كابل: خاتمي يطمئن الأفغان إلى عدم التدخل في شؤونهم وتسليم المطلوبين الفارين

TT

كابل ـ وكالات الأنباء: تعهد الرئيس الايراني محمد خاتمي في مؤتمر صحافي عقده في كابل في ختام لقاء مع نظيره الافغاني حميد كرزاي امس ان بلاده لن تتدخل في الشؤون الداخلية الافغانية. وقال: «لا نعتزم التدخل في عمل هذا البلد وعلى كل البلدان ان ترفض تدخل بلدان اخرى في شؤون افغانستان». واضاف: «ان الاستقرار والسلام مهمان، فاستقرار افغانستان هو استقرار بلادنا».

واوضح انه لن يسمح ابدا بأن تصبح بلاده ملاذا لمجموعات ارهابية وتعهد باتخاذ اجراءات ضد المتطرفين على الاراضي الايرانية. وقال: «لقد اعلنا ان ايران لن تستخدم، وبأي شكل من الاشكال، من قبل مجموعات ارهابية كانت في افغانستان، وفور علمنا بوجود اشخاص يشتبه في ان لهم علاقة بهذه المجموعات سنتخذ اجراءات، وفور عثورنا على اشخاص كانوا اعضاء في القاعدة، سنعتقلهم ونعيدهم الى بلادهم».

وكان خاتمي قد وصل صباح امس الى كابل للقاء كرزاي بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين. وهي اول زيارة له الى افغانستان منذ سقوط نظام طالبان.

وفي تصريح مقتضب قبل مغادرته طهران اكد خاتمي ان زيارته التي استغرقت 16 ساعة «تهدف الى تقديم دعم ايران في اعادة اعمار واستقرار وامن افغانستان». ويذكر ان ايران، العدو اللدود لطالبان، ساندت على الدوام تحالف الشمال وهي تدعم كرزاي، لكنها تعارض وجود قوات اجنبية في افغانستان.

ودعا خاتمي امس المانحين الدوليين للمساعدة في اعادة اعمار البلد الذي مزقته الحروب. ونفى بشدة اتهامات الولايات المتحدة بان ايران تحاول زعزعة استقرار الحكومة الافغانية التي يقودها كرزاي. واضاف: «ان المجتمع الدولي نسي افغانستان لفترة طويلة، والان يجب ان يدفع الثمن بالمساعدة في اعادة اعمارها». وقال: «ان وجود اي دولة او اي قوة هنا لا يمكن تبريره الا اذا كان يساعد شعب وحكومة افغانستان على السير على طريق التقدم».

وشدد على ان «تواجد قوات حكومات اخرى لا يمكن ان يكون له مبرر الا اذا تعاونت مع الحكومة الافغانية لاعادة التعمير، والا فليس هناك اي مبرر لتواجدها هنا». واتهم ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بانها تعتمد «موقفا عدوانيا في سياستها الخارجية». وقال: «اعتقد في الواقع ان الادارات والسياسيين الاميركيين كانوا في السابق اكثر التزاما بمساعدة الناس في العالم، لكن هذه الادارة (ادارة بوش) اعتمدت، وبخاصة منذ 11 سبتمبر، موقفا عدوانيا جدا في سياستها الخارجية».

من جهته اعلن كرزاي ان حكومته تسعى الى تهدئة العلاقات بين واشنطن وطهران. وقال: «ان البلدين، ايران واميركا، صديقان لافغانستان.. ساعدا الشعب الافغاني على تحرير ايدينا من الارهابيين». واضاف: «يمكننا ان نساعدهم على ان يكونا صديقين وفتح المجال امام علاقات افضل بينهما.. لن نتردد في القيام بأي شيء من شأنه المساعدة».

وتخضع ايران لعقوبات اقتصادية اميركية وقد صنفها بوش في خانة «محور الشر» مع العراق وكوريا الشمالية.