نيويورك: التحقيق مع 4 آلاف شخص استغلوا هجمات 11 سبتمبر لسرقة 15 مليون دولار

TT

يجري التحقيق حاليا مع ما يقرب من أربعة آلاف شخص بتهمة سرقة 15 مليون دولار من مصرف ائتماني أميركي خلال فترة الفوضى التي أعقبت الهجوم الانتحاري على المركز التجاري الدولي في 11 سبتمبر (أيلول)، حسب ما قاله المدعون العامون الأميركيون.

واعتقل حتى الآن 62 شخصا وتسعى السلطات القضائية إلى التحقيق مع 39 شخصا آخر وأغلب هؤلاء المتورطين يعملون في مدينة نيويورك.

واعتبر روبرت مورغينتاو، المدعي العام لمنطقة مانهاتن، هذه الحالة واحدة من أكبر قضايا الاحتيال التي حدثت بعد انهيار البرجين يوم 11 سبتمبر. وأضاف أن رقم الـ15 مليون دولار حقيقي وليس شيئا مبالغا فيه.

وفي مؤتمر صحافي مع مندوب الشرطة راي كيلي، قال مورغينتاو إن الهجوم على المركز التجاري الدولي عطّل جهاز الكومبيوتر لـ«اتحاد الائتمان المحلي» المسؤول عن فحص حسابات الأعضاء للتأكد من وجود مبالغ كافية في حساباتهم تكفي لتغطية ما يريدون سحبه من مكائن سحب النقود الآلية.

ويقع كومبيوتر الشركة المصرفية بالقرب من المركز التجاري الدولي، ونتيجة للهجوم الانتحاري تعرض إلى انقطاع الكهرباء عنه ووقوع مشاكل في الاتصالات الهاتفية. لكن مسؤولي هذه الشركة المالية قرروا عدم إغلاقه لسحب النقود لأنهم لم يرغبوا بإزعاج أعضائها الذين عانوا ما يكفي من المأساة.

وقال مورغينتاو معلقا: «هذا مثال واضح على أنه ليس هناك عمل خيّر يمر بدون عقاب. الناس تستغله عادة بشكل سلبي».

وقالت السلطات إن بعض أصحاب بطاقات هذه الشركة المالية الذين اعتُقلوا قاموا بسحب 500 دولار يوميا وهذا أقصى ما يسمح لهم بسحبه في اليوم الواحد في الوقت الذي لم يكن في حساباتهم الا مبلغ ضئيل لتغطية ما أخذوه. وبعضهم راح ينفق ببذخ على الجواهر والملابس والمشروبات والسلع الجلدية والأجهزة الألكترونية.

وقالت السلطات إن ممرضة تعمل في مركز للأمراض العقلية والنفسية بمنطقة مانهاتن قامت بأربع وخمسين عملية سحب مالية من مكائن النقود، وابتدأت في أخذ النقود بعد مرور سبعة أيام من وقوع الهجمات، على الرغم من أن حسابها آنذاك كان في الناقص، وفي نهاية أكتوبر تمكنت هذه الممرضة من أخذ ما يزيد عن 18 ألف دولار بقليل، ولم تبذل أي جهد لإجراء أي ترتيبات للبدء بإعادة ما أخذته.

كذلك كانت الحال بالنسبة لموظف يعمل في دائرة إسكان نيويورك، إذ لم يتجاوز حسابه خلال الثمانية أشهر التي سبقت أحداث 11 سبتمبر 130 دولارا، مع ذلك قام بثلاث وخمسين عملية سحب مالية ثم بدأ باستخدام بطاقة «فيزا» الائتمانية في 101عملية شراء، وهو الآن في ذمته لـ«اتحاد الائتمان المحلي» مبلغ يزيد قليلا عن عشرة آلاف دولار.

اما العاملة التي تشتغل في دائرة شرطة متخصصة بسلامة تلاميذ المدارس الصغار فلم يكن لها يوما في حسابها أكثر من 245 دولارا، مع ذلك قامت خلال الأشهر الثمانية التي أعقبت الهجمات على المركز التجاري الدولي بسحب نقود من المكائن الأوتوماتيكية لثمانين مرة وأخذت مبالغ مالية بلغت 11344 دولارا.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»