.. وأجهزة الأمن الأميركية تحقق في نشاطات مسجد في سياتل بعد احتجاز إمامه بشبهة العلاقة بـ«القاعدة»

TT

يصر الرجال الذين يؤدون الصلاة في مبنى حجري في سياتل يطلقون عليه اسم «مسجد التقوى» على انهم لا يمثلون اي تهديد. واكد عبد الحكيم، وهو واحد من المصلين «لسنا ارهابيين ولا نصنع قنابل. ومكتب المباحث الفيدرالي يتصيد».

ثم بدأ عبد الحكيم يردد بعض الافكار الاخرى وهو يقف خارج المسجد: حرب اميركا ضد الارهاب اصبحت حربا على الاسلام. لا يمكن لطيارين هواة ان يرتطموا بطائرة ركاب نفاثة في ناطحة سحاب. وهل بن لادن هو العقل المدبر حقا وراء هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي؟

مثل هذه الافكار هي التي جعلت مجموعة صغيرة من المتطرفين المرتبطين بهذا المسجد محط اهتمام قوة عمل خاصة في الشمال الغربي للولايات المتحدة. ويحقق مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) وغيره من السلطات في ما اذا كان هؤلاء الرجال على علاقة مع شخص مشتبه في انتمائه الى «القاعدة» مسؤول عن التجنيد في لندن، وما اذا كانوا قد زاروا مزرعة نائية للاغنام في ولاية اوريغون لاستخدامها في التدريب.

ويلتزم المسؤولون عن اجهزة وهيئات تطبيق القانون الصمت حول هذا الموضوع، وقد القوا القبض على رجل واحد لعلاقته بالموضوع هو سامي عثمان وهو امام سابق لمسجد سياتل احتجزته الشرطة في شهر مايو (ايار) الماضي واتهم بمخالفة قوانين الهجرة وحيازة سلاح بطريقة غير قانونية. ولم توجه الى عثمان البالغ من العمر 32 سنة، وهو مواطن بريطاني ويعيش في بلدة تاكوما، القريبة من سياتل، اية تهم ارهابية.

ومن غير المعروف ما اذا كان عثمان مجرد خطيب راديكالي او حليف خطير لـ«القاعدة». وذكر محامي عثمان روبرت لين للصحافيين ان موكله لم يكن طرفا في الاعمال الارهابية. ولكن المحققين قالوا ان تفتيش منزله كشف عن اوراق كتبها ابو حمزة المصري الذي يعيش في لندن.

وزعمت صحيفة «سياتل تايمز» ايضا ان مساعدا لابو حمزة الاصولي المصري المقيم بلندن زار عثمان قبل ثلاث سنوات في مسكن بمزرعة استأجره مع اسرته لعدة شهور في بلاي بولاية اوريغون، وهي بلدة منعزلة لا يزيد عدد سكانها عن عدة مئات تقع بالقرب من حدود كاليفورنيا.

وقد لفتت اقامة عثمان في مزرعة بلاي انظار هيئات تطبيق القانون منذ البداية. وذكر مسؤول الشرطة المحلية تيم ايفنغر، ان حوالي 10 مسلمين اقاموا في المزرعة لفترة قصيرة عام 1999 وربما تدربوا على الرماية، ولكنه اعرب عن شكه في انها استخدمت لتدريب الارهابيين.

وخارج المسجد ذكر عبد الحكيم، وهو اميركي اسود اعتنق الاسلام، ان المترددين على المسجد ذهبوا الى بلاي بحثا عن مكان يربون فيه الماشية للحصول على لحم حلال، ولكنهم تخلوا عن الفكرة.

وسخر من تقارير تشير الى ان المسلمين استخدموا المزرعة للتدريب على الرماية. وقال «اذا اطلق مسلم النار في المزرعة يصفونه بالارهاب. اما اذا فعل ذلك اي شخص آخر، فهو صياد».

ووصف المترددون على المسجد الذي يقع على بعد عدة اميال شرق وسط مدينة سياتل، عثمان بأنه ميكانيكي وجندي احتياطي في البحرية لا يكره الولايات المتحدة. وقال عمر حاشي «لم اسمعه يذكر اي شيء عن الارهاب. هذا جنون».

من ناحية اخرى اصدر اثنان من المترددين على المسجد يبدو انهما تعرضا لاستجواب من قبل مكتب المباحث، وهما جيمس ومصطفى اوجاما، بيانا هذا الاسبوع ينفيان فيه انهما ارهابيان. وهما شقيقان نشآ في سياتل واعتنقا الاسلام. وكانت صحيفة «سياتل تايمز» قد نشرت ان المحققين يعتقدون ان جيمس قام بنشر تعاليم اسلامية متطرفة على الانترنت في موقع للمسجد يديره ابو حمزة واصطحب اثنين من ممثلي المسجد الى مزرعة اوريغون.

وفي بلاي تذكر السكان رؤية عثمان وغيره من المسلمين في المنطقة ولكنهم اختلفوا حول ما اذا كانت نشاطاتهم مثيرة للشك ام لا. فقد ذكر البعض ان الرجال لم يتصرفوا بأية طريقة تثير الشك وكانوا ودودين، بينما ذكر آخرون انهم كانوا متباعدين.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»