مناقشات الكونغرس بشأن الهجوم على العراق تطرح الحاجة إلى «قوة سلام» أميركية تكلف 20 مليار دولار سنويا

TT

كشفت دراسة تفصيلية قدمت الى الكونغرس الاميركي، ان اقامة قوة حفظ سلام في العراق بعد اسقاط صدام حسين تحتاج الى 75 الف رجل وتصل تكلفتها الى 16 مليار دولار اميركي في السنة الاولى. غير ان خبيرا في شؤون الدفاع اعتبر ان الرقم متواضع.

ويتصور التقرير وهو من اعداد كولونيل متقاعد بالجيش، ان القوة يمكن ان تستمر لسنة وتشارك فيها قوات العمليات الخاصة وقوات محمولة جوا وكتائب مدفعية وفرق مدرعة ومجموعات لتدريب الشرطة. وهذه الدراسة التي قدمت الى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ اكثر طموحا من تلك التي تعد في البنتاغون.

وذكر مصدر على علم بالتخطيط ان التقديرات التي قدمها الكولونيل سكوت فيل المدير المشارك للجنة تعد خططا لمرحلة ما بعد انتهاء الصراع في العراق ربما كانت أقل من الواقع. وانه يعتقد ان القوة يمكن ان تصل الى 80 الف جندي بتكلفة سنوية تصل إلى 20 مليار دولار.

وبغض النظر عن الرقم الموجود في خطط ادارة بوش، فإن الشهادات التي القيت في اليوم الثاني للاجتماعات التي عقدتها جلسة الاستماع لجنة العلاقات الخارجية بخصوص احتمال غزو العراق اكدت المدى الهائل لعمليات عسكرية تهدف الى منع انتشار الفوضى بعد انتهاء مهمة اسقاط نظام صدام حسين.

وذكر فيل وهو المدير المشارك للدراسة الخاصة بالعراق التي اجريت تحت رعاية جميعة الجيش الاميركي ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان التخطيط لعملية اعادة البناء في العراق بعد انتهاء النزاع يجب ان تبدأ الان».

وقد دهش اعضاء الكونغرس من حجم القوة المطلوبة. وقال السناتور ريتشارد لوغر «سيكون هناك التزام هائل مادي وبشري لعدة سنوات».

ويجب ان تكون قوة حفظ السلام الاميركية في العراق ضعف حجم القوة التي ارسلت الى البوسنة عام 1995، لان امكانية اندلاع المعارك بين الجماعات العراقية من اكراد وعرب وشيعة والتهديدات الخارجية من ايران، يمكن ان تستغل الفوضى التي يمكن ان تنتشر في مرحلة ما بعد الصراع.

ومن بين مهام قوات حفظ السلام:

- ضمان مخازن ومصانع المواد البيولوجية والكيماوية.

- حراسة الحدود مع إيران.

- حراسة حقول النفط الاساسية.

- نزع سلاح وتسريح القطاعات غير الموثوق بها في الجيش العراقي.

وقد توصل فيل الى رقم 16 مليار دولار سنويا على اساس تكلفة الجندي الواحد التي تصل الى 215 الف دولار. ويمكن خفض القوة تدريجيا مع تحسن الاوضاع الامنية والاقتصادية العراقية. ولكن يمكن بقاء قوة لا تقل عن 5 الاف جندي لمدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات.

وقد لوحظ ان جلسات الاستماع التي ستستمر بعد انتهاء اجازة الكونغرس هذا الشهر افتقرت الى معارضة جادة لفكرة الغزو.

وقال السناتور جوزيف بيدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ «اذا قدمت وجهة النظر الحقيقية، فأعتقد انه (بوش) سيحصل على رد فعل ايجابي كبير».

* خدمة لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»