معركة انتخابية أميركية بين نائبة يدعمها العرب والمسلمون ومرشحة يؤيدها أصدقاء إسرائيل

TT

تقوم الجالية العربية والمسلمة هذه الايام بحملة كبيرة لدعم عضو مجلس النواب لخمس دورات، سينثيا ماكيني، ضد القاضية السابقة دينيس ماغيتي، المدعومة جزئياً من المنظمات اليهودية، واللتين تتنافسان في الانتخابات التمهيدية المقررة هذا الشهر للفوز بمنصب مرشح الحزب الديمقراطي عن ولاية جورجيا تمهيداً للانتخابات النصفية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

والمبلغ الذي حصلت عليه ماكيني في حملتها لهذا العام (235 الف دولار) جاءت ثلاثة أرباعه على الاقل من افراد عاديين من الجالية العربية والمسلمة، وغالبيتهم يقيمون خارج الولاية. وفي الوقت نفسه، فان منافستها، ماغيتي، قد بدأت بجمع مبالغ مالية من متبرعين يهود دفعتهم للتبرع بسخاء تصريحات ماكيني بخصوص الصراع في منطقة الشرق الأوسط. وتأمل ماغيتي انفاق نصف مليون دولار خلال حملة الاسابيع الثلاثة المقبلة قبل الانتخابات التمهيدية المقررة في العشرين من الشهر الجاري، حسبما افاد مساعدوها.

وفي مايو (ايار) الماضي، كانت ماكيني من بين 21 عضواً في مجلس النواب صوتوا ضد قرار مؤيد لاسرائيل تم تمريره بموافقة 352 صوتاً. ودخلت ماكيني على الخط في اكتوبر (تشرين الاول) حول القضية التي اثارتها سلطات مدينة نيويورك حين رفضت الـ 10 ملايين دولار التي تبرع بها الامير وليد بن طلال للمدينة في اعقبات هجمات 11 سبتمبر (ايلول) وأطلق معها تصريحات تنتقد الممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطيينين. وأشادت ماكيني حينها بالامير وليد بن طلال، وكتبت له قائلة «هناك اعداد متزايدة من الناس في الولايات المتحدة تدرك، مثلكم، أن سياسة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط تحتاج الى مراجعة جدية». وكانت ماكيني قد لفتت كذلك انظار الرأي العام في ابريل (نيسان) الماضي حين اصدرت بياناً مثيراً قالت فيه ان الرئيس جورج بوش كان على علم مسبق باحداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي.

وفي وقت سابق كانت قد احتدمت معركة انتخابية شبيهة بمعركة ماكيني ـ ماغيتي، وكانت بين عضو مجلس النواب ايرل هيليارد المدعوم من العرب الاميركيين، لكن ليس بدرجة اقل عن ماكيني، وارثر ديفيس الذي تلقى دعماً قوياً من المتبرعين اليهود في كل أنحاء الولايات المتحدة، وانتهت المعركة في الاخير لصالحه وفاز بترشح الحزب الديمقراطي عن ولاية الاباما.

ويتحدر كل من هيليارد وديفيس وماكيني وماغيتي من اصول افريقية، ما جعل المعركتين حول الفوز بمرشح الحزب الديمقراطي تأخذ بعداً عرقياً غير معهود، اضافة الى ابرازها للتنافس بين اليهود والمسلمين من جهة وبين اليهود والافارقة الاميركيين من جهة اخرى، وهي قضايا غالباً ما تنشط الانتخابات المحلية في الولايات المتحدة.

وقال الياه كومينغز، عضو مجلس النواب ونائب رئيس مؤتمر السود «كلما ظهرت قوى تبدو مستهدفة لعناصر من مؤتمر السود، فان القلق يعترينا جميعاً». واضاف ان عدداً من اصدقائه اليهود قالوا له «كانت هناك جهود للمساعدة في هزيمة هيليارد، وسمعت عن جهود اخرى حول سباق ماكيني». واوضح كومينغز ان اليهود والسود في الكونغرس يعقدون اجتماعات عشاء خاصة بهدف الحفاظ على علاقات جيدة بينهم.

ورأت المنظمات العربية والمسلمة ان خسارة هيليارد كانت هجوما على الدعم المتواضع الذي تحظى به داخل الكونغرس. وحث مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية (كير) اعضاء الجالية المسلمة وطلب منهم في رسالة اخيرة «دعم سينثيا ماكيني التي تعتبر خيارنا الاستراتيجي لانها مرشحة داعمة للمسلمين ومؤيدة للدولة الفلسطينية منذ اكثر من سبع سنوات». ويضيف المجلس ان ماكيني تعارض قانون الادلة السرية ومساعدة اسرائيل.

وقال بيل بانكس، مدير حملة ماكيني، ان المسلمين الاميركيين يؤيدون اعادة انتخابها لانهم «يشعرون انها تحدثت بخصوص السياسات الاميركية في منطقة الشرق الاوسط بشيء من التوازن». واوضح بانكس ان منظمة ايباك وهي اكبر منظمة لليهود الاميركيين قد جعلت ماكيني «المرشح رقم واحد التي تحاول ازاحته من الكونغرس».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»