موسكو تقدم تنازلات لواشنطن بشأن تعاونها مع طهران

TT

موسكو ـ أ.ف.ب: قدمت روسيا امس تنازلا واضحا للولايات المتحدة، القلقة حيال مشاريع التعاون النووي بين موسكو وايران، عبر اعلانها ان تنفيذ هذه المشاريع يتوقف على «عوامل سياسية».

وجاء في بيان رسمي روسي حول المحادثات بين وزير الطاقة الروسي الكسندر روميانتسيف ووزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام «في ما يتعلق بفرص التعاون مع ايران في المجال النووي المدني، فان مشروع البرنامج على المدى الطويل الذي يمتد الى عام 2012، لا يشير الا الى الامكانات التقنية الموجودة. ان تنفيذها وقف على العديد من العوامل ومنها العوامل السياسية».

وقال ايوري كورغينيوك المحلل السياسي «هذا الامر يشبه الى حد كبير تقديم تنازل» مضيفا ان «هذا يعطي الانطباع بأن الاميركيين يرجح ان يكونوا قدموا للروس تعويضا اقتصاديا مغريا مقابل الادلاء بهذا التصريح».

واضاف «اذا لم تكشف التفاصيل بوضوح، يستطيع الطرفان ان يقولا ان القرار سياسي. ولكن يجب ان يكون التعويض مغريا. ليس هنالك اي قوة سياسية او عسكرية في روسيا قد تدعم قرار وضع حد للتعاون النووي مع ايران».

وقد أكد البيان الروسي مرة جديدة ان لا مجالات سرية في التعاون النووي بين موسكو وطهران.

وجاء في البيان «الطرفان بحثا في نية روسيا توسيع تعاونها مع ايران. وفي هذا الموضوع، اعلن الوزير الروسي انه لا يوجد اليوم اي تعاون في المجال النووي إلا بناء محطة بوشهر».

ولم تكن المباحثات بين المسؤولين الروسي والاميركي سهلة كما اظهر الغاء المؤتمرات الصحافية المشتركة.

وكان ابراهام قد دعا روسيا اول من امس الى وضع حد لتعاونها في المجال النووي مع طهران. وقال المسؤول الاميركي «لقد دعونا روسيا مرارا الى وقف اي تعاون مع ايران بما في ذلك المساعدة التي تقدمها في بناء محطة بوشهر»، متهما ايران بـ«السعي بعدوانية للتزود باسلحة نووية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل وصواريخ بعيدة المدى».

وكانت موسكو اغضبت واشنطن في اعلانها الجمعة الماضي عزمها على مواصلة وحتى توسيع برنامج التعاون النووي مع طهران.

ويلحظ هذا البرنامج بحلول 2012 بناء مفاعلين اضافيين للمحطة النووية في بوشهر (جنوب) ومحطة جديدة مزودة بمفاعلين في الاهواز (غرب).

وأكدت مصادر دبلوماسية روسية الاربعاء الماضي، ان روسيا ترغب في ان تقدم واشنطن ادلة على مخاطر انتشار السلاح النووي بسبب تعاونها مع طهران.

ويشكل التعاون النووي بين موسكو وطهران المسألة الخلافية الرئيسية بين روسيا والولايات المتحدة منذ التقارب اللافت بينهما بعد اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول). ولم تتمكن القمة الناجحة في مايو (ايار) الماضي في روسيا بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجورج بوش من ازالة هذا الخلاف.