اعتبرت السلطة الفلسطينية امس ان الجدار الأمني الذي تقيمه اسرائيل في الضفة الغربية هو «جدار امام عملية السلام». وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لوكالة الصحافة الفرنسية «ان الجدار الذى تقوم اسرائيل ببنائه هو جدار امام عملية السلام وان سياسة الفصل القائمة على غير حدود عام 1967 لن تؤدي الى سلام او أمن او استقرار في المنطقة».
واكد ابو ردينة «ان الفصل الامني مرفوض ولا بد من فصل سياسي على حدود عام 1967»، واعتبر ان الجدار الامني الاسرائيلي يشكل عائقا في وجه اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) التي ستجتمع الشهر المقبل في نيويورك. وقال «ان هذا الجدار هو جدار امام جهودهم وهو محاولة لتخريب كل ما يقومون به». ووصف ابو ردينة هذه السياسة بأنها «خطرة وتصعيدية وتدميرية وعلى اللجنة الرباعية ان تتحمل مسؤوليتها».
وكانت الحكومة الامنية الاسرائيلية قد اقرت في اجتماعها امس ترسيم القسم الاول من «الجدارالامني» الذي سيفصل بين اسرائيل والضفة الغربية لمنع تسلل الفدائيين الفلسطينيين كما افاد مصدر في رئاسة المجلس. واضاف المصدر ان هذه الجزء الذي يبلغ طوله 107 كيلومترات سيكون في القطاع الشمالي من الضفة الغربية لا سيما امام جنين. وسيضم الجدار الذي يتوغل في القسم الاكبر منه داخل الاراضي الفلسطينية حوالي ست مستوطنات.
واقرت الحكومة بذلك اقتراح رئيس الوزراء ارييل شارون ووزير الدفاع بنيامين بن اليعزر اللذين اتفقا يوم الاحد الماضي على مسار هذا الجزء الاول.
وكانت الاذاعة الاسرائيلية قد نقلت في وقت سابق عن المدير العام لوزارة الدفاع عاموس يارون قوله ان اشغال بناء هذا السياج الذي سيبلغ طوله الاجمالي 350 كيلومترا «ستبدأ بكل الامكانيات في غضون اسبوع او اثنين» وان القسم الاول «سيتم انجازه في غضون ثمانية الى تسعة اشهر».
ويتوغل الجدار الذي سيقام على طول «الخط الاخضر» الذي يفصل الضفة الغربية عن اسرائيل من مئات الامتار الى عدة كيلومترات حسب المناطق في الاراضي الفلسطينية.
وتأخرت كثيرا اعمال بناء السور. واكد مسؤول في بلدة شمال اسرائيل في مطلع اغسطس (آب) الجاري انه لم يتم بناء سوى 40 مترا فقط.
واكد بن اليعزر في المقابل انه منذ انطلاق الاعمال في هذا الجدار في 16 يونيو (حزيران) تم بناء تسعة كيلومترات منه على ان يتم الانتهاء من بناء 89 كيلومترا بحلول نهاية الشهر الجاري.