مبارك: أخطاء 23 يوليو لا تحجب إنجازاتها وأنصح إسرائيل بعدم إهدار فرصة السلام

TT

شهد الرئيس المصري حسني مبارك أمس بمقر الكلية الحربية في القاهرة احتفالية مصر والقوات المسلحة بمرور خمسين عاماً على ثورة يوليو (تموز). وحضر، الى جانبه العقيد معمر القذافي، لتخرج دفعة جديدة من طلبة الكلية تحمل اسم اللواء ممدوح جاد التهامي.

وأشار مبارك في كلمة ألقاها في الاحتفالية الى الأهداف التي حققتها الثورة، ومن بينها الخلاص من السيطرة الأجنبية وتحقيق الاستقلال وتأميم شركة قناة السويس والاصلاح الزراعي، ثم جاءت ثورته البيضاء كي تصوغ من هذه الأهداف برنامج عمل وطني التزمت بتحقيقه وخاضت من أجله معاركها المتتابعة في الداخل والخارج.

وأضاف ان الذين يحاكمون ثورة يوليو بمعايير اليوم يقعون في خطأ جسيم حين يتناسون انها واجهت ظروفاً داخلية صعبة وقامت في ظل تحديات ومتغيرات اقليمية وعالمية تعين عليها مواجهتها والتعامل معها كي تحافظ على استقلال قرارها الوطني بعيداً عن اعتبارات الحرب الباردة وسياسات الاحلاف وصراعات القوى الكبرى.

وبرغم هذه الظروف الشائكة والتحديات المتزايدة حافظت ثورة يوليو على روحها الوطنية الأصيلة وقدمت لشعبها انجازات ضخمة عديدة. كما أحدثت تحولاً عميقاً في تاريخ مصر انهى مرحلة وفتح الطريق امام مرحلة جديدة زادت من قدرة الوطن على مواصلة مسيرة البناء والتقدم. وشأنها في هذا شأن كل عمل انساني. كان طبيعياً ان تقع الثورة في بعض الأخطاء، وهي تقود معاركها المتتابعة في الداخل والخارج، غير أن تلك الأخطاء لا يمكن أن تحجب عن اعيننا الانجازات الكبرى التي حققتها والتي ستظل تشكل صفحة مشرقة من تاريخ مصر الحديث ولو كره الحاقدون والمشككون.

وتوجه الرئيس مبارك الى الشعب الاسرائيلي قائلاً ان كل ما تطالب به شعوب الاقطار العربية المجاورة بتحقيق السلام وإقامة علاقات طبيعية ورد في المبادرة العربية التي اعتمدتها قمة بيروت، وهو الالتزام بقواعد الشرعية وحكم القانون واحترام المرجعية التي ارتضاها المجتمع الدولي اساساً لتسوية النزاع والتي تقضي بانسحاب اسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الخامس من يونيو (حزيران) 1967 والتخلي عن أوهام التوسع التي لن يستقيم معها السلام والتعايش واحترام كافة شعوب المنطقة في الحياة الآمنة المستقرة.

ونصح مبارك شعب اسرائيل بألا يهدر الفرصة القائمة لاحلال السلام لتتفرغ شعوب المنطقة لمواجهة تحديات التنمية والتقدم بدلاً من اهدارها فيما لا ينفع.

وقال: «ان كل ما تطالب به الاقطار العربية المجاورة هو تحقيق السلام وتسوية النزاع في المنطقة وفق المرجعيات الدولية».

وأكد الرئيس مبارك أن اسرائيل لن تكسب شيئاً من المطالبة بتغيير القيادة الفلسطينية التي اختارها الشعب الفلسطيني بارادته المستقلة والتشبث باحتلال الأراضي وسفك الدماء وتدمير المنازل واغلاق الطرق.

وشدد على أن كل ما ينتج عن هذه السياسة هو تغليب قوى التشدد على أصوات الاعتدال وفقد ثقة الأجيال الجديدة في الوطن العربي، لافتاً الى أن اسرائيل لن تجني من وراء تلك السياسات سوى زرع الكراهية في النفوس وتصاعد الاتجاه الى العداء والتطرف.

ودعا الرئيس مبارك اسرائيل الى الانسحاب من المدن والمناطق الفلسطينية التي احتلتها وإنهاء اجتياح الاراضي الفلسطينية والاغلاق وسائر الممارسات القمعية ضد الشعب الفلسطيني والدخول في مفاوضات سياسية جادة تهدف لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة التي ستكون خير ضمان للسلام والأمن والاستقرار.