تشكك أميركي وبريطاني وحذر فرنسي وترحيب روسي بدعوة العراق رئيس لجنة التفتيش عن الأسلحة إلى بغداد

TT

اعرب مسؤول في الادارة الاميركية عن الشك في دعوة العراق لرئيس لجنة الامم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) هانس بليكس لزيارة بغداد واجراء محادثات فنية مع المسؤولين العراقيين. وقال المسؤول ان الرئيس العراقي معروف باتباع اسلوب المماطلة وان سجله حافل بالخداع والتضليل والمراوغة والتهرب من تنفيذ ما تطلبه منه قرارات مجلس الامن الدولي.

واضاف: ان العراق، ورئيسه صدام حسين يعرف تماما ما هو المطلوب منه، وهو تنفيذ كامل ما تنص عليه قرارات الامم المتحدة، وان يسمح من دون اي قيد او شرط بعودة المفتشين الدوليين للتفتيش عن اسلحة الدمار الشامل لدى العراق والتخلص منها، وعدم وضع اية عراقيل امام مهمتهم. ولكنه استبعد ان ينفذ صدام حسين ما هو مطلوب منه.

واكد المسؤول الاميركي ان سياسة واشنطن حيال العراق لم تتغير وانه يجب تغيير النظام الحاكم هناك. يذكر ان الرئيس الاميركي جورج بوش قال بعد محادثاته مع العاهل الاردني الملك عبد الله اول من امس: ان سياسة حكومته وادارته نحو العراق تتركز على تغيير النظام هناك. وان هذه السياسة لم تتغير، كما انه رفض المخاوف التي عبر عنها الملك عبد الله من نتائج غزو العراق واطاحة صدام حسين، وشدد على ان سياسته هذه لم تتغير.

واكدت بغداد امس انها دعت بليكس لزيارتها بهدف تقييم المسائل المتبقية في مجال ازالة الاسلحة والاتفاق على وسائل معالجتها عند عودة نظام التفتيش الى العراق.

وفي رسالة الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان عبر وزير الخارجية العراقي ناجي صبري عن رغبة العراق في عقد «جولة من المحادثات الفنية بين الخبراء العراقيين ورئيس وخبراء لجنة المراقبة في بغداد في اقرب وقت يتفق عليه».

وجاءت الرسالة العراقية في وقت رفعت فيه الولايات المتحدة من لهجة تأكيدها بأنها ستلجأ الى توجيه ضربة الى العراق لاطاحة نظام الرئيس صدام حسين الذي تتهمه واشنطن بتطوير اسلحة للدمار الشامل.

وكان خبراء اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة، قد غادروا العراق في ديسمبر (كانون الاول) 1998 عشية توجيه ضربات اميركية وبريطانية للعراق ولم تسمح بغداد لهم بالعودة منذئذ.

وفي لندن ابدت الحكومة البريطانية شكوكا حيال دعوة بغداد لبليكس، مؤكدة ان الرئيس العراقي صدام حسين «معتاد على المناورات والألاعيب».

وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية ان «صدام معتاد على المناورات والألاعيب.

ومساره التاريخي يؤكد انه لا يفي بالتزاماته». واعتبر ان المطلوب من العراق واضح وثابت وهو ضمان وصول مفتشي الاسلحة بحرية الى اي مكان وفي اي وقت».

وبريطانيا هي الحليف الرئيسي لواشنطن وقد اكدت مرارا ضرورة «التحرك» لوضع حد للتهديد المتمثل في اسلحة الدمار الشامل التي يتهم العراق بامتلاكها او انتاجها.

اما فرنسا فردت بحذر على مبادرة الحكومة العراقية. واعلنت مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ماري ماسدوبوي «اننا ندعم كل الجهود التي يمكن ان تؤدي الى احترام العراق لقرارات مجلس الامن الدولي». واضافت «نأمل في ان يستمر الحوار بين الامم المتحدة والسلطات العراقية ضمن الاطار الذي حددته قرارات مجلس الامن على المستويين التقني والسياسي معا بما يؤدي الى الحصول من بغداد على عودة المفتشين».

وردا على سيل من الاسئلة، ذكرت مساعدة المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بالتصريحات الاخيرة للمسؤولين الفرنسيين حول العراق، في اشارة الى حث الرئيس جاك شيراك في 25 الشهر الماضي العراق على الموافقة من دون شروط على عودة مفتشي نزع الاسلحة الدوليين.

وقال شيراك «ان النظام العراقي والسلطات العراقية يفعلان خيرا اذا ما وافقا على الحل الوحيد الممكن المتمثل في الاتفاق مع الامين العام للأمم المتحدة (كوفي انان) بشأن عودة غير مشروطة لمراقبي الامم المتحدة».

من جانبهارحبت روسيا بالمبادرة العراقية، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «تعتبر موسكو اقتراح العراق خطوة مهمة نحو حل المشاكل الحالية من خلال السبل الدبلوماسية والسياسية تمشيا مع قرارات مجلس الامن القائمة».

ومنذ ايام زار نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف العراق واجرى محادثات مع مسؤولين هناك في اطار جولة في الشرق الاوسط. ودعت روسيا مرارا لحل سياسي للمسألة العراقية.