الفلسطينيون يتحدون اليوم إجراءات الاحتلال ويخرقون منع التجول بمظاهرات جماهيرية

اغتيال قائدين بارزين في «فتح» واعتقال فتاة تراجعت عن تنفيذ عملية تفجير

TT

اذا لم تقرر قوات الاحتلال الاسرائيلي رفع نظام حظر التجول داخل المدن الفلسطينية ووقف الحصار حولها، ينوي الفلسطينيون بمساعدة مئات المتضامنين الاجانب معهم الخروج الى الشوارع بجماهيرهم الغفيرة، اليوم متحدين الاجراءات الاسرائيلية القمعية، «مهما يكلفنا ذلك من ثمن»، كما قال لـ«الشرق الأوسط» احد قادة الجمعيات الاهلية المبادرة لهذا النشاط.

ومن المقرر ان ينتظر الاهالي حتى الساعة التاسعة صباحاً، الموعد الذي يتضح فيه نهائيا اذا كان جيش الاحتلال سيرفع نظام حظر التجول. فإن لم يفعل، ستنطلق مسيرات شعبية داخل المدن ومسيرات اخرى من القرى والمخيمات باتجاه المدن. وتم ابلاغ القنصليات والممثليات الاجنبية لدى السلطة الفلسطينية بهذا النشاط، حتى تقف عند مسؤوليتها وتعمل لدى اسرائيل حتى لا ترتكب جرائم بحق المتظاهرين المسالمين.

يذكر ان اسرائيل تفرض نظام حظر التجول على الضفة الغربية بمعظمها (باستثناء مدينتي قلقيلية وأريحا وبعض القرى النائية) منذ اكثر من شهرين. وترفع هذا النظام لبضع ساعات في اليوم. لكنها لم ترفعه عن نابلس منذ اكثر من اسبوعين. وفي الايام الثلاثة الاخيرة تفرضه بشكل متواصل وبلا توقف على جميع المدن الشمالية من رام الله وحتى جنين. وتستغل حبس الناس في بيوتهم لتداهم البيوت وتعتقل العشرات وتمارس مختلف اساليب الاعتداء والقمع. وهذه الاجراءات تخلق واقعا من الضائقة الاجتماعية والنفسية والاقتصادية الخانقة على المواطنين، علما بأن 58% من سكان الضفة الغربية يعيشون تحت خط الفقر (في قطاع غزة تصل النسبة الى 80%) و53% من الأطفال والنساء يعيشون في ظل نقص في الغذاء (9.3% يعانون من نقص خطير في الغذاء و13.2% يعانون من نقص مزمن في الغذاء).

وكانت الاجواء بين الفلسطينيين بدأت تغلي منذ فترة، الا ان قرار الحكومة الاسرائيلية تشديد الاجراءات في الأيام الاخيرة اوصلهم الى فقدان القدرة على التحمل. ولا احد يتصور كيف يكون الانفجار.

يذكر ان قوات الاحتلال الاسرائيلية قامت فجر أمس باغتيال اثنين من ابرز القادة الميدانيين لتنظيم «فتح» في الضفة الغربية، هما علي العاجوري ورائد الشور، في حقول قرية جبع جنوب جنين. وتم الاغتيال بواسطة قذائف صاروخية من المروحيات المقاتلة، اضافة الى الرشاشات الثقيلة. وقال شهود عيان انهم لم يتعرفوا على هوية الشهيدين بسبب كثرة الاصابات في وجهيهما.

والمعروف ان قوات الاحتلال تتهم العاجوري بالمسؤولية عن عدة عمليات تفجيرية وقعت في اسرائيل، آخرها العملية الانتحارية المزدوجة في تل ابيب في الشهر الماضي، التي قتل فيها اسرائيليان وثلاثة عمال اجانب. واعتقلت قوات الاحتلال والد علي واعتدت عليه بالضرب. وهدمت بيته، وشردت عائلته، وقررت ترحيل شقيقه وشقيقته الى غزة.

وتباهى قائد قوات الاحتلال في المنطقة بهذه العملية، وقال «نحن نعرف اننا لن نتمكن من القضاء على الارهاب تماما، لكننا نريد تحطيم ساقيه، وبهذا ننجح».

وأعلنت قوات الاحتلال عن العثور على عبوتين ناسفتين جاهزتين على شارع بيت لحم ـ القدس، داخل نفق تم بناؤه لتجنب اطلاق الرصاص من بلدة بيت جالا على السيارات الاسرائيلية. وقالت ان وضع العبوتين في هذا المكان على ما يبدو تم بتنسيق مسبق مع احد الانتحاريين الفلسطينيين بهدف تفجير نفسه داخل القدس.

وفي محكمة الصلح في القدس كشف النقاب عن اعتقال فتاة فلسطينية من قرية بير نبالا (قرب رام الله) كانت انطلقت للقيام بعملية انتحارية. ولكنها ندمت وتراجعت في اللحظة الاخيرة. مع ذلك تم اعتقالها وتقديمها الى المحاكمة. ولم يذكر اسمها كونها لم تتعد 17 عاما من العمر.

وكان شاب فلسطيني نجح في دخول اسرائيل في منطقة ام الفحم، احدى اكثر المناطق حراسة وتحصينا في اسرائيل، وأوقف سيارة عربية من الناصرة يقودها جندي سابق في حرس الحدود من سكان المدينة ويعمل حارسا في احد الفنادق. وأجبره على التحرك باتجاه مدينة العفولة اليهودية القائمة على بعد 15 كيلومترا. ولكن السائق، عصام دحول اعترض على ذلك. وحاول التمنع. وعندئذ وقع انفجار هائل، فقتل الشاب الفلسطيني على الفور وتمزق جسده، واصيب السائق بجراح قاسية. وأعلنت الشرطة ان الانفجار وقع، كما يبدو، نتيجة خلل. وبرأت ساحة الشاب ابن الناصرة «الذي نقل الفلسطيني بسيارته من دون قصد للتعاون معه».

وفي رفح واصلت قوات الاحتلال ممارساتها في محاصرة المدينة وفرض نظام حظر التجول عليها وعزلها عن بقية مدن قطاع غزة. ولكنها لم تعترض طريق المواطنين الذين يبرحونها ويهربون شمالاً باتجاه خان يونس وغزة.

وتواصل قوات الامن الاسرائيلية حالة الاستنفار الشامل على الحدود بين اسرائيل والمناطق الفلسطينية. وتدعو المواطنين الى الحذر واليقظة الشديدين.