هجوم فلسطيني مسلح على قافلة للمستوطنين بين نابلس وقلقيلية يسفر عن مقتل 8 وجرح أكثر من 20 إصابات 10 منهم خطيرة

قوات الاحتلال تكشف عن اسم فلسطينية اعتقلتها في جنين زعمت أنها كانت تخطط لعملية تفجير وتعتقل عقيدا في أمن الرئاسة

TT

رغم الحصار المحكم الذي تضربه قوات الاحتلال الاسرائيلي على مدن وقرى الضفة الغربية وحظر التجول الذي تفرضه على اكثر من مليون فلسطيني في اطار ما تسميه بحملة الطريق الحازم التي عقبت حملة السور الواقي بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية، شن مقاتلون فلسطينيون امس هجوما بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية ضد حافلة وسيارتين اسرائيليتين قرب مستوطنة عمانوئيل بين مدينتي نابلس وقلقيلية شمال غربي الضفة الغربية.

واسفر الهجوم عن قتل ما لا يقل عن 7 من الاسرائيليين وجرح اكثر من 20 اخرين اصابات 10 منهم خطيرة. وهذه ثاني عملية من نوعها قرب هذه المستوطنة. ووقعت العملية الاولى في ديسمبر (كانون الاول) الماضي وقتل فيها ما لا يقل عن 10 اسرائيليين وجرح اكثر من 30 اخرين. ولاذ منفذو العملية بالفرار رغم الوجود المكثف لجنود الاحتلال وقصاصي الاثر الذين اندفعوا الى مكان العملية في محاولة للامساك بالفاعلين تساندهم طائرات هليكوبتر.

وجاءت هذه العملية بمثابة صدمة كبيرة لقادة قوات الاحتلال واجهزة مخابراتها الذين طالما تشدقوا بالقضاء على المقاومة، خاصة ان المناطق المحيطة بالمستوطنة تخضع لحظر تجول غير مسبوق منذ 3 ايام.

واعلن فصيلان فلسطينيان مسؤوليتهما عن العملية الاول هما كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح والثاني كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

ورغم ذلك فقد حملت الحكومة الاسرائيلية ورئيسها كما هي العادة، الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات شخصيا مسؤولية العملية، اذ اتهمته بعدم عمل اي شيء من شأنه ان يوقف ما تسميه بالارهاب. ونقل عن رئيس الحكومة ارييل شارون قوله ان هذه العملية تثبت مجددا انه طالما بقي عرفات في قيادة الشعب الفلسطيني فانه لن يكون هناك امكانية للتوصل الى السلام. ووقعت العملية في حوالي الساعة الثانية و40 دقيقة من بعد ظهر امس (حسب التوقيت المحلي) ونفذها فلسطينيون يعتقد انهم ثلاثة تنكروا بزي جنود اسرائيليين وفجروا عبوة ناسفة اثناء مرور حافلة اسرائيلية مزودة بدروع واقية وسيارات اخرى على الطريق الالتفافي قرب مستوطنة عمانوئيل. وانتظروا نزول الركاب من الحافلة، قبل ان يمطروهم بنيران اسلحتهم الرشاشة. كذلك امطروا بالرصاص السيارات التي كانت تسير على الطريق مما أدى الى انقلاب بعضها بعد إصابة سائقها وفقدانه السيطرة على المقود. وحسب ما ورد في العدد الالكتروني لصحيفة «يديعوت احرونوت» فان الحافلة رقم 189 التابعة لشركة «دان» كانت في طريقها من مدينة «بني باراك» داخل اسرائيل الى مستوطنة عمانوئيل في الضفة.

وجاءت هذه العملية وهي الاولى منذ بضعة اسابيع في الوقت الذي واصلت فيه قوات الاحتلال الاسرائيلي عمليات القصف لاحياء سكنية والتوغل وحملات المداهمة والاعتقالات التي شملت العشرات من بينهم عقيد في جهاز امن الرئاسة (قوات الـ 17).

فقد توغلت القوات الاسرائيلية على متن 8 سيارات عسكرية، صباح امس فى مدينة أريحا وسط شرق الضفة الغربية وهي المدينة الوحيدة التي لم يعد احتلالها من بين مدن الضفة، وطوقت منزل العقيد عبد الرحمن صالح من قوات الـ 17 فى أريحا واعتقلته قبل أن تنسحب من المدينة. وصالح هو العقيد الثاني من قوات امن الرئاسة الذي تعتقله قوات الاحتلال في غضون اسبوعين. وكانت قد اعتقلت في مدينة رام الله عقيدا اخر في نفس الجهاز.

