أنان يستوضح بغداد حول دعوتها لرئيس لجنة التفتيش ومجلس الأمن يفوضه الرد على الرسالة العراقية

TT

فوض مجلس الامن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بتوجيه رسالة الى الحكومة العراقية تطالب بتقديم توضيحات حول دعوة رئيس وخبراء لجنة الامم المتحدة للتفتيش والرصد والتحقق من برامج العراق العسكرية (انموفيك) الى بغداد.

ولمح انان في تصريح ادلى به بعد اجتماعه مع اعضاء مجلس الامن، الى ان الحكومة العراقية اظهرت لاول مرة رغبتها في السماح لمفتشي الامم المتحدة بالعودة الى العراق. واوضح انان قائلا «اننا نريد البحث معهم (العراقيين) في عودة المفتشين». واضاف «ان جميع اعضاء المجلس متفقون على ضرورة عودة المفتشين، واذا فتح العراق الباب امام مثل هذه الفكرة فثمة اسس عملية للتحرك الى الامام وهذا ما سنكتشفه في الرسالة القادمة».

وكان وزير الخارجية العراقي ناجي صبري قد وجه رسالة الى انان دعا فيها رئيس لجنة (انموفيك) السفير هانز بليكس الى بغداد لمزيد من المحادثات الفنية بين الطرفين. وشدد ناجي صبري على القول «ان مثل هذه المحادثات قد تقود الى اساس صلب لعودة المفتشين»، الذين غادروا العراق في ديسمبر (كانون الاول) عام 1998.

وعكست مشاورات مجلس الامن مع الامين العام بعض الخلافات حيال دعوة العراق، ولكن لم يظهر رفض جماعي للدعوة، وتم تفويض الامين العام بتوجيه رد الى الحكومة العراقية. وقللت الولايات المتحدة وبريطانيا من اهمية الدعوة العراقية، واعتبر السفير الاميركي جان نيغروبونتي الذي يرأس المجلس لهذا الشهر، ان الدعوة «تكتيك» من قبل الجانب العراقي.

واضاف «ان كل الاعضاء قد شعروا بأن هناك خارطة عمل لتجديد التفتيش وبالطبع ان عملية نزع سلاح العراق قد حددت في قرار مجلس الامن 1284».

وكشفت مصادر في مجلس الامن لـ «الشرق الأوسط» ان «اصدقاء» العراق في المجلس، مثل فرنسا وروسيا والصين، اضافة الى سورية وبعض دول مجموعة عدم الانحياز، اعتبروا دعوة العراق خطوة مهمة وتستحق التشجيع.

وذكرت نفس المصادر انه بالرغم من حذر الوفدين الاميركي والبريطاني من مضمون الرسالة العراقية، غير ان الاعضاء الاخرين حثوا الامانة العامة ولجنة «انموفيك» على مواصلة المحادثات الفنية مع العراقيين، ولم يمانعوا حسب قول المصادر، من عقد جولة اخرى من المحادثات الفنية بين خبراء اللجنة والخبراء العراقيين سواء في بغداد او فيينا او في نيويورك.

ومع بدء محادثات الامين العام مع اعضاء المجلس وزعت البعثة العراقية مذكرة على اعضاء مجلس الامن توضح دعوة الحكومة العراقية للسفير بليكس، واكدت المذكرة على ان الدعوة لاجراء محادثات فنية لا تتناقض مع نص قرار مجلس الامن 1284 وانها جزء من الاتفاق الذي تم التوصل اليه في محادثات فيينا.

واوضحت المذكرة ان اقتراح وزير الخارجية لا يطلب قائمة مما تبقى من قضايا عالقة وانما لمراجعة ما تم انجازه من قضايا نزع السلاح حتى يوم 15 ديسمبر 1998.

وبينت المذكرة العراقية ان الهدف من المحادثات الفنية هو تجنب الازمات التي حدثت في الماضي مع المفتشين، وقالت «اننا سوف نبني اساسا قويا للتعاون في المرحلة القادمة». واضافت «اننا لا نستطيع البدء في المرحلة القادمة بدون حل المسائل العالقة من المراحل السابقة»، وشددت المذكرة على القول «بأن الهدف من المحادثات هو مناقشة القضايا العملية».

وأكد أنان أمس أن الرسالة التي وجهها إلى الحكومة العراقية سترحب بدعوة وزير الخارجية ناجي صبري ولكن في سياق تنفيذ قرارات مجلس الأمن وعلى رأسها ضمان عودة المفتشين إلى العراق.

وأوضح أنان في تصريح للصحافيين «أعتقد أن الرسالة ستوضح بأننا نرحب بالدعوة، ولكن نريد أن نواصل العملية على طول الخط». وأضاف «إن أعضاء المجلس يشاطرونني موقفي وإن أعضاء مجلس الأمن يريدون رؤية عودة المفتشين ليواصلوا عملهم».

وكان أنان قد اعتبر أول من أمس أن برنامج العمل الذي اقترحه وزير الخارجية العراقي هو في الاتجاه غير الصحيح، في إشارة إلى أنه لا ينص على إمكانية استئناف المفتشين أعمالهم.