رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان المصري يعرب عن قلقه بشأن اتفاق ماشاكوس

TT

أعرب الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب عن قلقه بشأن اتفاق «ماشاكوس» الذي تم توقيعه الشهر الماضي بين الحكومة السودانية ومعارضيها الرئيسيين في الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق، والذي قال انه «كان بمثابة مفاجأة لنا»، مضيفا ان «تفاصيل الاتفاق لم تكن معلومة ولم يتوقع أحد أن يعلن عن مثل هذا الاتفاق بهذه السرعة». وأرجع الفقي قلقه الى الحرص الشديد على وحدة السودان «وليس تدخلا في الشأن السوداني الداخلي»، مؤكدا في الوقت نفسه على ان «السودان دولة ذات وزن وقيمة كبيرة وشعبها يتمتع بمستوى عال من الوعى السياسي والثقافي».

وقال الفقى في طار برنامج «الرأي الثالث» بالتلفزيون المصري أذيع ليلة أول من امس شارك فيه السفير السوداني بالقاهرة الدكتور أحمد عبد الحليم ان «الاهتمام بهذا الموضوع يرجع الى تأثيراته الاقليمية وأنه ليس شأن داخلي فقط حيث أنه بعد مرور فترة الست سنوات من الممكن ان نجد نتيجة استفتاء تعلن قيام دولة أخرى بالجنوب السوداني». مضيفا ان «فترة الست سنوات تعد أمرا مقلقا للغاية إضافة الى ان من تعود على الاستعداد للاستقلال سوف يسعى لهذا».

وأشار الفقي الى ان الاهتمام المفاجئ للولايات المتحدة بالملف السوداني بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) يثير العديد من التساؤلات خاصة ان اميركا كانت تتناول هذا الموضوع بهدوء شديد، مؤكدا في الوقت نفسه ان الجميع يعرف ان الحل يجب ان يكون افريقيا. وأعرب عن اعتقادة ان الولايات المتحدة «وجدت انه من المستحب تأمين هذه المنطقة في هذا الوضع الحرج للعلاقات الدولية خاصة فيما يتصل بمسألة الارهاب في المنطقة والتغيرات الدولية ولذا سارعت واصدرت تقريرا كان في مجمله يبدو مقبولا ولا يتحدث عن الانفصال ويعطي صورة عامة تبدو مريحة».

ولفت الفقي الانظار الى ان الاعلام الاميركي ردد ان الحل سيكون قريبا بشرط ان تشارك فيه اقرب دولتان من ناحية الشمال «وهى مصر» ومن الجنوب «وهى كينيا». وشدد الدكتور مصطفي الفقى على ان القلق المصرى بشأن اتفاق ماشاكوس ليس دافعه احتمال تأثر حصة مصر من مياة النيل انما القضية هى ان استقرار السودان يمثل جزءا من الامن القومى المشترك لمصر والسودان. مشيرا أيضا الى انه «ولهذه اللحظة لا يوجد مبرر حقيقى لفصل الجنوب عن الشمال».

وأكد الفقي ان حل مشكلة الجنوب السوداني في احتواء كل التيارات السياسية بالسودان في دولة ديمقراطية متعددة الاعراق والاصول يتم الايمان فيها بمنطق المواطنة.

من جهته قال سفير السودان الدكتور عبد الحليم ان الذين ينتقدون اتفاق ماشاكوس «لم يقرأوه»، مؤكدا ان الاتفاق «سيكون له حظ النجاح اكثر من غيره لانه يستفيد من الدروس السابقة» مؤكدا ان الاتفاقية «ألغت أي واقع يمثل هياكل الانفصال».

وشارك عبد الحليم في ندوة نظمها اتحاد الأطباء العرب أمس حول اتفاق ماشاكوس بعنوان «آثار اتفاق ماشاكوس على الأمن القومي المصري والعربي» تحدث فيها عدد من الخبراء. وقال احمد عبد الحليم ان «الذين يقولون ان الاتفاق كان مفاجأة لمصر ولغيرها من الدول العربية والافريقية يجب ان يعلموا بأن الحكومة السودانية اجرت مفاوضات كثيرة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ولم يكن احد يتوقع ان تنجح هذه الجولة من المفاوضات، وبالفعل كان يمكن ان تنتهي هذه الجولة بالفشل ولكن الجولة قدر لها النجاح في الساعات الاخيرة فقط، كما ان التفاوض بين السودان ومنظمة «ايقاد» ليس جديدا وإنما مستمر منذ عشر سنوات».