بوادر معارضة في الكونغرس الأميركي للسياسات الخارجية لبوش مع جلسات الاستماع حول العراق

TT

بدأ بعض الجمهوريين في الكونغرس الأميركي بإظهار المعارضة لبعض سياسات البيت الأبيض الخارجية، وهذا ما أدى إلى ظهور عوائق سياسية بوجه الرئيس جورج بوش الذي يقوم حاليا بالتحضير لما يمكن اعتباره أكبر تحد عالمي: إسقاط صدام حسين.

ويأتي الموقف الجديد للنواب الجمهوريين تجاه السياسات المتعلقة ببعض القضايا الخارجية المهمة ليعبر عن نهاية الفترة الاستثنائية التي شهدت اتفاقا شاملا لممثلي كلا الحزبين داخل الكونغرس حول القضايا الخارجية منذ وقوع هجمات 11 سبتمبر (ايلول). وسيضع هذا التحول الجديد بوش في وضع أصعب للحصول على تأييد الكونغرس في أي عمليات عسكرية مستقبلية.

ويأتي الموقف المستقل للبرلمانيين الجمهوريين عن سياسات الإدارة الأميركية المتعلقة بأفغانستان وكوبا والشرق الأوسط متزامنا مع انتهاء جلسات الاستماع التي نظمتها لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ ذي الأغلبية الديمقراطية لمناقشة الحرب المحتملة مع العراق. وفي الشهر المقبل ستجري كذلك لجنة العلاقات الدولية التابعة لمجلس النواب ذي الأغلبية الجمهورية جلسات استماع لمناقشة نفس القضية.

وكشفت جلسات الاستماع التي جرت الأسبوع الماضي عن موقف مشترك لأعضاء مجلس الشيوخ داخل لجنة العلاقات الخارجية من أن الكونغرس يتوقع أن يُستشار وأن يُعطى الفرصة للتصويت قبل القيام بأي هجوم ضد بغداد. وعبّر الكثير منهم عن قلقهم من عدم مساندة الدول الحليفة للولايات المتحدة بضمنها بريطانيا لأي هجوم على العراق.

لكن البيت الأبيض قلل من أهمية المخاوف التي عبّر عنها الجمهوريون في الكابيتول هيل. وقال آري فلايشر الناطق باسم البيت الأبيض: «الرئيس مسرور جدا لدعم ممثلي الحزبين في الكونغرس لسياسته الخارجية. فمن سياسة الدفاع الصاروخي إلى تخفيض الأسلحة الهجومية مع روسيا إلى جلسات الاستماع التي نظمها الكونغرس حول التهديد الذي يمثله صدام حسين، لعب الكونغرس دورا مساعدا».

مقابل ذلك قال السيناتور لينكولن تشافي العضو في لجنة العلاقات الخارجية، إنه وزملاءه أصبحوا وبشكل بطيء أكثر انفتاحا في تدقيق وانتقاد مبادرات البيت الأبيض. وأضاف تشافي: «نحن ما زلنا في طور الخروج من المناخ الذي ساد بعد 11 سبتمبر والمتسم بالوطنية. لنبدأ بطرح أسئلة حول القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية».

بل انه حتى داخل الحكومة الأميركية هناك تساؤلات بدأت تُطرح من جمهوريين وديمقراطيين على حد سواء. والقضايا التي كانت موضع هذه التساؤلات هي:

ـ أفغانستان: فبعض المشرعين انتقدوا الإدارة الأميركية على رفضها لدعم توسيع مهام قوات حفظ السلام الدولية خارج كابل.

ـ الشرق الأوسط: حتى أولئك الشيوخ المساندون لإسرائيل بدأوا يتساءلون حول الحكمة وراء رفض بوش التعامل مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في حال فوزه بالانتخابات المقبلة.

ـ رفض دعم معاهدة كيوتو: الاتفاقية الدولية التي تهدف إلى إبطاء التسخين الحراري للأرض.

ـ مساعي الحكومة لعرقلة تشكيل محكمة جنائية دولية: فعلى البيت الأبيض أن يتخلى عن طلبه بأن تكون قوات حفظ السلام الأميركية معفية دائما من المساءلة القانونية لقضايا تتعلق بجرائم حرب.

وكان السناتور الجمهوري تشاك هايغل أكثر المنتقدين للإدارة الأميركية بشكل علني، ويعود الفضل له في إثارة النقاش بين أعضاء الكونغرس الجمهوريين تجاه هذه القضايا. وقال هايغل في هذا الصدد: «للقوى الكبرى حدود أيضا، وأكثر القوى العظمى في التاريخ أدركت هذه الحدود بعد فوات الأوان».

*خدمة «يو. إس. ايه. توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»