باريس لا تمانع في زيارة بليكس إلى بغداد شرط أن تكون المناقشات «تقنية وسريعة»

TT

أفادت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع في باريس امس ان فرنسا أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي انها «لا تمانع في ان يذهب رئيس لجنة التفتيش على الأسلحة العراقية هانز بليكس الى بغداد من أجل مناقشات تقنية وسريعة» مع الجانب العراقي، واستجابة لرسالة وزير خارجية العراق ناجي صبري الى بليكس.

وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» ان غرض هذه المناقشات «يجب ان يكون الوصول الى الهدف النهائي الذي هو عودة المفتشين الدوليين في أسرع وقت الى العراق».

وشددت هذه المصادر على ان زيارة بليكس الى بغداد «لا يجب ان تعني بأي حال من الأحوال الحلول مكان عودة حقيقية للمفتشين».

ورغم موافقتها على هذه الزيارة، إلا ان باريس تشكك بقوة بنيات العراق الذي تعتبر انه «يسعى الى كسب الوقت» من خلال الدعوات التي يطلقها ومنها الى بليكس ومنها الى مجلس الشيوخ الأميركي او الى الجانب البريطاني.

وكان موضوع الدعوة العراقية محل نقاش بين انان والأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الدولي اول من امس.

ووفق المصادر الفرنسية، فان ما تريده باريس هو «ان يتوقف (الرئيس) صدام حسين عن اللعب مع المجموعة الدولية وان تصدر عنه اشارة قوية وملموسة حول قبوله عودة المفتشين» وفق شروط مجلس الأمن. وذهبت هذه الأوساط ابعد من ذلك، في ما يبدو انه نقمة فرنسية على صدام حسين، بقولها ان صدام «ليس قديساً ولا يجب اضفاء الشرعية على ما يقوم به ولا على مناوراته واعتبار العراق محقاً في طلب ضمانات دولية في حال قبوله عودة المفتشين وما الى ذلك».

وتؤكد هذه المصادر ان هناك شخصاً (صدام حسين) «تحوم الظنون بشأنه في ما يتعلق باعادة بناء ترسانته من الأسلحة المدمرة ومخالفته للقرارات الدوية ناهيك من انه يمثل خطراً على محيطه الاقليمي والأبعد». وكانت مصادر عسكرية قد قالت لـ«الشرق الأوسط» ان ثمة «تقارير استخباراتية لدى السلطات الفرنسية تثبت ان العراق أعاد بناء ترسانته من اسلحة الدمار الشامل».

والخلاصة التي تصل اليها المصادر الفرنسية انه «يتعين على صدام التوقف عن التعاطي مع المجموعة الدولية بطريقة الاستغماء»، كما ان عليه التعاون مع مجلس الأمن لمصلحة العراق بالدرجة الأولى.

وتبدو الأوساط الفرنسية منزعجة من التصريحات الأميركية التي يقول بعضها ان واشنطن عازمة على قلب نظام صدام ان قبلت بغداد عودة المفتشين ام لم تقبل عودتهم.

وتعتبر هذه المصادر الواسعة الاطلاع ان هذا النوع من التصريحات (مثل التي أطلقها قبل أيام جون بولتون، نائب وزير الخارجية الأميركي)، «سقيمة» ولا تخدم مجلس الأمن، وأكدت هذه المصادر ان هدف فرنسا «هو التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن فقط، في ما يتعلق بالعراق وليس أي شيء آخر». وهذا يعني ان باريس لا تجاري واشنطن ولندن في رغبتهما التخلص من النظام العراقي وتعتبر ان التركيز على اطاحة صدام «يحرج» مجلس الأمن كما انه ينزع عنه الصدقية.

وامس قالت الخارجية الفرنسية، على لسان الناطق المساعد باسمها برنار فاليرو، ان أهداف فرنسا في العراق ثلاثة هي: العمل على عدم عودة العراق كمصدر تهديد وعدم استقرار في المنطقة، والالتفات الى الوضع الانساني للشعب العراقي، والمحافظة على وحدة مجلس الأمن في التعاطي مع هذ الملف.

وبالمقابل، فان المطلب الفرنسي هو العودة السريعة للمفتشين الدوليين وتمكينهم من القيام بعملهم من غير عوائق او تأخير.