انخفاض أعداد المصريين المتجهين للدراسة في أميركا 40 في المائة منذ هجمات سبتمبر وارتفاع عدد الأميركيين الدارسين بمصر

TT

من المؤكد ان وظيفة مساعد امين صندوق اتحاد الطلاب ليست هي السبب وراء بقاء علي نبيل في القاهرة الصيف الحالي بالرغم من ارتفاع درجة الحرارة الى 46 درجة. ولكنه يفضل تحمل درجة الحرارة في مصر على «مواجهة الموقف» في الولايات المتحدة حيث كان قد قرر الدراسة لمدة عام في جامعة كاليفورنيا بلوس انجليس او جامعة ولاية بنسلفانيا.

واوضح نبيل الذي كان يتحدث في مكتب اتحاد الطلاب في الجامعة الاميركية في القاهرة «تقدمت بطلبات في فبراير (شباط) الماضي، ولكني اعدت النظر في الموضوع بسرعة».

وفي الوقت الذي يزداد فيه عدد الطلبة الاميركيين الذين يدرسون في مصر، فإن انباء التحرش واجراءات الامن المتشددة تخيف بعض الطلبة العرب، ومنعهم من تحقيق حلمهم بالدراسة في الولايات المتحدة. واستطرد نبيل قائلا «بعض الاصدقاء في الولايات المتحدة يقولون انهم تعرضوا لمعاملة سيئة منذ سبتمبر (ايلول) الماضي، كما انني قرأت في الصحف عن وجود اكثر من 20 مصريا في العشرينات من عمرهم محتجزين في السجون الاميركية، واعتقد انه من الافضل الانتظار سنتين لتهدأ الامور واعيد تقديم طلب الدراسة».

وهذا التوجه يشعر المسؤولين في البلدين بالقلق بخصوص برامج الدراسة في الخارج التي تبدو ضرورية لدعم اواصر الصداقة مع العالم العربي، في الوقت الذي توسع فيه الولايات المتحدة نطاق الحرب ضد الارهاب، وتزداد فيه ازمة الشرق الاوسط عمقا. وقال المسؤولون في السفارة الاميركية في القاهرة انهم يبذلون كل ما في وسعهم لدعم البرامج التعليمية.

وقالت سهير سعد مديرة مركز موارد التعليم في الشرق الاوسط في القاهرة ان بعض العروض من المدارس الاميركية التي كانت تقدم منحا دراسية تصل الى 25 منحة سنويا حتى قبل عام، استضافت العام الجاري ثلاثة او اربعة طلاب فقط. واوضحت ان عدد الطلاب الذين يتقدمون الى اختبار الانجليزية كلغة اجنبية قد انخفض بنسبة 40 في المائة في مصر.

وبالمثل اوضحت تماضر رفعت مديرة خدمات الطلاب الدولية في الجامعة الاميركية ان طلبات الطلاب المصريين للدراسة بالخارج في الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 40 في المائة منذ سبتمبر الماضي. وقالت «في حالات كثيرة الآباء هم الذين يترددون في ارسال ابنائهم للدراسة في الولايات المتحدة، وليس الابناء انفسهم». واضافت انه «لم يتقدم احد للدراسة في مدرستين نبعث بالطلاب اليهما عادة».

الا ان حسين عبيش المسؤول في اللجنة العربية لمكافحة التمييز قال ان «مخاوف الطلبة القادمين من الشرق الاوسط مبالغ فيها». غير انه يعترف «من الخارج يبدو الامر اسوأ مما هو عليه. فمعظم الطلبة العرب لا يواجهون اي مخاطرة او عبء شاق عندما يدرسون في الولايات المتحدة. وبصفة عامة فإن الولايات المتحدة لا تزال امة متسامحة. وإن كان من غير الصحيح القول للناس ان الامر لا يزال مثلما كان عليه في اغسطس (آب) .2001 ولا يجب تفسير العقبات الجديدة على انها مانع».

الا ان تماضر رفعت اضافت انه في بعض الحالات النادرة يوجد تحرش حقيقي، الامر الذي يخيف الطلاب. واوضحت «واحد من طلابنا هذا العام في جامعة كاليفورنيا ببركلي ابلغنا بوجود مزيد من التحرشات بالطلاب بعد اتصال مسؤول قانوني به خلال انتشار موجة رسائل الجمرة الخبيثة. وقد ادعى انه تعرض لمعاملة سيئة وتهديدات وان الطلاب ضغطوا عليه. وقد اهتممنا بهذا الامر بجدية واجرينا تحقيقات اكدت الاتهامات».

وافادت نهى سعيد ان حلمها دائما كان الدراسة في الولايات المتحدة. وقالت «اكد الاصدقاء ان الوضع جيد، وسأتقدم للدراسة خلال عام، ولكني ما زلت خائفة». واضافت وهي تجلس مع صديقها في احد مقاهي القاهرة «اشعر ببعض التغيير واخشى العنف النفسي في الولايات المتحدة. وقد اطلعت على تقارير بإساءة معاملة المصريين والمسلمين. واذا ذهبت الى هناك فستكون تلك اول رحلة لي للخارج، وسأشعر بالتوتر، لا سيما وانني محجبة».

ولكن بالرغم من انخفاض طلبات الطلاب من الجامعة الاميركية بالقاهرة للدراسة في الولايات المتحدة، فقد ازدادت طلبات الطلاب الاميركيين للدراسة في القاهرة بنسبة 30 في المائة، العديد منهم من اصول شرق اوسطية. وقالت تماضر رفعت «هؤلاء الطلبة يأتون الى هنا ليس فقط لتعلم العربية، ولكن لرؤية الجانب الآخر، وهم يريدون تعلم ومشاهدة الامور من وجهة نظر مختلفة. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتعلم بها الانسان الحقيقة».

واعربت تماضر عن اعتقادها ان احداث 11 سبتمبر الماضي قد ادت الى اهتمام جديد في الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الاوسط. وقالت ان الشباب اكثر رغبة في المعرفة من ذي قبل. وتقبل المدرسة 200 طالب اميركي سنويا ولكن طلبات الالتحاق قد ترتفع الى 260 في حال تم اقرار الطريقة الجديدة لتقديم الطلبات.

* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»