسلافيا، وقع خلاله كل من رئيس مجلس الرئاسة البوسني بيريز بلكيتش والرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا والرئيس الكرواتي ستيبان ميسيتش عدة اتفاقات ثنائية تتعلق بمحاربة الارهاب والجريمة المنظمة وتبييض الاموال اضافة لاتفاقات اخرى تتعلق بحرية حركة الاشخاص والبضائع والتعريفة الجمركية بين الدول الثلاث، وحق الضمان الاجتماعي لجميع الموظفين المتقاعدين. ويأتي اتفاق حق الضمان الاجتماعي في ضوء ان آلاف العمال من الطوائف والجمهوريات المختلفة يزاولون وظائفهم في شركات متعددة وفي مناطق كثيرة بيوغوسلافيا السابقة قبل انهيارها مما ادى الى ضياع حقوق الآلاف منهم اثناء الحرب وبعدها.
وفي مؤتمر صحافي مشترك ذكر بيريز بلكيتش رئيس مجلس الرئاسة البوسني «ان الملصقات التي شهدتها شوارع سراييفو والتي تحمل صورة الرئيس كوشتونيتسا وفي يده بندقية آلية لم تؤثر على اجتماع القمة» وقال «هناك تفسيران لما حدث اولا هناك عوائق امام العلاقات المستقبلية الجيدة بين البوسنة ويوغوسلافيا، ثانيا شعور الشعب البوسني بانه كان ضحية الحرب حيث سقط الكثير من بين صفوفه بسبب الاطماع التي كانت تراود حكام بلغراد سابقا وقال «من حق الشعب ان يعبر عن آرائه حول جميع القضايا ما دام لم يخرج عن الاطار الديمقراطي» وذلك في رده على سؤال بخصوص الملصقات التي امتلأت بها شوارع العاصمة سراييفو والتي تحمل صورة الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا وهو يحمل سلاحا آليا وتحته مقاطع من خطاب القاه في 8 مايو (ايار) سنة 1995 امام ميليشيات صرب البوسنة يقول فيه «في صربيا نستطيع تحقيق افكار حركة التشتنيك (حركة صربية قومية تهدف لاقامة صربيا الكبرى وتضم جميع المناطق التي يوجد بها صرب في البلقان حتى لو كانوا اقلية وقد تم انشاؤها اثناء الحرب العالمية الثانية على يد جنرال صربي يدعى ميخائلوفيتش).
وعقدت اجتماعات رؤساء كل من البوسنة وكرواتيا ويوغوسلافيا تحت اجراءات امنية مشددة وبالغة التعقيد، حيث لوحظ وجود اعداد هائلة من عناصر الامن على الطرقات بمعدل شرطي كل 150 مترا ولوحظ وجود كثيف لقوات الامن حول مكان الاجتماع، ووضعت نقاط تفتيش على مداخل سراييفو شاركت فيها القوات الدولية (سفور) بشكل مباشر. كما كانت طائرات هليكوبتر تحوم فوق مكان الاجتماع ومحيطه للاستطلاع والمراقبة.