منظمة العفو الدولية تتهم السلطات الهندية بمنع دخول مندوبيها إلى ولاية غوجارات

أعمال العنف مستمرة في كشمير وإسلام آباد تكرر التزامها بتأييد «نضال شعبها»

TT

اعلنت منظمة العفو الدولية امس ان السلطات الهندية منعت مندوبيها من دخول ولاية غوجارات (في اقصى غرب الهند) حيث تزمع المنظمة المهتمة بمسائل حقوق الانسان التحقيق في المجازر الدينية التي وقعت بين الهندوس والمسلمين والتي اتهمت خلالها جهات في سلطات الولاية بالتواطؤ مع زمر هندوسية متطرفة مسلحة بمهاجمة احياء المسلمين وممتلكاتهم وتهجير اعداد كبيرة منهم. ومن جهة ثانية، تجددت اعمال العنف في ولاية جامو وكشمير الهندية (الجزء الذي تسيطر عليه الهند من اقليم كشمير) وادعت الشرطة المحلية ان شرطيا اصيب في تفجير استهدف مجمعاً فندقياً بمدينة سريناغار العاصمة الصيفية للولاية وكبرى مدنها. وقال الشرطة انها تعتقد ان جماعات استقلالية ناشطة وراء التفجير. وأوضحت منظمة العفو الدولية، ومقرها العاصمة البريطانية لندن، في بيان صحافي ان الحكومة الهندية احجمت عن منح تأشيرات دخول لمندوبيها الذين كانوا ينوون التوجه الى الهند من لندن بعدما كانوا قد حصلوا على موافقة مبدئية بمنحهم تأشيرات قبل 12 يوليو (تموز) الجاري. وتابع بيان المنظمة انها «تظن ان رفض الحكومة (الهندية الاتحادية) منح تأشيرات الدخول الى غوجارات سيعزز المخاوف بشأن وجود تواطؤ محتمل للحكومة والشرطة... بغض الطرف عن اعمال عنف وهما تحاولان الآن تغطية تورط المسؤولين عنها». ومما يذكر انه قتل اكثر من الف مسلم في غوجارات خصوصاً رداً على مهاجمة جماعة من المسلمين قطاراً يقل ركاباً هندوساً يوم 27 فبراير (شباط) الماضي وإحراقه مما أدى الى مقتل 58 هندوسياً. وما زالت اعمال العنف المتفرقة تحصل اسبوعياً على امتداد الولاية وسط ارتفاع موجة التعصب الفئوي والعداء للمسلمين. وقد اتهمت عدة منظمات مهتمة بحقوق الانسان وكذلك احزاب هندية معارضة حكومة ولاية غوجارات التي يقودها حزب «بهاراتيا جاناتا» الهندوسي المتشدد ـ الحاكم في نيودلهي ايضاً ـ بالتواطؤ في العمليات الانتقامية الدامية ضد المدنيين والقرويين المسلمين.

* الوضع في كشمير

* في هذه الاثناء، في كشمير، افاد مسؤول في الشرطة المحلية بمدينة سريناغار ان الشرطي الجريح في تفجير المجمع الفندقي امس من قوات الاحتياط المركزية، وقد اسفر التفجير ايضاً عن إلحاق اضرار اخرى للقوات. وتابع المسؤول «ان السلطات (المحلية) تعتقد ان متشددين تسببوا في الحادث والشرطة تحقق في ما اذا كان التفجير ناجماً عن قنبلة يدوية او سيارة مفخخة».

والمعروف ان نحو عشر جماعات من الثوار الاستقلاليين الكشميريين المسلمين تحارب حكم نيودلهي للولاية وهي الولاية الهندية الوحيدة ذات الغالبية المسلمة. ولم تعلن اي جماعة على الفور مسؤوليتها عن العملية، التي تزامنت تقريباً مع تكرار السلطات الباكستانية ثوابت موقفها من الازمة الكشميرية امس. ففي اسلام اباد قال وزير الاعلام الباكستاني نزار ميمن ان السياسة التى ينتهجها الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف شجّعت المجتمع الدولي على البحث عن حل لأزمة كشمير، واكد ان كشمير «جزءاً لا يتجزأ من باكستان»، وان اسلام اباد ملتزمة بدعم «نضال شعب كشمير». وما يستحق الاشارة ان هذا الموقف لقي اعتراضا من الادارة الاميركية التى رفضت فى بيان لها يوم الجمعة الماضي مطالبة باكستان بتسوية مسألة كشمير وفقاً لقرارات الأمم المتحدة التي تنص على إجراء استفتاء شعب يقرر فيه الشعب الكشميري خيار الانضمام الى باكستان او الهند، إذ تفضّل واشنطن تسوية الأزمة ثنائياً وفق تفاهمات «معاهدة شيملا» التي وقعتها الهند وباكستان عام 1972.