تسليم «أبو عبيدة» أنهى أزمة مخيم عين الحلوة وفصائل فلسطينية تشكو من «خديعة» عصبة الأنصار

TT

عادت الحياة الى طبيعتها في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا بجنوب لبنان بعد تسليم الفلسطينيين، عند الرابعة من فجر امس، اللبناني بديع حمادة الملقب بـ«ابو عبيدة» الى مخابرات الجيش اللبناني التي بدأت التحقيق معه في قضية مقتل ثلاثة عسكريين قرب المخيم ليل الخميس الماضي.

ووصف مراقبون قيام «عصبة الانصار» الصادرة بحق «اميرها» احمد عبد الكريم السعدي الملقب بـ«ابو محجن» ثلاثة احكام بالاعدام عن القضاء اللبناني بتسليم «ابو عببدة» بأنها «ضربة معلم». فعند الرابعة من فجر امس قامت «عصبة الانصار» بتسليم «ابو عبيدة» بعد اعتقاله في منزل في حي الصفصاف، وكان فيه مع عناصر مسلحة لبنانية من منطقة الضنية في شمال لبنان، الى وفد من مشايخ صيدا. وقد وصلت سيارات عدة الى حاجز الجيش اللبناني عند مدخل المخيم بينها السيارة التي اقلت «ابو عبيدة» وهي عائدة للشيخ ماهر حمود، فيما اقلت السيارات الاخرى وفد المشايخ وهم، اضافة الى حمود، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية الشيخ سليم سوسان وقاضي شرع صيدا الشيخ محمد والي بلطة ونائب امين عام «الجماعة الاسلامية» الدكتور علي الشيخ عمار. وقد وصل الموكب الى حاجز الجيش عبر طريق التفافية من الشارع التحتاني للمخيم، حيث كان بانتظارهم ضباط لبنانيون تسلموا «ابو عبيدة» ونقلوه فوراً، وسط اجراءات امنية مشددة من قبل فوج المكافحة في الجيش، الى ثكنة محمد زغيب في صيدا حيث باشرت مديرية المخابرات التحقيقات الاولية معه حول ظروف الحادث، تمهيداً لنقل الملف الى السلطات القضائية المختصة.

وقبل قليل من تسليم «ابو عبيدة» من قبل «عصبة الانصار» كانت الاجواء السائدة تشير الى ان موعد الحسم قد بدأ. وكان الخيار العسكري هو الاقرب. وبالفعل وبعيد الثانية من بعد منتصف الليل بدأ عناصر القوة الامنية المؤلفة من عناصر المنظمات الفلسطينية، وجلهم من حركة «فتح» التي يرأسها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات و«الكفاح المسلح»، بالانتشار المكثف واتخاذ مواقع قتالية لا سيما في حي الصفصاف والطرق المحيطة بمخيم الطوارئ حيث يوجد اشخاص لبنانيون مطلوبون للقضاء من منطقة الضنية في شمال لبنان، كانت «عصبة الانصار» قد اعلنت انهم يحمون «ابو عبيدة» وهم على استعداد للقتال مهما كلف الامر.

وعند الثالثة فجراً بدأ المعنيون في عين الحلوة بقطع التيار الكهربائي عن المخيم في ما بدا انه ايذان ببدء عملية اقتحام منازل في حي الصفصاف. ولكن فجأة وصل وفد ديني صيداوي تبين ان «عصبة الانصار» طلبت منه الحضور لتسليمه «ابو عبيدة» بعد ان كانت دهمت المنزل الموجود فيه والقت القبض عليه.

وبذلك تكون العصبة قد برمجت الامور وقادتها بالطريقة التي تناسبها بعدما كانت ابلغت مراراً مسؤولي الفصائل واللجان الشعبية والكفاح المسلح عن تعثر المفاوضات مع الشيخين عبد الله الشريدي واسامة الشهابي من «عصبة النور» التي كانت تؤمن الحماية لحمادة فيما حقيقة الامر اخفيت عن الجميع واتمت «العصبة» صفقتها. وبذلك تكون لعبت دوراً سياسياً وامنياً لافتاً الغت فيه دور الفصائل الفلسطينية واللجان الامنية التي مارست ضغطاً سياسياً وشعبياً وعسكرياً بهدف اتمام عملية التسليم فاستأثرت «العصبة» وحدها بحصاد نتيجة العملية دون سواها، مما دفع بأحد مسؤولي الفصائل الى القول: «قمنا بتحضير الاجواء وانضجنا الطبخة وفي لحظة من اللحظات كنا بمثابة الزوج المخدوع».

وظهر امس خفف الجيش اللبناني اجراءاته عند مداخل المخيم واعاد فتح المدخل الغربي للمخيم لجهة الحسبة.