وزير خارجية أميركا يطلب من إسبانيا والمغرب مباشرة الحوار بشأن «ليلى»

السعودية تعلن وقوفها الى جانب الرباط وتأسف لاستخدام إسبانيا القوة * موسى إلى مدريد الأسبوع المقبل وشلقم يزور البلدين

TT

طلب كولن باول، وزير الخارجية الاميركي، من اسبانيا والمغرب ان يباشرا محادثات من شأنها ان تؤدي «الى عدم بقاء اي منهما في جزيرة» ليلى، لأن وجود قوات لا يساعد «سوى على صعوبة الحوار». وفي تصريحات لوكالات انباء اجنبية، لم يرد باول الخوض في الحديث عن النزاع حول السيادة على الجزيرة. وقال «هذا امر يجب حسمه بين الطرفين».

واعرب باول عن رضاه لكون العمل العسكري الاسباني لم يسفر عن سقوط جرحى. وقال عميد الدبلوماسية الاميركية: «المهم هو ان يتفق الجانبان على اجراء حوار يستثني وجود اي منهما في الجزيرة، لأن ذلك يضع صعوبات في وجه الحوار»، مضيفا «كنا نفضل حلا لا يتطلب هذا النوع من العمل». واكد باول «نبدي رضانا على عدم سقوط جرحى وعدم قيام نزاع في الجزيرة». وتابع: «الآن قد انتهى الاجراء وعلى الطرفين البحث عن سبيل لبدء الحوار»، مؤكدا انه كان على اتصال مستمر مع وزيرة الخارجية الاسبانية آنا دي بالاثيو ونظيرها المغربي محمد بن عيسى. واكد باول ان الطرفين ابديا خلال تلك المحادثات «استعدادهما لبدء حوار»، واعتبر ان التصريحات الاخيرة لكلا الحكومتين «توحي بامكاننا الانتقال من العمل في الجزيرة (ليلى) الى الاجتماعات داخل المكاتب». كما اشار باول الى ان مساعده ريتشارد أرميتاج كان في اتصال مستمر مع الحكومة الاسبانية منذ بدء الاجراء العسكري واتصل به هاتفيا لابلاغه بما حدث. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد بوشر قد اشار في مؤتمر صحافي قبل ذلك الى ان «ايا من الطرفين لم يبلغنا مسبقا بتنفيذ الاجراءين العسكريين». وتوجه عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية ليبيا، امس الى كل من اسبانيا والمغرب للتباحث مع المسؤولين في البلدين حول سبل تهدئة الوضع وابلغهما موقف بلاده، وقلق الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إزاء الخلاف الدائر بين البلدين.

والتقى شلقم قبل ذلك مع السفير الاسبانى خوسي لويس تابيا، والقائم بالاعمال المغربي في طرابلس، بوسلهام البوخاري، كل على حدة، حيث اطلعاه على وجهة نظر بلديهما بشان الخلاف القائم بينهما حول جزيرة «ليلى».

وذكر مصدر اعلامي رسمي ليبي ان شلقم اكد للدبلوماسيين خلال اللقاء الذي جرى امس ما يوليه العقيد القذافي من اهمية لهذا الموضوع حرصا منه على استقرار الامن والتعاون في منطقة البحر الابيض المتوسط بما يعزز التعاون المشترك بين الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي، خاصة ان ليبيا تترأس حاليا مجموعة «خمسة زائد خمسة» التي تضم دول اتحاد المغرب العربي، ليبيا والمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا، من جهة، واسبانيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال ومالطا من جهة اخرى.

ومن المزمع ان يسافر الى مدريد في الأسبوع المقبل، عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، للتداول مع السلطات الإسبانية حول النزاع بين اسبانيا والمغرب على جزيرة ليلى، حسب ما علمته وكالة الأنباء الإسبانية «افي» من ناطق رسمي من الجامعة العربية في القاهرة. واوضح مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية، هشام يوسف، ان موسى سيتحدث حول مسألة ليلى مع وزيرة الخارجية الاسبانية وانه «لا يخطط في الوقت الحاضر لزيارة المغرب، مع انه يقيم اتصالات مع وزير الخارجية المغربي، محمد بن عيسى، بشأن هذه القضية». ولم يحدد يوسف موعد سفر موسى الى اسبانيا، غير ان مصادر الجامعة العربية اشارت الى ان الزيارة ستكون بين يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. ودعت تونس امس كلا من المغرب واسبانيا الى «توخي الحوار والتفاوض» حول نزاعهما بشأن جزيرة ليلى، وذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية التونسية.

وجاء في البيان «انطلاقا من اواصر الاخوة والتضامن التي تجمع تونس والمملكة المغربية الشقيقة واستنادا الى علاقات الصداقة التقليدية التي تربطها والمملكة الاسبانية، وامام تصاعد مظاهر التوتر المؤسف بين البلدين الجارين، فان تونس لتعرب عن عميق انشغالها ازاء هذا الوضع».

واضاف ان تونس «تناشد البلدين ان يتمسكا بتوخي الحوار والتفاوض كسبيل امثل لتجاوز كل ما من شانه ان يساهم في تعكير مناخ العلاقات التاريخية والتقليدية التي تجمعهما، والتي استندت دوما الى احترام اصول حسن الجوار والتعاون البناء الذي ما انفك يطبع علاقات الضفتين الجنوبية والشمالية للمتوسط».

واشار البيان الى «الحرص والتطلع المشترك لتعزيز الفضاء المتوسطي الذي تصبو اليه شعوب ودول الضفتين على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في كنف استتباب السلام والامن والاستقرار للجميع».

وفي داكار، اعلنت الحكومة السنغالية عن وقوفها الى جانب المغرب في النزاع القائم بينه وبين اسبانيا حول جزيرة ليلى.

واكدت الحكومة في بيان دعمها للمغرب في هذه القضية، داعية الطرفين «الى بدء الحوار او اللجوء الى تحكيم دولي». واشار البيان الى ان الحكومة السنغالية «تلقت باندهاش نبأ النزاع الطارىء بين المغرب واسبانيا».