شارون يعد لـ«إغراء» الوزراء الفلسطينيين الجدد بـ«أفق سياسي» مقابل وقف العمليات

TT

في أعقاب اللقاء الذي وصف بأنه ناجح، بين وزير الدفاع الإسرائيلي، بنيامين بن اليعزر، ووزير الداخلية الفلسطيني، عبد الرزاق اليحيى، وفي الوقت الذي تقوم فيه قوات الاحتلال بتصعيد ممارساتها القمعية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، أعلنت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ارييل شارون، أنه معني جدا بلقاء الوزراء الفلسطينيين الجدد ليقترح عليهم «أفقا سياسيا مغريا في حالة قبولهم الشروط الإسرائيلية في تصفية عمليات الإرهاب وتغيير الرئيس ياسر عرفات».

ولم تستبعد هذه المصادر أن يعقد اللقاء بين شارون والوزراء الفلسطينيين في غضون ساعات، أي قبل أن يغادروا إلى واشنطن، مع العلم بأن كبير المفاوضين الفلسطينيين، وزير الحكم المحلي، الدكتور صائب عريقات، غادر أمس إلى العاصمة الأميركية، ومن المتوقع أن يغادر اليوم بقية الوزراء وهم: عبد الرزاق اليحيى (الداخلية) والدكتور سلام فياض (المالية) والدكتور ماهر المصري (الاقتصاد والتجارة والصناعة)، حيث يلتقون عددا من المسؤولين في الإدارة الأميركية، في مقدمتهم وزير الخارجية، كولن باول، ومستشارة الأمن القومي، كونداليزا رايس.

ويعلق الفلسطينيون آمالا كبيرة على اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين، إذ سيحاولون فيها استشفاف مدى جدية واشنطن في تنفيذ تعهداتها بالسعي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة خلال 3 سنوات وإزالة الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان، كما يريدون معرفة ما إذا كانت الإدارة الأميركية عالقة بالمطلب التعجيزي باستبدال الرئيس عرفات. وكما قال لنا مسؤول فلسطيني، فإن عرفات لم يكن ليوافق على إجراء لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين في ظل الحصار ومنع التجول والقصف المتواصل، لولا أنه يريد أن يصل إلى هذا اللقاء في واشنطن ليفهم موقفها على حقيقته في هذه المرحلة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي عرض على نظيره الفلسطيني اقتراحا بالإعلان عن وقف شامل لإطلاق النار، تبدأ بعده إسرائيل بالانسحاب فورا من المدن الفلسطينية مقابل تعهد فلسطيني بحفظ الأمن في مناطق محددة، أولا في قطاع غزة ثم في عدد من المدن في الضفة الغربية. وقال المستشار الإعلامي للرئيس الفلسطيني، نبيل أبو ردينة، أن السلطة الفلسطينية تنتظر أن تبادر إسرائيل إلى بدء الانسحاب خلال الأيام الثلاثة المقبلة لكي تثبت جديتها، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إنه ينتظر الرد الفلسطيني على اقتراحه. وبالرغم من هذا التناقض في الموقفين فإن كليهما تحدثا عن تفاؤل حذر.

وانتقدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» هذا اللقاء بين بن اليعزر واليحيى. وقال الناطق بلسانها الشيخ اسماعيل أبو شب أن إسرائيل تحاول كسب الوقت، وهي ليست صادقة في نواياها، والدليل أنه خلال اللقاء المذكور، كانت الطائرات الإسرائيلية المقاتلة تقصف غزة وتواصل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني في جميع المناطق.