مجلس الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي يتضامنان مع المغرب وباريس ستقوم بدور التهدئة

واشنطن تعتبر ما حدث «أمرا مؤسفا بين صديقين»

TT

أكد مصدر دبلوماسي في السفارة الأميركية بالرباط لـ«الشرق الأوسط» أن «واشنطن تعتبر ما حدث بشأن تطورات موضوع الجزيرة أمرا مؤسفا يقع بين صديقين للولايات المتحدة».

وأكدت ماجدة سيكيرت، المتحدثة الإعلامية باسم السفارة الأميركية في الرباط لـ«الشرق الأوسط» ان واشنطن على اتصال بالطرفين، وطلبت منهما توخي الطرق السلمية لحل المسألة القائمة بينهما والتي تعتبرها واشنطن مسألة «خلاف ثنائي بين البلدين».

ومن جهتها، نفت مصادر دبلوماسية أن تكون واشنطن كان لديها علم باعتزام المغرب إقامة مركز مراقبة في الجزيرة، وكانت صحف اسبانية قد تداولت أنباء عن علم واشنطن المسبق بالموضوع، وهو ما أبدت مصادر أميركية استغرابها لتداوله بدون تحديد دقيق حتى للمصادر التي يستند إليها النبأ.

وفي القاهرة، عرض سفير المغرب لدى مصر، الدكتور علي أومليل، قضية جزيرة ليلى المغربية والموقف الاسباني منها على مجلس جامعة الدول، الذي عقد اجتماعاً أمس على مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بالجامعة العربية.

وقال الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى للصحافيين عقب الاجتماع، إن المغرب حصل أمس على دعم جماعي عربي لحقوقه في جزيرة ليلى، كما تضامنت معه كافة الدول العربية مع الأخذ في الاعتبار أهمية استمرار الاتصالات والمباحثات بين المغرب واسبانيا والدعوة لتجنب كل ما من شأنه زيادة التوتر حول هذه القضية.

وفي جدة، عبرت منظمة المؤتمر الاسلامي عن تضامنها مع المغرب في جهوده الرامية الى الدفاع عن حقوقه وسيادته، مؤكدة ان جزيرة ليلى جزء من أراضي دولة مسلمة عضو في المنظمة ولا علاقة لها بأراضي الاتحاد الاوروبي.

وقال بيان لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي يوجد مقرها في جدة،ان الامانة العامة للمنظمة تابعت بكثير من الانشغال التطورات الاخيرة التي أثيرت حول جزيرة ليلى المغربية، وان انشغالها يدخل في نطاق مبادئ التضامن الاسلامي وحماية أمن الدول الاسلامية وسيادتها واستقلالها وحقوقها الوطنية.

وعبرت عن استغرابها لقيام الحكومة الاسبانية باستعراض القوة واصدار التهديدات لدولة عضو في المنظمة بدون مبرر، كما عبرت المنظمة عن دهشتها للموقف المتسرع للاتحاد الاوروبي إزاء هذا الامر قبل دراسة وقائعه وملابساته.

واعتبرت ان هذا الموقف يتناقض مع الاهداف الحقيقية للاجراءات المغربية، التي تتوخى محاربة الاتجار في المخدرات ومحاربة الارهاب الدولي والتصدي للهجرة غير الشرعية وهي أولويات تقع كلها ضمن أولويات الاتحاد الاوروبي.

وفي دمشق، اعتبر الاتحاد البرلماني العربي ان اقامة المغرب لمركز مراقبة في جزيرة ليلى ممارسة طبيعية لشأن من شؤون سيادته على جزء من ترابه الوطني. وأكد الاتحاد في بيان صدر أمس من دمشق التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد البرلماني العربي، تضامنه مع المغرب ومساندته ودعمه لسيادة المملكة المغربية على كامل ترابها الوطني. واعرب الاتحاد عن استغرابه للمواقف التصعيدية التي اتخذتها بعض الأطراف التي تدعي العمل على استتباب الأمن والسلام في حوض البحر الابيض المتوسط، في تأييدها لاسبانيا في احتلالها لأراضي في قارة أخرى وداخل دولة مستقلة ذات سيادة في مجافاة صريحة لحقائق التاريخ والجغرافيا. وبخصوص موقف حلف شمال الاطلسي «ناتو»، قالت مصادر مغربية إن موقف الحلف لم يتغير من موضوع الخلاف بين مدريد والرباط حول الجزيرة، وأن جوهر موقف «الناتو» قائم على اعتبارها مشكلة ثنائية.

وفي باريس، قال دومنيك دو فليبان وزير الخارجية الفرنسي ان «من عادة فرنسا القيام بدور التهدئة لحل المشاكل بين المغرب واسبانيا اللذين يعتبران صديقين اكثر قربا من فرنسا». وأكد دو فليبان الذي كان يتحدث بخصوص الازمة بين المغرب واسبانيا حول جزيرة «ليلى» ضمن برنامج سياسي بثته اذاعة «اوروبا 1» ان فرنسا والاتحاد الاوروبي بطبيعة الحال يتجهان نحو القيام بدور التهدئة والتشجيع لدى البلدين اللذين يعتبران صديقين اكثر قربا من فرنسا من اجل تسوية سلمية للازمة بينهما حول جزيرة «ليلى».

وفي موسكو، اعربت وزارة الخارجية الروسية عن «قلقها» ازاء التوتر المتزايد بين اسبانيا والمغرب. واكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر مساء اول من امس ان «روسيا تشعر بالقلق من التوتر المتزايد بين اسبانيا والمغرب بسبب نزول جنود مغاربة على جزيرة بيريخيل». واضاف البيان «نحن مقتنعون بأن البحث عن حل لهذه المشكلة يتم عبر المفاوضات والجهود السلمية». وفي بروكسل، تعقد لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي والمجموعة البرلمانية المكلفة العلاقات مع المغرب العربي اجتماعا استثنائيا مشتركا يوم الثلاثاء 23 يوليو (تموز) الجاري، لبحث الوضع في جزيرة ليلى، وفق ما اعلن امس البرلمان الاوروبي.

واوضح بيان صادر عن البرلمان الأوروبي انه من المقرر ان يشارك في الاجتماع وزير الخارجية الدنماركي (او ممثل عنه) الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والمفوض الاوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن.

واضاف البيان ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي، المار بروك، ورئيس المجموعة البرلمانية للعلاقات مع المغرب العربي جيراردو غاليوتي، اعربا عن «قلقهما الشديد» ازاء الوضع في جزيرة ليلى.

واعتبرا ان «موقف الحكومة المغربية لا يتواءم مع العلاقات القائمة بين الاتحاد الاوروبي والمغرب المبنية على اتفاق الشراكة» بينهما.