عريضة مسيحية الى الحكومة البريطانية احتجاجا على الحرب المتوقعة ضد العراق

TT

لندن ـ الوكالات: تثير احتمالات شن حرب ضد العراق انتقادات متزايدة في بريطانيا من جهات لم تعرف بقيامها بحملات تدعو الى السلام، مما يجعل رئيس الوزراء توني بلير اقرب حلفاء الرئيس الاميركي جورج بوش في وضع دقيق للغاية. وكشف استطلاع للرأي اجرته قناة التلفزيون البريطانية الرابعة «تشانل فور» ان نصف البريطانيين (52%) يعارضون مشاركة جنود من بلادهم في عملية عسكرية في العراق مقابل 34% يؤيدون مشاركة كهذه. وقد اتُهم توني بلير بعرقلة مناقشة احتمال شن هجوم بعد ان رفض طلبا قدمه عميد مجلس العموم العمالي تام دالييل، لدعوة البرلمان وهو في عطلة مبدئيا حتى 15 اكتوبر (تشرين الاول).

ورأى حوالي 3000 من رجال الدين المسيحيين بينهم الدكتور روان وليامز، رئيس الكنيسة الانغليكانية الرسمية الجديد، في عريضة سُلمت اليوم الى رئاسة الحكومة البريطانية، ان الهجوم على العراق سيكون «غير اخلاقي وغير قانوني». وعبر موقعو العريضة التي نظمتها جمعية «باكس كريستي» المسيحية عن «الاسف الشديد لأي عمل عسكري يعتبر ان موت الرجال والنساء والاطفال الابرياء ثمن لا بد منه لمكافحة الارهاب لأن هذا يعني مكافحة الارهاب بالارهاب». وتابع نص العريضة «من المؤسف ان الدول الاكثر قوة في العالم تستمر في اعتبار الحرب، والتهديد بالحرب، اداة مقبولة في السياسة الخارجية، خارقة في الوقت ذاته اخلاقية الامم المتحدة والتعاليم المسيحية». ويُذكر أن كبير الاساقفة وليامز، الذي يعتبر الزعيم الروحي لنحو سبعين مليون أنغليكاني في العالم، أعرب في الماضي عن معارضته للتسلح النووي وللحرب في أفغانستان.

وانتقدت صحيفة «ديلي ميل» الشعبية المحافظة أمس توني بلير لعدم دعوة البرلمان ولـ«عدم كشف نيته بشأن عملية ستعرض حياة عدد كبير من البريطانيين للخطر». وقالت الصحيفة ان «حربا ضد العراق يمكن ان تسبب انفجارا في الشرق الاوسط عبر تأثيرها الممكن على عرض النفط وتؤدي الى ادخال الاقتصاد العالمي في مرحلة من التراجع».

ووجه تحذيرا الى الحكومة ايضا الرئيس السابق لهيئة اركان الجيوش بين 1982 و1985، ادوين برامال، الذي رأى ان «بريطانيا يمكن ان تجر الى حرب قذرة وطويلة جدا في الشرق الاوسط». وقد ترافقت هذه التحذيرات مع تناقل وسائل الاعلام نبأ توجه حاملة الطائرات البريطانية «آرك رويال» الى البحر الابيض المتوسط، مما أثار التكهنات بأن الحملة المفترضة ضد العراق باتت وشيكة وأن لندن عازمة على شنها الى جانب واشنطن.