وكشفت قوات الاحتلال النقاب عن اسم شابة فلسطينية اعتقلتها صباح امس في مدينة جنين بزعم انها كانت تستعد لتنفيذ عملية تفجير داخل اسرائيل. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان قوات الاحتلال اعتقلت صباح امس علا جابر وهي تخضع الان للتحقيق من قبل محققي المخابرات العامة الاسرائيلية «الشاباك». وحسب مصادر الجيش الاسرائيلي وفق ما ذكرته صحيفة «الجيروزاليم بوست» في عددها الالكتروني، فان علا جابر لم تعتقل في طريقها الى تنفيذ عملية بل اعتقلت وهي في مرحلة الاعداد لتنفيذ عملية.

وفي القدس المحتلة قدمت النيابة العامة الاسرائيلية إلى محكمة الصلح في المدينة لائحة اتهام ضد الفلسطينية المقدسية ميرفت طه، بزعم أنها ساعدت وخططت لتنفيذ عملية فدائية ضد أهداف للاحتلال في المدينة المقدسة. وجاء في لائحة الاتهام أن ميرفت طه متهمة بمساعدة منفذ عملية فلسطيني، بالتسلل إلى مدينة القدس، كما تتهمها بالتخطيط لتنفيذ عملية فدائية مشتركة مع ناشط من مجموعة «كتائب شهداء الأقصى» الجناح العسكري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

وفي قطاع غزة اعتقلت قوات الاحتلال عند احد حواجزها العسكرية التي تقطع اوصال القطاع الى 3 اجزاء، 24 فلسطينيا بينهم 9 من الطلبة عرف منهم علاء بارود وجلال حشيش وعبد السلام جبر وسليمان برهوم ورامي منصور ومحمد الشبطي.

وحسب مصادر فلسطينية فان الطلبة اعتقلوا وهم في حافلة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا). واوضحت المصادر ان الجيش الاسرائيلي بدأ عند حاجز ابو هولي جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع، يوقف السيارات المتجهة من جنوب القطاع الى مدينة غزة، واحتجز الحافلة التي كانت تقل الطلاب الذين كانوا في طريقهم الى كلية غزة للتدريب التابعة للاونروا.

وقالت المصادر ان قوات الاحتلال احتجزت حوالي ثلاثين طالبا ممن كانوا في الحافلة لكنها افرجت عن 21 منهم بعد التحقيق معهم واجبارهم على خلع ملابسهم وتفتيشهم والتدقيق في بطاقاتهم واحتفظت بـ 9 منهم. واوضحت المصادر ان الجيش الاسرائيلي اعتقل ايضا حوالي 15 فلسطينيا اخر كانوا على هذا الطريق بعد التدقيق في هوياتهم وتفتيش سياراتهم. واكدت ان الجيش يغلق الطريق الرئيسي بين جنوب وشمال القطاع بواسطة الدبابات منذ السابعة صباحا حسب التوقيت المحلي.

وذكرت مديرية الامن العام في قطاع غزة «ان قوات الاحتلال تساندها دبابة وجرافة واليات عسكرية اخرى تقدمت باتجاه حاجز ابو هولي غربا حتى شارع الحكر حيث تمركزت قرب من موقع للامن الوطني الكائن في المنطقة قبل ان تنسحب لاحقا».

وذكر الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء «ان جنود الاحتلال اجبروا سيارة الاسعاف على التوقف تحت تهديد السلاح رغم وجود سيدة متوفاة بداخلها».

من جهة ثانية افاد شهود عيان «ان جرافات عسكرية اسرائيلية تساندها دبابات قامت بتجريف اراض زراعية شرق مدينة غزة قرب معبر المنطار (كارني)».

وأطلقت تلك القوات في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة بصورة غير مبررة تجاه المنازل الفلسطينية في منطقتي قشطة والشاعر في مدينة رفح القطاع. وألحق القصف الصهيوني الهمجي أضرارا مادية بالغة بعدد من منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم العامة، كما أثار جوا من الهلع والخوف في صفوف المواطنين الآمنين خاصة الأطفال والنساء.

في المقابل اطلق مسلحون فلسطينيون الليلة قبل الماضية النار على عدة مواقع عسكرية اسرائيلية جنوب رفح وموقع متمركز في محيط مستوطنة نفيه دكاليم غرب مخيم خان يونس وقرب من موقع عسكري عند مستوطنة كفار داروم شرق مدينة دير البلح.