سعود الفيصل يدعو اجتماع نيويورك إلى دعم المبادرة العربية

رسالة من الأمير عبد الله إلى الرئيس شيراك

TT

بعث الأمير عبد الله بن عبد العزيز نائب خادم الحرمين الشريفين برسالة للرئيس الفرنسي جاك شيراك، نقلها اليه امس الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية خلال استقبال الرئيس الفرنسي له.

وكشف الأمير سعود الفيصل عن مضمون الرسالة بأنها «تتعلق بتطورات الأوضاع في المنطقة، وتطلعنا الى ان يكون اول اتصال غير رسمي بين الرباعية وبعض اعضاء لجنة المبادرة العربية في اجتماع يضفي او يخرج نوعاً من الحركة لارجاع عملية السلام الى طريقها الصحيح».

ودعا الأمير سعود الفيصل، عقب اجتماعه صباح امس في قصر الأليزيه بالرئيس الفرنسي جاك شيراك، المجموعة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا والأمم المتحدة)، الى تبني ودعم المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت العربية. ووصف الوزير السعودي الاجتماع الذي سيحصل في نيويورك بين المجموعة الرباعية من جهة وأعضاء من لجنة المبادرة العربية بأنه «اول اتصال غير رسمي» وبأنه «استطلاعي»، مضيفاً ان موضوع عقد اجتماع رسمي بين المجموعتين (الرباعية ولجنة المبادرة العربية بكامل اعضائها) سيكون من جملة المسائل التي سيتم بحثها في نيويورك.

وكان الأمير سعود الفيصل قد توقف في باريس، في طريقه الى واشنطن حيث يلتقي غداً وزير الخارجية كولن باول ثم الرئيس الأميركي جورج بوش.

ونقل الوزير السعودي «رسالة شخصية» من نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير عبد الله بن عبد العزيز للرئيس الفرنسي بمناسبة اعادة انتخابه، فيما عبّر الأمير سعود الفيصل عن «ارتياح» و«سعادة» القيادة السعودية لنجاة شيراك من محاولة الاغتيال التي تعرض لها يوم الأحد الماضي، قبيل العرض العسكري الذي يقام سنوياً بمناسبة العيد الوطني الفرنسي.

وأفادت مصادر القصر الرئاسي الفرنسي ان الاجتماع بكليته خصص لتدارس الوضع في الشرق الأوسط ولعرض الاتصالات والمحاولات الجارية ومنها اجتماع المجموعة الرباعية في نيويورك ومختلف الأفكار والسيناريوهات المطروحة للخروج من الوضع.

وفيما شرح الوزير السعودي موقف بلاده من التطورات وتصورها لكيفية الخروج من المأزق الراهن، أكد الرئيس شيراك ان بلاده تريد ان يتم التركيز، في الوقت عينه، على اعادة الأمن واصلاح السلطة الفلسطينية واعادة فتح أفق سياسي ذي صدقية، مما يعني ان فرنسا ترفض سلم الأولويات الأميركي. ووفق الناطقة باسم قصر الرئاسة الفرنسي كاترين كولوتا، فان شيراك رأى ان المؤتمر الدولي «يمكن ان يكون الاطار المناسب من اجل اعادة اطلاق الحوار الضروري للوصول الى الأهداف المشتركة». وكان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان اكثر وضوحاً عندما أعلن صباح امس ان المؤتمر الدولي يجب ان يعقد قبل الانتخابات الفلسطينية، أي في الخريف القادم.

وتريد فرنسا، الى ذلك، ان تلعب المجموعة الرباعية «دوراً سياسياً» وان لا ينحصر دورها، كما تريد واشنطن، بالعمل على ترجمة خطاب الرئيس بوش بل المباشرة منذ الان في التحضير للمؤتمر الدولي.

وحتى الان، لا تبدو واشنطن كثيرة الاهتمام بالمؤتمر الدولي الذي «لا ترفضه ولا تدعو اليه» على حد قول مصدر فرنسي، ويقوم سلم الأولويات الأميركي على التالي: التغلب على «مشكلة» عرفات، تحقيق الامن ومنع الارهاب، الاصلاحات الفلسطينية، الانتخابات «ثم بعد ذلك ستنظر واشنطن في ما يمكن القيام به».

وبالمقابل، ترد باريس بالقول انه «يجب ان تسير مسائل الأمن والاصلاحات والانتخابات والمؤتمر الدولي (الأفق السياسي) بالتوازي». وقال الرئيس شيراك للوزير السعودي ان من مهمات المؤتمر الدولي توفير دينامية سياسية واطلاق الحوار والاشراف على الانتخابات والاصلاحات وتأطير المفاوضات التي يجب ان تنطلق وفق مرجعيات واضحة، وبغرض الوصول الى دولة فلسطينية في حدود العام 1967.

وعُلم في باريس ان ثمة «تفاهما» داخل المجموعة الرباعية على تحاشي موضوع عرفات من أجل تفادي انقسام الرباعية.

ومساء امس، كان موضوع الشرق الأوسط حاضراً في الاجتماع الذي ضم وزير الخارجية الفرنسي دو فيلبان ونظيره الألماني يوشكا فيشر. ومعروف ان هذا الأخير عمد الى بلورة «خطة» جديدة للحل في الشرق الأوسط.

وخلال الاجتماع الذي تم بين الرئيس شيراك ووزير الخارجية السعودي أثيرت «مسألة» الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي جعلت واشنطن تنحيته شرطاً مسبقاً لدعم اقامة دولة فلسطينية. وتم تبادل الرأي حول «المخارج الدستورية» الممكنة، من اجل الالتفاف على هذه العقبة. كذلك طرحت مسألة «الاعلان المبكر» لدولة فلسطينية يأتي بعد تعديل الدستور وانسحاب اسرائيل من الأراضي والمدن التي اعادت احتلالها، تلي ذلك مفاوضات «من دولة لدولة»، مع روزنامة محددة ومرجعيات واضحة هي القراران الدوليان 242 و338 ومبدأ مدريد «الأرض مقابل السلام».