البنتاغون: طائرة إيه سي ـ 130 تعرضت لنيران معادية في سماء أرزكان

TT

واشنطن ـ وكالات الانباء: قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) مساء اول من امس ان طائرة حربية اميركية تسببت في مقتل عشرات الافغان في حفل زفاف تعرضت لنيران معادية مباشرة وذلك بعد ان ألقى مسؤول عسكري كبير شكوكا فيما يبدو على ذلك الموقف.

وفي بيان رسمي يوضح التصريحات التى ادلى بها في افادة صحافية في وقت سابق قال البنتاغون: «ان الطائرة، وهي من طراز ايه سي ـ 130، اطلقت عليها قوات معادية النيران». ووضع البنتاغون تقييمه على اساس تقارير من القوات الاميركية التي شاركت في العمليات.

وقال البيان: «الافراد على متن الطائرة ايه سي ـ 130 ابلغوا ايضا عن نيران ارض ـ جو موجهة اليهم، كما شاهدت القوات البرية الاميركية ايضا نيرانا موجهة الى الطائرة الاميركية اثناء العملية». وفي وقت سابق قال الجنرال جون روزا نائب مدير هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي في البيان الصحافي المعتاد في مقر وزارة الدفاع الاميركية :«لا استطيع ان اقول على سبيل الجزم ان الطائرة (ايه سي ـ 130) قد تعرضت لاطلاق النار عليها.. لا علم لي بذلك، ومن المحتمل جدا ان يكون الامر كذلك».

وكان الحادث الذي وقع في الاول من الشهر الجاري في اقليم ارزكان في وسط افغانستان قد اثار توترا في العلاقات بين كابل وواشنطن. ويقول الافغان ان مدنيين قتلوا اثناء مشاركتهم في حفل زفاف تطلق فيه الاعيرة النارية في الهواء طبقا للتقاليد، بينما يقول مسؤولو الجيش الاميركي ان طائرة حربية من طراز ايه سي ـ 130 ردت على نيران معادية من الارض. وتقول الحكومة الافغانية ان 48 شخصا قتلوا واصيب 117 اخرون بجروح في الحادث الذي وقع في قرية ديس راود الواقعة في الاقليم الذي ينحدر منه زعيم طالبان الملا محمد عمر الذي لا يعرف مكانه حاليا.

ولكن روزا قال: «من المؤكد انه كانت هناك نيران ارضية وتعرضت قواتنا لاطلاق النار عليها.. كان هناك اطلاق نار في الجو،وشاهد الناس ذلك،ولكن عند تحديد ما اذا كانت تلك النيران موجهة للطائرة ايه سي ـ 130 ،لا استطيع ان اؤكد لكم ذلك.. لا اعلم ان كانت (النيران) موجهة ضد الطائرة ام لا.. ولكن من المؤكد انه كان هناك نوع من النيران».

وقالت فيكتوريا كلارك المتحدثة باسم وزراة الدفاع الاميركية ان التحقيق في الحادث سيوفر قدرا اكبر من المعلومات بشان ما حدث هناك. واضافت: «هناك الكثير من المعلومات الهامة التي ليست لدينا في الوقت الراهن،لذلك اعتقد ان علينا ان ندع التحقيق يؤدي الغرض المفترض من ورائه وهو الوصول الى هذه الاجابات».

وقال نائب وزير الدفاع بول وولفويتز الذي زار افغانستان يوم الاثنين الماضي ان القوات الاميركية ستحاول تجنب وقوع اضرار في صفوف المدنيين لكن ليس هناك ضمانات كاملة لذلك. واضاف:«نحن نأسف اشد الاسف في اي وقت لمقتل ابرياء وكل الادلة تشير الى ان ابرياء قتلوا في ارزكان».

والى ذلك قالت الحكومة الافغانية امس ان زيارة مقررة لفريق تحقيق تابع للجيش الاميركي للقرىة الافغانية التي هاجمتها الطائرات الاميركية في وقت سابق هذا الشهر قد ألغيت. ويزور البريجادير جنرال انتوني برزيبايسلاوسكي، من القوات الجوية الاميركية، افغانستان حاليا ليقود التحقيق في الواقعة التي تقول الحكومة الافغانية ان 48 مدنيا قتلوا فيها واصيب 117 بجروح.

ووعدت الدولتان باجراء تحقيق رسمي في الواقعة المتعلقة بقصف حفل زفاف والتي اغضبت الشعب الافغاني، وكانت بمثابة كارثة لجهود العلاقات العامة التي يقوم بها الجيش الاميركي في اطار ملاحقته لمقاتلي تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامة بن لادن وحركة طالبان. وقال عريف خان نورضائي وزير شؤون الحدود والقبائل ان الفريق الاميركي لن يزور اقليم ارزكان كما كان مقررا من قبل. واضاف: «لا حاجة لزيارة الفريق.. الجزء الرئيسي من التحقيق استكمل ولذلك لن يذهبوا».

وزار فريق اميركي ـ افغاني مشترك المنطقة بعد الغارة مباشرة والتي شنت في الاول من الشهر الجاري على عدة قرى. ولم تؤكد التحقيقات الاولية عدد الضحايا الذي اوردته الحكومة الافغانية وهو 48 قتيلا بعد ان قال محققون اميركيون انهم لم يروا سوى خمسة قبور. لكن رغم عدم حل اي من هذه الخلافات في ما يبدو، قال نورضائي انه لا حاجة للمزيد من التحقيقات. لكنه اشار الى ان مسؤولين من الجانبين سيجرون مزيدا من المحادثات في كابل. كما ان هناك خلافا على معلومات المخابرات التي ادت الى محاصرة القرية التي اقيم فيها الزفاف.

وقال الجيش الاميركي انه تلقى معلومات من العديد من المصادر الموثوق فيها، تفيد بأن زعماء بارزين من طالبان مختبئون في القرية. بينما يقول المسؤولون المحليون ان القوات الاميركية ابلغت بمعلومات خاطئة، وطالبوها بتسليم المرشدين. وقال نورضائي ان «التحقيقات المستقبلية ستتركز على كيف وقع الهجوم؟ اذا كان قد وقع بسبب تقارير المرشدين فسيتعين تسليمهم لنا». واضاف ان الولايات المتحدة وعدت بتسليم المرشدين للسلطات الافغانية، ووعدت كذلك باعادة بناء المدارس والجسور والطرق التي دمرت على مدى 23 عاما من الحرب في اقليم ارزكان. وقال: «ليس هذا تعويضا بل لفتة مساعدة».