مقتل 50 في اشتباكات شهدت نهبا وسلبا بين التاجيك والبشتون بهرات

TT

تشامان (باكستان) ـ وكالات الأنباء: قال متحدثون باسم عرقيتي التاجيك والبشتون امس ان الجانبين خاضا معركة حامية الوطيس غرب افغانستان اول من امس، في احدث اندلاع للصراع العرقي في البلاد التي دمرتها الحرب. وقالت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية ومقرها باكستان ان 50 جنديا ومدنيا قتلوا في القتال الذي دار قرب الغريان التي تبعد نحو 65 كيلومترا غرب مدينة هرات بالقرب من الحدود مع ايران.

واضاف المتحدثون ان القوات الموالية لاسماعيل خان حاكم اقليم هرات، وغالبيتهم العظمى من التاجيك، خاضوا قتالا مع قوات خاضعة لمحمد كريم خان احد امراء الحرب المحليين. وقال نصير احمد علوي احد المتحدثين باسم اسماعيل خان، انه صدرت اوامر للقوات بشن هجوم بعد ان وردت تقارير اشارت الى ان كريم خان متورط في اعمال تهريب وسلب.

وقال علوي: «ان كريم خان يسيطر على منطقة زار كو وان هناك تهديدا امنيا بسبب وجوده». ولم يحدد علوي عدد المقاتلين والمدنيين الذين قتلوا في الاشتباكات، لكنه قال ان قوات اسماعيل خان اسرت 20 من المقاتلين المنافسين. وتابع علوي قائلا: «لم نتلق بعد تفاصيل كاملة عن عدد القتلى ، لكن طبقا لبعض التقارير فان كثيرا من المهربين لقوا حتفهم».

وقال سعيد علي، وهو احد مؤيدي كريم خان: «ان قوات التاجيك سلبت ونهبت مناطق بشتونية.. هاجموا مواقعنا مرات كثيرة مستخدمين اسلحة ثقيلة،وسلبوا ونهبوا مناطقنا واخذوا منا رهائن». واتهم قوات اسماعيل خان باحراق منازل البشتون وقال ان كثيرين حرقوا احياء. ولكن علوي نفى هذه الاتهامات.

وقالت وكالة الانباء الاسلامية ان المتحدث باسم كريم خان طالب الرئيس الافغاني حميد كرزاي والامم المتحدة بارسال وفد لمراقبة الوضع. وخاضت قوات موالية لامان الله خان احد امراء الحرب الاخرين قتالا مع اسماعيل خان الشهر الماضي، حول شينداد على بعد 120 كيلومترا جنوب هرات.

ونقلت الوكالة عن امان الله خان قوله ان القوات التاجيكية لم تحترم تعهدا باطلاق سراح اسرى احتجزتهم اثناء القتال بمقتضى اتفاق لوقف اطلاق النار توسطت فيه كابل. وتبرز الاشتباكات العرقية الجديدة قابلية تعرض افغانستان بشكل مستمر للاقتتال الداخلي، منذ ان تولت حكومة جديدة بقيادة كرزاي السلطة بعد ان الحقت قوات بقيادة الولايات المتحدة الهزيمة بطالبان العام الماضي.

والغضب يسود اساسا بين البشتون في الجنوب بسبب تقسيم السلطة بعد سقوط طالبان. وكرزاي نفسه من البشتون،لكن غالبية اعضاء حكومته ينتمون للاقلية التاجيكية في شمال افغانستان. كما يعبر الانقسام العرقي في افغانستان عن تنافس اقليمي بين ايران التي ايدت التاجيك ودول اخرى كانت مؤيدا رئيسيا لطالبان وغالبيتهم من البشتون.