قوات الميرغني تعلن انسلاخها من الحزب «الاتحادي» السوداني وتطلب الانضمام للتجمع المعارض تحت اسم جديد

المعارضة السودانية تبعث وفودا إلى كينيا ومصر وليبيا والاتحاد الأوروبي

TT

في تطور مفاجئ تقدمت قوات الفتح ـ الجناح العسكري للحزب الاتحادي الديمقراطي، وهي احد فصائل التجمع الوطني الديمقراطي العسكرية في الأراضي المحررة في الجبهة الشرقية بطلب لهيئة قيادات التجمع (تحالف المعارضة) للانضمام وطلب عضوية في اجهزة التجمع بعد ان تحولت الى تنظيم ثوري باسم القوات الوطنية الثورية «فتح» وطالبت بتمثيلها في هيئة القيادة والمكتب التنفيذي للتجمع الديمقراطي.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر لصيقة بالاجتماعات بأن ممثل التنظيم الجديد المرشح لعضوية هيئة القيادة هو عوض الباري السر محجوب القائد الميداني لقوات الفتح في الكرمك ومعتز الفحل مرشحاً لعضوية المكتب التنفيذي وهما من الكوادر الشبابية للحزب الاتحادي الديمقراطي.

وتقول المصادر «ان قوت الفتح تمثل الجناح الوطني من الشباب الاتحاديين وكانت ترتبط ارتباطاً غير مباشر بالحزب الاتحادي الديمقراطي»، ويبين هذا ان هذا التيار قرر خوض المواجهة المسلحة منفرداً حتى الوصول الى الحل السياسي الشامل.

يذكر ان قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي كانت تعمل ومن خلال هذه القوات المرتبطة بها على تهدئة الأوضاع في الجبهة الشرقية وضبط العمل العسكري.

ويعتبر انسلاخ هذه القوات مؤشراً واضحاً على استمرارها في المواجهة العسكرية في الجبهة الشرقية بعد ان تحررت من قيودها الحزبية التي كانت تشل من حركتها.

وترى المصادر ان انسلاخ قوات الفتح من الحزب الاتحادي الديمقراطي تمكن الحزب من التحرك السياسي بمرونة من دون ان يحسب عليه حمل السلاح وتمكين هذه القوات من الاندفاع في العمل العسكري بحرية تامة متحررة من التيارات الرافضة للعمل العسكري داخل الحزب والتي كانت تعمل وبشكل متواصل في الضغط على قيادة الحزب المتمثلة في رئيس التجمع الوطني الديمقراطي محمد عثمان الميرغني من أجل كبح جماح التحركات العسكرية في الجبهة الشرقية طيلة السنوات الماضية. وأكدت مصادر مطلعة «ان هذا القرار ناتج عن خلافات واسعة بين بعض تيارات الحزب الاتحادي الرافضة للعمل العسكري». ورفضت المصادر اعتبار هذه الخطوة تكتيكية مرتبطة بالقرار الذي أصدره الرئيس السوداني الفريق عمر البشير الأسبوع الماضي والخاص بالسماح لحزب الأمة والحزب الاتحادي والحزب الشيوعي بممارسة عملها في الداخل بشرط نبذ العنف والقاء السلاح.

وقالت «انما تمثل هذه الخطوة انفصالاً حقيقياً داخل تيارات الحزب التي يميل احدها لمواجهة عسكرية وسياسية حتى يتحقق تفكيك النظام والتيارات الأخرى ذات المصالح في الداخل والتي تميل الى الحلول الوسطى»، واستبعدت المصادر ان يكون هذا القرار مؤشراً على قرب عودة الحزب الاتحادي برئاسة محمد عثمان الميرغني الى الخرطوم والذي كرر في لقائه مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه في القاهرة موقفه الثابت بعدم العودة الا في ظل حل سياسي شامل للأزمة السودانية، اضافة الى الموقف الايجابي الذي اتخذته الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي التزمت بتبني مشروع التجمع الوطني الديمقراطي التفاوضي خلال الجولة الثانية من مفاوضات الايقاد.

واعتبرت مصادر أخرى ان هذه الخطوة لا تعدو كونها الا جزءا من ترتيبات عودة قيادات الحزب الاتحادي الى الخرطوم. وأشارت الى ان هذا التطور ربما يكون مرتبطاً بلقاء الميرغني مع نائب الرئيس السوداني في القاهرة خصوصاً ان هناك تسريبات عقب اللقاء اشارت الى احتمال قرب عودة الميرغني الى السودان.

يذكر ان هذه القوات مدعومة بتيارات شبابية سياسية كبيرة موجودة في دول المهجر باستمرار توفر لها الدعم المادي ومن المتوقع ان يزيد هذا الدعم بهذه الخطوة لأن هذه التيارات كانت غير راضية عن التحفظ الشديد الذي تفرضه قيادات الحزب على هذه القوات. ومن المرشح ان تكون هذه القوات رأس الرمح لتيار وطني مقاتل.

الى ذلك تواصلت اجتماعات المعارضة السودانية في أسمرة امس وكونت هيئة القيادة ثلاث لجان منها لجنة لدراسة ترتيبات الفترة الانتقالية برئاسة الدكتور باسفيكو لادولوليك وأخرى لاعداد الموقف التفاوضي للتجمع الوطني الديمقراطي برئاسة فاروق ابوعيسى ولجنة ثالثة لوضع خطة العمل الخاصة بالأشهر الأربعة المقبلة برئاسة التجاني الطيب ولجنة رابعة لمراجعة النظام الأساس وللوائح المنظمة لأعمال التجمع برئاسة رئيس التجمع محمد عثمان الميرغني. ومن المقرر ان تخلص اللجان من مهامها وترفع تقارير وخطط عملها لهيئة القيادة مساء اليوم.

ومن المقرر ايضاً ان يكون التجمع قد بعث وفوداً لعدة من بينها وفد سيتوجه الى كينيا لتسليم مذكرة من التجمع الى سكرتارية الايقاد. وستقوم الحركة الشعبية باجراء التسهيلات اللازمة والتنسيق مع المسؤولين الكينيين لانجاح مهمة الوفد، بينما سيتوجه وفد آخر الى مجموعة الأربعة (اميركا وايطاليا والنرويج وبريطانيا) لنفس الغرض ووفد ثالث الى كل من مصر وليبيا حاملاً مذكرة برؤية التجمع للعملية السلمية، ولتوسيع المشاركة في المفاوضات الجارية في اطار الايقاد! ومن المقرر ان يلتقي وفد من التجمع ايضاً برئاسة مساعد رئيس التجمع فاروق ابوعيسى يوم الجمعة المقبل بالمبعوث الأميركي للسلام في السودان جون دان فورث في القاهرة.