ضجة في الكنيست بسبب بيان للتيار الديني المتزمت يصف الجيش الإسرائيلي بـ«بيت الدعارة الوطني»

TT

شهدت لجنة النظام في الكنيست الاسرائيلي، امس احدى الجلسات الاكثر صخبا في تاريخها. ودخل النواب العلمانيون في صدام مع النواب المتدينين المتزمتين وصل الى حافة الاشتباك بالأيدي، وذلك على خلفية صدور منشور يعتبر الجيش الاسرائيلي «بيت دعارة».

وقد رفض النواب المتدينون الاعتذار عن هذا المنشور او التحفظ عليه، ووافقوا فقط على اصدار قرار عام باسم اللجنة كلها يدين المنشور.

وتعود هذه القضية الى الخلاف مع المتدينين المتزمتين بخصوص خدمة ابنائهم في الجيش. فالمعروف ان الشباب المتدين معفى من الخدمة الاجبارية في الجيش. وهذا الامر يثير موجة من الاحتجاج الواسع في صفوف الشباب العلماني وكذلك التيار الديني الصهيوني (الذي يخدم ابناؤه الذكور في الجيش)، ويديرون معركة تحت عنوان «المساواة في الدم»، يتهمون فيها المتدينين بأنهم «عَلَقَةٌ» على المجتمع، اذ انهم لا يخدمون في الجيش ولا يخاطرون بحياتهم، ومع ذلك فانهم يقبضون مخصصات مالية (من مدارسهم الدينية) من مؤسسة التأمين الوطني. ومع ان اكثرية 75% من المواطنين اليهود تؤيد العلمانيين في توجههم، الا ان الاحزاب الحاكمة في اسرائيل ترضخ لارادة الاقلية الدينية المتزمتة، وتقف الى جانبها في الموقف من رفض الخدمة العسكرية. والسياسي الاسرائيلي البارز الوحيد الذي تجرأ على الاعلان عن خطة ترمي الى تجنيد المتدينين، وهو ايهود باراك، هزم شر هزيمة في الانتخابات وتسبب المتزمتون المتدينون في سقوط حكومته.

وهناك انقسام في حزب العمل الاسرائيلي العلماني تجاه هذا الموضوع، قسم يطالب بمحاربة المتدينين على المكشوف والاصرار على علمانية الدولة العبرية وفصل الدين عن الدولة، وقسم يؤيد النهج التقليدي المتبع في اسرائيل منذ تأسيسها ألا وهو مسايرة المتدينين والرضوخ لإملاءاتهم. ويوم امس قام احد عناصر التيار الاول في العمل، النائب يوسي كاتس، بالمبادرة الى سن قانون يلزم الشبان (الذكور) المتدينين بالخدمة الوطنية لمدة اسبوعين فقط بدلا من الخدمة العسكرية الالزامية لمدة 3 سنوات. ولكن حتى هذا الاقتراح رفضوه، وردوا عليه بغضب، وهددوا بالانسحاب من الحكومة اذا لم يسقط.

وبالفعل، رضخ الليكود وحزب اليمين المتطرف «الاتحاد القومي» لارادتهم، وصوتوا الى جانبهم، وأسقطوا الاقتراح في اللجنة (بأكثرية 8 ـ 6). وسيتم التصويت عليه في جلسة الكنيست العمومية غدا.

وكان المنشور المذكور أعلاه قد صدر ضمن رد المتدينين المتزمتين على حملة العلمانيين تجاه الخدمة العسكرية، واختاروا له العنوان «لا تكن مثلهم». وجاء فيه ان «العلمانيين والليبراليين يحرضون الشبان اليهود ويحاولون دفعهم كالقطيع الى بيت الدعارة الوطني المسمى جيش الدفاع الاسرائيلي».

وفي بداية الجلسة امس طلب رئيس حزب شنوي، النائب يوسف لبيد، المعروف بموقفه العلماني المتزمت، ان يعتذر النواب المتدينون عن هذه الكلمات وان يتنصلوا منها، فرفضوا. فقال لهم: «هذه هي الإباحية الحقيقية التي تعلمونها لأولادكم في المدارس».

وعلى اثر ذلك قرر حزبا «شنوي» و«ميرتس» اقتراح نزع الثقة عن حكومة شارون.