أميركا لا تزال تحتجز 147 على أراضيها في إطار أحداث 11 سبتمبر وتعتزم زيادة 200 زنزانة لسجناء غوانتانامو

TT

بعد قرابة العام على هجمات 11 سبتبمر (ايلول) الماضي، لا يزال 147 شخصاً على الاقل محتجزين داخل الولايات المتحدة في اطار التحقيقات بشأن تلك الاعتداءات، في حين تريد وزارة الدفاع (البنتاغون) انشاء 200 زنزانة اضافية لقرابة 600 معتقل في القاعدة البحرية بغوانتانامو في كوبا.

وهؤلاء المعتقلون، وغالبيتهم ليسوا مواطنين اميركيين وكانوا يقيمون بشكل دائم او مؤقت في الولايات المتحدة، كانوا ضمن نحو 1200 اعتقلتهم السلطات الاميركية بشكل سري في اعقاب 11 سبتمبر ثم استجوبتهم. واثارت تلك الاجراءات حفيظة المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان والحريات المدنية.

وكان الدكتور السعودي البدر الحازمي، مثلاً، قد اعتقل يوم 12 سبتبمر (ايلول) الماضي، ورفضت الحكومة الاميركية السماح له بمقابلة محام. وبعدها اخذ ضباط ادارة الهجرة والتجنيس الحازمي المقيم في سان انتونيو الى نيويورك حيث اجريت معه تحقيقات مكثفة بهدف التعرف على احتمال تورطه في الاعتداءات. وبعد اسبوعين، برأه مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) واطلق سراحه، حسبما افاد محاميه جيرالد غولدشتاين للكونغرس. وقال غولدشتاين ان العملاء الفيدراليين «لم ينتهكوا فقط حقوق موكلي، وانما حرموا انفسهم من معلومات ووثائق قيمة كانت ستزيل الكثير من قلقهم». واضاف ان «اسلوب التحريات الذي تتبعه الحكومة حالياً قائم على التحديد الاثني وانتقاء قوانين الهجرة والجرائم والحكم بالاعتقال بناء على مخالفات تافهة».

وهناك الكثيرون مثل الحازمي، الذين جرى استجوابهم ثم اطلق سراحهم، وترفض الحكومة الاميركية الافصاح عن اعدادهم.

ولا يزال 74 اجنبياً محتجزاً بتهمة مخالفات هجرة، اضافة الى 73 آخرين محتجزين بتهم سرية، وعدد آخر غير محدد من الاشخاص المحتجزين كشهود ماديين، وفقاً لبيانات قضائية كشفت عنها وزارة العدل في الآونة الاخيرة.

وخارج الاراضي الاميركية، يحتجز البنتاغون في قاعدة غوانتانامو نحو 600 شخص من افغانستان وباكستان و30 من دول آخرى، اعتقلت غالبيتهم في أفغانستان حين كانوا يقاتلون في صفوف حركة طالبان. وهناك عدد آخر غير محدد تحتجزه السلطات العسكرية الاميركية في قاعدة باغرام شمال كابل. وقالت المتحدثة العسكرية الاميركية باربرا بورفند ان البنتاغون يعتزم زيادة اكثر من 200 زنزانة في قاعدة غوانتانامو بحول اكتوبر (تشرين الاول) المقبل بسبب نقص عدد الزنزانات.

ويقول المنتقدون ان الولايات المتحدة التي تقدم نفسها كنموذج لدول العالم في مجال حماية حقوق الانسان يجب ان تتوقف عن احتجاز الناس بشكل سري ولمدد غير محددة. ويشير هؤلاء الى انه لم يتم توجيه تهمة الارهاب الى اي من الاشخاص الـ 1200 الذين اعتقلوا بعد 11 سبتمبر. وقال جوفري ستون، مدرس القانون الدستوري بجامعة شيكاغو، انه يتفهم سبب استهداف السلطات الفيدرالية للمهاجرين من منطقة الشرق الاوسط وجنوب آسيا في الولايات المتحدة، مشيراً بذلك الى ان الاصوليين المتطرفين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» ربما يكونون متورطين في مؤامرة 11 سبتمبر. لكن ستون يتساءل عن سبب احتجاز هؤلاء المهاجرين لاسابيع واشهر اذا تبين انه لا علاقة لهم بالارهاب. ويضيف ستون «إننا لا نعرف ما إذا كان هؤلاء الناس قد سمح لهم باستشارة محامين. ولا نعرف الاعداد التي رحلت منهم. وإنه من الصعب فهم سبب الابقاء على هذه المعلومات سرية». ويتابع «اعتقد انه امر مقلق. وانه من الصعب تصور ان ذلك صادر عن حكومة مسؤولة».

* خدمة «يو. اس. ايه. توداي» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»