نيودلهي ـ وكالات الأنباء: انتخب عالم الصواريخ الهندي المسلم ابو البكر زين العابدين عبد الكلام باغلبية ساحقة امس رئيسا للهند، وهو منصب شرفي الى حد كبير في ثاني اضخم بلد في العالم من حيث عدد السكان. وتأكد فعليا فوز عبد الكلام في المجمع الانتخابي للمشرعين على المستوى القومي والولايات، بعدما فاز بتأييد جميع الاحزاب السياسية عدا الشيوعيين قبل التصويت. ومن المقرر ان يؤدي اليمين الدستورية يوم الاربعاء القادم قبل ان يتولى رسميا المنصب لولاية مدتها خمسة اعوام.
وقاد العالم البارز عبد الكلام برنامج الصواريخ الهندي، وهو يحظى باحترام كبير. وقال محللون ان اختياره من جانب الحكومة التي يهيمن عليها القوميون الهندوس في نيودلهي خطوة تهدف لاسكات المنتقدين لاسلوب تعاملها مع احداث العنف الدامية التي وقعت بين الهندوس والمسلمين في فبراير (شباط) ومارس (اذار) الماضيين.
وقال المسؤول الانتخابي ر. تريباثي ان عبد الكلام (71عاما) فاز بتأييد 4152 صوتا من اجمالي 4785 صوتا في اقتراع اجري يوم الاثنين الماضي، ليسجل فوزا ساحقا على منافسته لاكشمي ساجال (87 عاما) العضو السابق في الجيش الهندي الوطني الذي حارب من اجل الاستقلال.
ومنصب الرئاسة في الهند رمزي بصورة رئيسية بحسب الدستور. الا ان بعض الرؤساء نجحوا، في الماضي، في ترسيخ بعض السلطة واثروا احيانا على قرارات حكومية. وسيخلف عبد الكلام الرئيس الحالي كوشيريل رامان نارايانان الذي ستنتهي ولايته الخمسية في 24 الجاري.
وعبد الكلام الذي تصفه الصحافة بأنه «الرجل الصاروخ»، مستشار علمي سابق للحكومة. ولعب دورا اساسيا في اعداد البرامج النووية والبالستية والفضائية في الهند. وقام هذا العالم بادارة برنامج تطوير الصواريخ الموجهة من 1983 حتى تقاعده عام 2000. وبدأ عبد الكلام وهو من منطقة تاميل نادو (جنوب شرق الهند) حياته العملية عن طريق بيع الصحف.
ويصبح عبدالكلام بذلك ثالث رئيس دولة مسلم في تاريخ الهند الحديث. ويفتقر عبد الكلام الى الخبرة السياسية، مما اثار تحفظات البعض في الهند. من ناحية اخرى، يعتقد كثيرون ان اختياره سينفخ روح الحياة في منصب رئيس الدولة بشعره الابيض الكث ولباسه البسيط. .