وزير الإعلام السوداني: لم نكن نتوقع أن تفضي مفاوضات ماشاكوس إلى اتفاق

TT

أشاد مهدي ابراهيم وزير الاعلام السوداني بالموقف المصري المساند للسودان، مؤكدا انه موقف يلقى من بلاده كل التقدير. وقال المسؤول السوداني في تصريحات صحافية أمس «هذا هو عهدنا بمصر، حفية بأشقائها عامة وحفية بأخوانها من أهل السودان على وجه خاص، وتقف معنا في كل الظروف والملمات، وعوننا وسندنا في ما يحقق للسودان نهاية للحرب وتحقيقا للسلام». ووصف ابراهيم موقف الرئيس حسني مبارك بأنه كان واضحا وصريحا وقويا حيث عبر عن تقديره لأخيه الرئيس عمر البشير مؤكدا ان مصر رئيسا وحكومة وشعبا تقف بقوة مع السودان من أجل انهاء الحرب وتحقيق السلام والتنمية الشاملة التي تعود خيرا على كل مواطني السودان في ظل وحدة البلاد. وأضاف وزير الاعلام السوداني ان أساس مهمته في القاهرة هي ان يطلع الرئيس حسني مبارك على رسالة شقيقه الرئيس البشير بحيثيات ووقائع ما تم التوقيع عليه أخيرا من اتفاق بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في نيروبي.

وعما اذا كان اتفاق نيروبي يتعارض أم يتوافق مع الجهود الأخرى المبذولة لاحلال الوفاق في السودان خاصة المبادرة المصرية الليبية بشأن السودان، قال مهدي ابراهيم «ان حكومة السودان وافقت على هذه المبادرة بدون قيد أو شرط وهذه المبادرة هدفها النهائي تحقيق السلام والوفاق الوطني، واليوم في ظل مبادرة الهيئة الحكومية لدول شرق افريقيا «ايقاد» والتي كان السودان عضوا فيها منذ 8 سنوات تحقق ما يمكن ان تحققه المبادرة المشتركة أو بعض ما يمكن ان تحققه فاننا قد نستعين بها على بلوغ هذا الهدف الذي يمكن تحقيقه ونبقى مستعينين بأشقائنا في مصر والجماهيرية الليبية على مزيد من الدفع الذي يعيننا على ان نمكن كل اهداف السودان وغاياته ان تتحقق ان شاء الله».

وحول السبب في عدم الافصاح عن الاتصالات التي تمت بين حكومة الخرطوم وحركة التحرير في الجنوب قال وزير الاعلام السوداني مهدي ابراهيم «ان اطراف هذه الجولة ربما لم تكن تدري ان هذه الجولة قد تفضي الى اتفاق حيث سبقتها من قبل جولات كثيرة دون ان يتحقق من ورائها ما كان السودان يصبو إليه، وفي بعض اطوارها توحدت في شيء من الخلاف». وأضاف «لكنه في اللحظات الأخيرة قدر الله ان تسعف وان تحقق ما حققته في مذكرة التفاهم لكننا ننتظر الجولة القادمة في 12 اغسطس (آب) الحالي لتستكمل الاتفاقية بكل أبعادها في القضايا التي لم تتم مناقشتها أو القضايا التي نوقشت بصورة محدودة أو القضايا التي تستحق جهدا اضافيا يعين على ان تظهر بصورتها النهائية».

وعما اذا كانت الحكومة السودانية قدمت تنازلات في هذا الاتفاق قال «ان الحكومة السودانية حريصة على انهاء الحرب لأن الشعب عانى معاناة طويلة لعقود من الزمان وخسر كثيرا من ابنائه وامكاناته بسبب هذه الحرب الممتدة، وكثيرا ما يفرض تحقيق السلام الدخول في معارك وتحديات والصبر على مداولات التفاوض».

ومضى يقول ان أي مفاوضات هي ان تأخذ وتعطي، كما ان الطرف الآخر يأخذ ويعطي، لذلك فان حكومة السودان صبرت كثيرا على هذا الوضع، وأدارت هذه الجولة باجتهاد وبتحضير عال لوفدها الذي شارك في الاتفاق، وكنا حريصين على ان نحقق سلاما عادلا ليس فيه مزايدات وليس فيه انتصار لطرف على طرف من ابناء الوطن الواحد.

وقال المسؤول السوداني «كنا نريده ان يكون سلاما عادلا يشعر بموجبه كل ابناء السودان بأن حقهم مصان في المواطنة وفي المعايشة وفي التنمية، ولهذا فان هذه معادلة للسلام لكل السودان شماله وجنوبه وفتح لباب التنمية والتطور والنهضة للجميع، فهي انتصار للسودانيين جميعا وليس لطرف على طرف». وأكد ان السودان ـ في شماله وجنوبه ـ غالبه حريص تماما على الوحدة، حتى الأصوات التي تنادي الآن بتقرير المصير، وحتى الذين يجنحون لمثل هذا الطرح بسبب التوترات والحرب والمعاناة واللجوء والنزوح الذي طال أمده، والتأثر حتى بدول الجوار أو بالمنظمات الاجنبية أكثر من كونه خيارا واعيا، موضحا ان تقرير المصير ليس معناه اوتوماتيكيا الانفصال ولكن معناه حق الاختيار بين خيارات متعددة فيها الوحدة وفيها الانفصال.

واضاف «ان تحقيق السلام بهذه البنود ـ التي ستستكمل في نيروبي ـ قد يفرغ هذه الشحنة الهائلة جدا من الغضب والانفعال والاحساس بظلم تاريخي، والممارسة لست سنوات مطلوب فيها ـ كما تقول هذه الاتفاقية ـ ان تقوم كلها على تعزيز الوحدة وبناء التنمية وإزالة كل التوترات مع الرصيد الذي نؤمن به بأن غالبية شعب السودان حريص على أن يرى وحدته مكتملة فان غالبية أهل الجنوب ستختار الوحدة مع مواصلة الدعم من مصر والجماهيرية الليبية والسعي من أجل مصلحة السودانيين».