بوش وباول يطلعان الوزراء العرب على التدابير الأمنية وواشنطن لا تمانع في أن يبقى عرفات رئيسا رمزيا

TT

في اطار الجهود المكثفة والعمل لاحلال السلام في الشرق الاوسط من المقرر ان يكون الرئيس الاميركي جورج بوش اجرى محادثات في البيت الابيض في وقت متأخر من امس مع (الترويكا العربية) وزراء خارجية المملكة العربية السعودية الامير سعود الفيصل، ومصر احمد ماهر، والاردن مروان المعشر، تتعلق بالازمة الراهنة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وموضوع اصلاح المؤسسات الامنية والسياسية الفلسطينية.

والموضوع الذي يطالب به الرئيس بوش هو تغيير القيادة الفلسطينية والتعامل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وتطبيق الرؤية التي عرضها الرئيس بوش في خطابه في الرابع والعشرين من الشهر الماضي بشأن الشرق الاوسط. والعملية التي تهدف الى اقامة دولة فلسطينية خلال ثلاثة اعوام.

وقبل اجتماع الوزراء الثلاثة مع الرئيس بوش، عقد الامير سعود الفيصل اجتماعاً ثنائيا مع نظيره الاميركي كولن باول، ثم اجرى الوزير باول محادثات مع الوزراء الثلاثة على مأدبة غداء اقامها على شرفهم.

وفي تصريحات وزير الخارجية المصري ماهر للصحافيين قبل الاجتماع قال عندما سئل عن تقرير صحافي جاء فيه ان الوزراء الثلاثة سيقدمون للرئيس بوش خطة مفصلة لاقامة حكومة فلسطينية، ودستور مكتوب «ان ما سنطرحه هو افكار او خريطة عمل لتنفيذ العناصر الايجابية في خطاب الرئيس بوش، وتنفيذ ما هو مطلوب من الطرفين»، وبسؤاله عن الخطة التي اشار اليها تقرير واشنطن بوست قال: ان الخطة هي المبادرة العربية التي تبعتها قمة بيروت اواخر مارس (آذار) الماضي.

وبالنسبة لتنحية عرفات قال انه ما من قيادي بديل بمكانته الادبية ويستطيع التوقيع على اتفاق سلام. وقال: ان هناك خلافا على موضوع تنحية عرفات. وانه لا بد من طلب تنفيذ اجراءات من الطرفين، وليس من طرف واحد فقط، «وان ما سنطرحه على الرئيس الربط بين كل العناصر الايجابية ببعضها، واضافة افكار جديدة للتوصل الى خريطة تقودنا الى النتيجة التي نريدها كلنا.. وهو دولة فلسطينية». ولكن الوزير ماهر لم يتطرق الى تفاصيل الافكار الجديدة.

وقال: ان اللجنة الرباعية واميركا متفقتان على ضرورة التقدم الى الامام. وانتقد تأجيل المسار السياسي حتى يتوفر الامن. ولان الامن لا يتوفر الا اذا تم خلق المناخ السياسي الذي يوفر الامن للفلسطينيين. وان الامن لا يمكن ان يتحقق الا مع البدء بالمسارات.

وبالنسبة لخطاب بوش الذي عرض فيه رؤيته قال «انه ليس نقشاً على صخر» وان هناك مرونة للاخذ والعطاء للتوصل الى صيغة مشتركة مقبولة من الاطراف. وقال: «ان هناك افكارا لا نوافق عليها في الخطاب، ولكن هناك مرونة، واخذا وعطاء».

وقال: ان مصر مستعدة للمساعدة في تشكيل قوة امن فلسطينية في غزة، ولكنها لا تستطيع القيام بشيء في ضوء اعادة الاحتلال والتوغل. وقال: انه لا بد من انهاء الاحتلال.

وسئل عن دور سورية فقال انه اذا اعطيت الفرصة لسورية فانها ستشارك في العمل. لان سورية وافقت على المبادرة العربية دون تحفظ. ومن جهة اخرى قال مسؤول في الادارة قبل المحادثات ان الرئيس بوش والوزير باول سيطلعان الوزراء على تفاصيل التدابير الامنية التي تعمل اميركا عليها. وسيؤكد ضرورة المضي قدما في تطبيق الاصلاحات الامنية والسياسية. واشار المخل ا الى اعتقاد الادارة الراهن وهو انه لا يمكن تحقيق تقدم بقيادة عرفات. وان الادارة لا تمانع في ان يبقى رئيساً احتفاليا (رمزيا).

وقال: ان الرئيس بوش سيؤكد على مصداقية الولايات المتحدة وانها ملتزمة القيام بدور الوسيط النزيه، وان الولايات المتحدة ستعمل مع الشركاء العرب بشكل منصف.

وقال مسؤول في الادارة الأميركية لـ«الشرق الأوسط» ان المحادثات على مأدبة الغداء بين الوزير باول والوزراء العرب الثلاثة تركز على شرح كيفية تطبيق الاصلاحات، واعادة بناء وتدريب قوى الأمن الفلسطينية.

وقال: ان التقارير الصحافية عن خطة مفصلة سيقدمها الوزراء الثلاثة للرئيس بوش كلام مبالغ فيه، وان ما سيطرحونه كما قال المسؤول في تصريحاته قبل الاجتماع هو افكار عملية تتعلق بما يجب على الأطراف القيام به، وحول قول الوزير المصري ماهر ان ما سيطرحونه هو المبادرة او الخطة التي تبنتها القمة العربية قال المسؤول: ان هذا هو الوصف الصحيح لما سيطرحونه.

وقال: اننا نريد ان تبقى مصر والأردن معنيين في التعاون معنا في مجال اعادة تدريب وبناء قوى الأمن الفلسطينية، وبسؤاله عما اذا كانت مصر ستقوم بالتدريب واعادة البناء للقوى الأمنية في غزة والأردن في الضفة قال: «اننا لم نصل الى هذا المدى بعد وان ما قدمناه هو اننا شرحنا ما عندنا واستمعنا الى ما عندهم»، وقال: ان ما نريده لقوى الأمن الفلسطينية ألا تكون عبارة عن «جيوش صغيرة» وانما قوى أمن وطنية تعمل لخدمة ومصلحة الفلسطينيين، وقال «اننا نريد مساعدة الدول العربية المعنية بذلك».

وقال: ان الوزراء الثلاثة طرحوا ايضاً ما يجب على اسرائيل ان تقوم به من خطوات، والمقصود بذلك انهاء احتلالها للأراضي والمدن الفلسطينية، والانسحاب منها فوراً حتى يمكن تطبيق الاصلاحات.

وقال: ان هناك افكاراً نتفق عليها، وأخرى لا نتفق ونتباحث للاتفاق عليها وهذا أمر طبيعي.